المستشار عثمان الكومى المديـــــــــر العـــــــــــــام
علـــم الدولــــة :
| موضوع: نيويورك تايمز تنتقد مجاملة "أوباما" لـ"مبارك" 10/6/2009, 12:36 pm | |
| نيويورك تايمز تنتقد مجاملة "أوباما" لـ"مبارك"
لا تزال وسائل الإعلام الأمريكية مهتمة بالتعليق على زيارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، التاريخية إلى القاهرة يوم الخميس الماضى، وسلطت صحيفة نيويورك تايمز فى عددها الصادر أمس الثلاثاء، الضوء على أهمية تطرق أوباما فى خطابه إلى واحدة من أكبر القضايا الشائكة فى الشرق الأوسط وهى قضية الديمقراطية. وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكى يحاول إعادة صياغة هدفاً نبيلاً لم ينجح نظيره السابق جورج بوش فى تحقيقه، وهو وضع نهاية للطغيان حول العالم ونشر الديمقراطية وتحدى "كل حاكم وأمة" لضمان نشر الحرية.
وتشير الصحيفة إلى أن أوباما استخدم خطاب القاهرة لإحياء أجندة الديمقراطية التى كانت مركز سياسة بوش الخارجية. ولكن على الرغم من ذلك، لم يكشف أوباما عن خططه للضغط على الأنظمة القمعية التى ترفض تطبيق الديمقراطية على أرضها.
وترى الصحيفة أن قرار التطرق إلى قضية الديمقراطية لم يكن سهلاً، بل جاء تتويجاً لمناقشات واسعة داخل الإدارة الأمريكية استغرقت أربعة أشهر بين هؤلاء الذين لا يرغبون فى معالجة ما يعتبرونه إيديولوجية الحملة الصليبية التى بدأها بوش، وبين هؤلاء الذين يرون أن أمريكا لا يجب أن تتخلى عن ترويجها للحرية والديمقراطية، ولكن بأسلوب مختلف.
وتدلل على ذلك الصحيفة بالقول إن الرئيس الأسود ناقض ضمنياً رؤية ترويج الديمقراطية الخاصة ببوش، عندما أكد أنها "لن تفرض على أى دولة"، وكذلك بالإشارة إلى أن الانتخابات لن تكون كافية، حيث يجب أن تكون الانتخابات سلمية ينتج عنها حكم الشعوب باحترام.
ومع ذلك، حافظ الرئيس أوباما على شمولية كلماته ولم يقل شيئاً يتحدى به مضيفه المصرى، الرئيس حسنى مبارك، الذى عكفت حكومته على اعتقال الخصوم، وفرض الرقابة على الصحف القومية وتفكيك الاحتجاجات. وتشير الصحيفة إلى أن إدارة أوباما الأمريكية قد زادت من تمويل برامج الديمقراطية، إلا أنها قطعت مؤخراً هذا التمويل عن مصر لأن الرئيس الأمريكى لا يعتبر مبارك حاكماً استبدادياً، بل وصفه فى مقابلة مع "BBC" بالـ"قوة استقرار" فى الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن أوباما يدرك جيداً أن هناك انتقادات حادة موجهة للأسلوب الذى تتسم به السياسة فى مصر، إلا أنه أكد على أن مهمته لا تكمن فى الإملاء على الغير ما يجب فعله وإنما فى تشجيعهم على النهوض بقيمهم الأخلاقية فى جميع المناحى.
ومن جهة أخرى، يرى مدافعون عن حقوق الإنسان مثل لارى دايموند، وهو مدير قسم الديمقراطية فى جامعة ستانفورد، أن المعاملة "اللطيفة" مع مبارك سيكون من شأنها تقويض أهداف الخطاب إذ يقول "كنت أتمنى أن يكون أوباما أكثر وضوحاً إزاء التأكيد على المخاوف المتصاعدة جراء نظام (الحكومة المصرية) المستبد".
ومن جانبه، يقول روبرت كاجان، باحث فى معهد كرنيجى إندوامنت للسلام الدولى، إن أوباما وفريق مستشاريه لم يكن لديهم خيار آخر سوى التطرق إلى قضية الديمقراطية فى مصر، وذلك "لأنه فى حال لم يذكرها، كان سيقع ضحية سائغة لوسائل الإعلام والصحف. ولكنه لم يقل سوى النذر القليل الذى لن يسبب الإحراج لمبارك أو لأى مستبد فى العالم". | |
|