ارادة التحدى

فى حياتنا العامة والخاصه حالات كثيرة لانتصار الارادة الانسانية وعدم رضوخها لقسوة الظروف ومن التاريخ البعيد والقريب رأينا انتصارات ارادات غاندى وأبى العلاء المعرى وطه حسين والعقاد وكثير غيرهم من الذين كانت ظروفهم المحيطة بهم محبطة وعلى الرغم من ذلك انتصرت ارادتهم وسطر لهم التاريخ جهدهم ودورهم الانسانى.



لقد اجتهد كثير من العلماء فى تحليل هذه الظاهرة فقالوا :

ان الظروف المحبطه والأخطار تحفز ملكات بعض الناس وقدرتهم فى الابداع فتؤدى أفضل أداء لها وأذكر هنا واقعة لا يمكن أن أنساها أبدا فبعد تخرجى من الجامعة عملت فى مشروع مناجم أبو طرطور فى الصحراء الغربية وكنا بصدد عمل بئر مياه عذبه لخدمة المشروع وقمنا بعمل دراسات وخرائط تحت سطحية
لتحديد أنسب الأماكن لحفر البئر وكان معنا رجل نوبى امى لا يقرأ ولا يكتب اسمه عمى سالم وكان رجل طيب القلب مهمته استقبال العاملين وارشادههم فى دروب الصحراء
وأثناء عملنا لتحديد مكان البئر بالأجهزة أخبرنا عمى سالم أن أنسب مكان لحفر البئر وحدد لنا مكانا بعينه . الشيء العجيب أن هذا المكان أثبتت الدراسات التحت سطحية أنه فعلا أنسب مكان فهو أقرب مكان من السطح جيولوجيا وجغرافيا لنقل المياه دون عوائق وبأقل التكاليف

انه مهندس وجيولوجى وجغرافى بالفطرة

سبحان الله

انه أداء فوق القياس البشرى


فعلا لقد ذهب هؤلاء المحللين لهذه الظاهرة أن الانسان تتولد لديه ملكات وقدرات فائقه
انه التحدى الانسانى

وعلى امتداد وطننا تمتلئ حياتنا الخاصة بمعارف وأصدقاء وزملاء مروا بمثل هذه الحالات بعضهم فى دائرة معارفنا القريبة وآخرون بعيدون عنا نسمع قصصهم.

وهنا يثور السؤال المنطقى ما دامت ارادات البشر كأفراد تتحفز وتقبل التحدى وتواجه وتنتصر فلماذا لا تتحفز ارادتنا الجمعية ؟؟؟!!!

لماذا تخمل هذه الارادة وتتلهى وتتفكك وتتنازع على الرغم من كل ما يحيط بنا من أخطار .

فعند غرق سفينة تتحفز الارادة الفردية لنجاة الفرد ولا تتوحد لانقاذ السفينة