حالة من الركود لاتزال تسيطر علي سوق الحديد رغم انخفاض الأسعار إلي ٣٨٠٠ جنيه للطن تسليم المصنع، بنسبة ٢٠% عن أسعار شهر أكتوبر الجاري، بسبب انتظار المستهلكين والموزعين انخفاض الأسعار بشكل أكبر خلال الشهر المقبل.
وفيما قدر منتجون وتجار خسائرهم من الانخفاض المضطرد في الأسعار منذ أغسطس الماضي بمئات الملايين، أكد مصدر مطلع بميناء دمياط أن المخزون من خام البيليت بالميناء وصل إلي ٢٠٠ ألف طن، تتراوح أسعاره بين ٧٥٠ دولاراً و١٢٣٠ دولاراً، موضحاً أن جميع هذه الكميات تمثل تعاقدات قديمة تم تنفيذها من شهرين إلي أربعة أشهر ماضية في ظل الارتفاع الكبير للأسعار في الصيف الماضي.
وفي السياق نفسه، استوردت شركة الهبة للصلب «٥ آلاف» طن حديد تسليح مؤخر،اً ويجري حالياً إنهاء الإجراءات القانونية والبنكية والجمركية للشحنة بميناء دمياط، وتثير الشحنة المستوردة جدلاً واسعاً بين المنتجين والمصنعين بسبب إمكانية بيعها بأسعار أقل من المطروحة في السوق المحلية حالياً، وهو ما نفاه المهندس خالد البوريني، مستورد الشحنة، الذي أكد أن استيراده الحديد يأتي لإعادة التوازن والاستقرار للسوق، وأنه لن يسمح بإغراق السوق أو الإضرار بالمنتجين والمصانع.
وقال سمير نعماني، مدير مبيعات مجموعة عز للحديد، إن الوقت لايزال مبكراً للحكم علي مبيعات الحديد بالأسعار الجديدة، رافضاً ما يردده البعض عن استمرار الركود بسوق الحديد.
واعترف النعماني بأن مبيعات المصانع انخفضت بنسبة ٤٠% خلال الشهر الجاري إلا أنه توقع أن تشهد السوق انتعاشاً خلال الشهر المقبل مع اقتناع المستهلكين بأن الأسعار المحلية تتماثل مع نظيرتها العالمية.
وانتقد النعماني شكوي بعض المنتجين من خسائرهم المتوالية بسبب انخفاض أسعار الحديد، ووجود مخزون ضخم من خام البيليت بأسعار مرتفعة، معتبراً الشكوي غير منطقية في ظل استفادة هؤلاء المنتجين من ارتفاع الأسعار في وقت سابق.
ورفض ما يردده بعض المنتجين من ضرورة تدخل الدولة لحماية الصناعة الوطنية، وفرض رسوم إغراق علي استيراد الحديد، مؤكداً أن هذا التصور خيالي ويحتاج إلي إجراءات قانونية دولية ويخضع لاتفاقيات عالمية ويجب الالتزام بها.
وأضاف أن الأسعار الحالية معتدلة وأعادت الاستقرار والتوازن إلي السوق، وتمثل التكلفة العالمية الفعلية للحديد، لكن أسامة عبدالمنعم، المدير التجاري لشركة الهبة للحديد، أكد أن الشركات والمصانع الاستثمارية ستتأثر بسبب الانخفاض الأخير في ظل وجود مخزون ضخم من خام البيليت بأسعار باهظة تتعدي ١٢٠٠ دولار.
وتوقع عبدالمنعم أن تنخفض أسعار الحديد لتصل إلي سعر ٣ آلاف جنيه، في ظل استمرار الانخفاض العالمي لأسعار الخامات وانخفاض حركة التجارة الدولية، موضحاً أن سعر طن الحديد عالمياً يتراوح ما بين ٥٠٠ و٦٠٠ دولار، بما يعادل متوسط ٣٠٨٠ جنيهاً، وبعد النقل والتخليص الجمركي سيصل الطن إلي الميناء بـ ٣٣٥٠ جنيهاً فقط