وزير الخارجية الفرنسي
يكشف عن طلب سلطة عباس
مقاطعة "حماس" وتشديد حصارها
توالت ردود الأفعال حول تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار
كوشنير التي كشف فيها -خلال حديثه مع برلمانيين فرنسيين
تحدثوا عن "عدم جدوى" سياسة مقاطعة حركة "حماس"
عن أن هناك أطرافاً فلسطينية لا تؤيد حوار فرنسا مع
"حماس" وتطالب بتشديد الحصار عليها في
قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية كوشنير رد على البرلمانيين الفرنسيين الذين
تحدثوا، خلال جلسة معه قبل يومين، عن "عقم" سياسة
مقاطعة حركة "حماس" الفلسطينية، وقال إنه
"لا يمكن أن نكون فلسطينيين أكثر من
الفلسطينيين أنفسهم"، مشيراً إلى
أن أصدقاءه الفلسطينيين
لا يؤيدون حوار
فرنسا مع
"حماس".
لم تكن مفاجئة
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تصريحات كوشنير
لم تكن مفاجئة لها وتكشف مدى تآمر رئيس السلطة
"المنتهية ولايتة" محمود عباس. وقال د. صلاح البردويل
القيادي في "حماس" بتصريحات صحفية، يوم الخميس
14-1-2010 :"إن إعلان كوشنير لم يكن مفاجئا
لأننا نعرف هذه الحقيقة منذ ثلاث سنوات فبعد
اتفاق مكة وإقامة حكومة وحدة وطنية
ادعى عباس أنه سيذهب للدول
العربية لرفع الحصار
وتسويق الحكومة
ولكن المفاجأة
كانت أنه لم يرفع الحصار
ولا يعترف أحد بالحكومة".
وأضاف
"اكتشفنا فيما بعد عند سؤال أحد الوزراء المرافقين لعباس في جولته
أنه كان يحرض على الحكومة ويدعوا لتشديد الحصار على
غزة وفي إحدى الجلسات مع مبعوث السلام الأوروبي
خفير سولانا طالبنا برفع الحصار، فاستغرب
وقال: كيف تطالبوني بذلك وأمامي
رسالة من الرئيس تطالب
بتشديد الحصار".
ومضى قائلاً
"أحرج عباس لحظتها وقال إنه ربما تكون من الحكومة العاشرة
فرد عليه سولانا: لا بل هي جديدة موقعة منك بعد حكومة
الوحدة الوطنية فارتبك عباس وقال: سنناقش الأمر
لعلها خارجة من مكتبي".
وشدد د. البردويل على أن أبو مازن متورط في فساد كبير جداً
على المستوى السياسي والوطني، مشيراً إلى أنه حرض
على حرب غزة عندما رفض وقف إطلاق النار
قائلاً: "هذا لا يكفي".
ودعا القيادي في "حماس" عباس وإعلام فتح إلى التوقف عن لعب
دور عراب الفتنة بين الشعب الفلسطيني في غزة والشقيقة
مصر، مؤكداً أن ما حدث لابد أن ينتهي والأمور
ستعود إلى أفضل مما كانت عليه.
من جانبه، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري
"إن تصريحات كوشنير دليل قاطع على تورط عباس في التحريض
على الشعب الفلسطيني ورفضه نتائج العملية الديمقراطية
وتحريض المجتمع الدولي على ذلك". وذكر في
تصريحات صحفية، أمس، أن العديد من
المسئولين الغربيين أبلغوا قادة حركة
"حماس" مراراً بهذه المعلومات.
متأخرة
بدوره، أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية الدكتور
يوسف رزقة أن تصريحات كوشنير متأخرة ولم تأت بجديد،
موضحاً أن الحكومة في غزة تدرك أن "عباس" يحاصر
"حماس" منذ الحكومة العاشرة ولديها معلومات
ومصادر أوروبية تفيد أنه طلب من
الأوروبيين عدم رفع الحصار
عن غزة.
وبين د. رزقة أن "عباس" نفذ حملة تشويه كبيرة ضد "حماس" في
عدد من العواصم العربية خاصة بالعاصمة السعودية الرياض
وقدم معلومات كاذبة وملفقة لجامعة الدول العربية، مما
دفع الحركة للقيام بتفنيد هذه الأكاذيب.
تبرير للحصار
وفي ذات السياق، اتَّهمت منظّمات فرنسية متضامنة مع الشعب
الفلسطيني ورافضة للحصار المفروض على غزة كوشنير،
بإيجاد المبررات من أجل إبقاء الحصار مفروضاً على
قطاع غزة. وقالت اللجنة اليسارية الفرنسية
و"فرنسيون لأجل فلسطين" في تصريح
صحفي، يوم الخميس: "إن ادعاء
كوشنير أن أصدقاءه الفلسطينيين
هم من يطالبون بلاده بمقاطعة
"حماس" هو محاولة للبحث
عن ذرائع لدعم استمرار
الحصار، وتكريس
الوضع الكارثي
وغير الإنساني في القطاع".
وخاطبت المنظمات الفرنسية كوشنير قائلة
"إن من تقول إنهم يطالبون بمقاطعة حماس هم من صنيعتكم"
مشيرة إلى أن
"من تصفونهم بأنهم أصدقاؤكم هم أدواتكم، وأنتم من تحركونها
عبر إمدادها بالمال المسيّس، رغم أنهم الأكثر فساداً"
حسب البيان.
وشددت على أنه
"لا يمكن القبول بالحصار المفروض على غزة للسنة الرابعة
على التوالي، مهما كانت المبررات"، مشيرة إلى أن
الحصار "جريمة ضد الإنسانية"، ومن يساهم
في إبقائه ويبرر هذه الجريمة مشارك
فيها بصورة فعلية.
ودعت السلطات الفرنسية لتنفيذ دورها المنوط بها من أجل
إنهاء معاناة المحاصرين، والظلم الواقع عليهم منذ
سنين، بدلاً من البحث عن ذرائع من شأنها
تعزيز استمرار الحصار وقتل المزيد
من الأطفال والنساء والشيوخ
المرضى
