المشكلة والحل ونقطة البداية ....

بسم الله الرحمن الرحيم


نقطة البداية فى حل أى مشكلة هى : أن تعرف أين منبعها ... أين عينها التى تتفجر منه ... من أين تأتى رياح الشر فيها ؟ !

ثم تأتى النقطة التالية بأن تسد تلك العين ( عين الشر ) ... " الباب الذى يأتيك منه الريح سده واستريح

من هنا فقد قيل : ان التشخيص الصحيح للداء هو نصف العلاج , وهذا كله صحيح

والواقع يؤكده ولكن هل نجد فى القرآن الكريم شاهدا على ذلك حتى نستأنس

به ونؤسس عليه .... ؟؟؟؟؟

ان المتأمل فى سورة الكهف , وفى قصة ذى القرنين بالتحديد يجد جواب واضحا للسؤال المطروح ...

قال تعالى :

((قالوا ياذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا *

قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما * آتونى زبر الحديد حتى اذا ساوى

بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال آتونى أفرغ عليه قطرا * فما اسطاعوا أن

يظهروه وما استطاعوا له نقبا * ))

( الكهف من 94 الى 97 )

فشرع يبنى لهم السد الهائل الذى يحجز عنهم ... الشر فلا يتدفق اليهم شرره ....

(( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ))

( العنكبوت 69 )

(( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))

(الرعد 11 )

وتتعدد المشاكل وتتكاثر فى واقعنا المعاصر ونتشوق .... نفوسنا للخروج من هذه الدوائر ... ولكن ...

أين ذى القرنين الحكيم العاقل الذى يسارع الى الناحية العملية فينهى ذلك القلق

قائلا :

فأعينونى بقوة

وننطلق الى رحاب أوسع مع الله عز وجل ...........

انها قفزة الصدق فى حزم فاذا بك قد عبرت الى الضفة الأخرى حيث تستروح روحك الأمن والسلام .... وأنت بعد

تدب على هذه الأرض ............

تعالوا اذن ليساعد بعضنا بعضا من أجل أن نضع أرجلنا على الطريق الصحيح بالقلب السليم ...

ان رياح يأجوج ومأجوج .... قد أفسدت علينا أيامنا ....

فلو اكتفينا بالعويل والبكاء .........

انه الجانب السلبى ....

هيا للمواجهة .... فنسارع باغلاق منابع تيارات الشر داخلنا أولا فالعقل السليم فى الجسم السليم

ولكن كيف يكون ذلك ؟؟؟ ... والاجابة نجدها فى الحديث الشريف التالى :

" تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ... فأى قلب أشربها نكتت فيه نقطة سوداء , وأى قلب أنكرها نكتت فيه نكتة

بيضاء , حتى تصير على قلبين , على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض , والآخر أسود

مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما أشرب من الهوى "

ومقتضى الحديث .... أن نحاسب أنفسنا على النظرة ... على الكلمة .... على الحركة .... على الموقف ... على مجرد الاشارة

... على الاسترسال مع أى شيئ من الهوى ....


وهذا ما نرجوه .... ولا حول ولا قوة الا بالله ... ولله الحمد والمنة