حصار غزة يتحول إلى "نعمة" لمنعه دخول "إنفلونزا الخنازير"

حصار غزة يتحول إلى "نعمة" لمنعه دخول
"إنفلونزا الخنازير"

السلام عليكم

الإثنين 09 جمادى الأولى 1430هـ - 04 مايو 2009م

في ظل إغلاق كل المعابر البرية والبحرية والجوية
حصار غزة يتحول إلى "نعمة" لمنعه دخول
"إنفلونزا الخنازير"

إسرائيل تمنع الأجانب من دخول القطاع

غزة- علا المدهون

للمرة الأولى يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة بأنهم غير مهددين،
كما بقية سكان العالم، من خطر فيروس "انفلونزا الخنازير"،
وذلك بسبب الحصار المفروض على غزة والذي لا يسمح
من خلاله بدخول لا بشر ولا شجر ولا حجر إلى القطاع.

ويتندر الغزيون بأنه لا يوجد لديهم لا مطار ولا ميناء بحري، ولا حتى
خنازير يمكن أن تصيبهم بهذه العدوى التي أصبحت حديث العالم
في هذه الأيام. فيما أعرب آخرون عن امتنانهم لإسرائيل
التي كان حصارها سببا في منع انتشار الفيروس.

اصداء الشارع

ويستغرب المواطن معين الأغا في حديث مع "العربية.نت"، من مسارعة
إسرائيل إلى عقد اجتماعات أردنية فلسطينية إسرائيلية لمكافحة
الانفلونزا، فيما لم تشعر بالقلق على التدهور الإنساني
والحياتي الكبير في الأوضاع المعيشية الاقتصادية
والاجتماعية والإنسانية التي يعاني منها
سكان القطاع.

ويتساءل "لماذا الاهتمام الدولي الكبير في عدوى انفلونزا الخنازير، بينما
لم يحرك العالم ساكنا ولم يستنفر قوته لوقف انفلونزا الدم الإسرائيلي
القاتلة في شوارع ومخيمات ومدن غزة؟".

أما طارق مسعود فيقول "الحمد لله أننا محاصرون.. حيث لا تسمح
إسرائيل للأجانب بدخول قطاع غزة والوحيد المسموح له
بالدخول هي الطيور التي تنتقل عبر الأسلاك من
غزة إلى إسرائيل".

ويطالب مسعود بفحص الأجانب القلائل الداخلين إلى قطاع غزة لتجنب
إمكانية نقل انفلونزا الخنازير من خلالهم إلى قطاع غزة، خاصة
أن بضع عشرات من العاملين الدوليين لا زالوا يتنقلون
عبر الحدود رغم الحصار الخانق.

الحصار نعمة

الغزبون يمارسون حياتهم بلا مخاوف من الفيروس

ويعتبر الدكتور محمود رفيق، الذي يعمل في إحدى الجامعات الألمانية،
وهو من سكان قطاع غزة، في اتصال هاتفي مع "العربية.نت"،
أن الحديث عن انفلونزا الخنازير مبالغ فيه.

ولم يستبعد دور شركات الأدوية العالمية في الترويج لهذا المرض من
أجل عمليات تسويق كبرى لأدوية معينة يعتقد أنها جهزت مسبقا
لمكافحة هذا المرض والذي من شأنه أن يدر مليارات
الدولارات على خزائن هذه الشركات.

من جانبه، يرى الأستاذ في جامعة الأزهر أيوب عثمان أن الحصار
الإسرائيلي للقطاع أصبح نعمة وليس نقمة.

ويقول "لو قمنا باستثناء الغذاء والدواء والبضائع، وتحدثنا فقط عن السفر
وحرية التنقل والحركة والترحال، فإننا نرى أن الله قد استنبت لن
ا من الألم أملاً، وأحال عسرنا يسرا، وفتح لنا في جدار الضيق
فرجا، وشق لنا عبر عتمة النفق مخرجا، إذ تغلق (إسرائيل)
بوابتنا الشمالية في معبر (إيرز)، فيما تغلق مصر بوابتنا
الجنوبية في معبر رفح المصري الفلسطيني، ليحقق
الله بقدرته المثل القائل رب ضارة نافعة".

ويتابع "رأينا كيف انتشر المرض القاتل، وما يزال ينتشر، ويزداد
اتساعاً وتسارعاً... سمعنا كيف يدهم بلداً ليجتاح آخر، حتى
بلغ عدد الدول التي دهمها هذا المرض 15حتى الآن".
ويختم بالقول "ينبغي علينا أن نتوجه بالشكر
والثناء لإسرائيل أن حاصرتنا، في ظل
الانتشار السريع للفيروس في العالم".

تقرير وزارة الصحة

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أكدت خلو الأراضي الفلسطينية
من الفيروس المسبب للمرض.

وأصدرت اللجنة الوطنية لمكافحة مرض الإنفلونزا التابعة للوزارة نشرة
إعلامية، حصلت "العربية.نت" على نسخة منها، استعرضت فيها
آخر التطورات المتعلقة بفيروس انفلونزا الخنازير، وأكدت فيها
خلو الأراضي الفلسطينية من أي اصابات.

واشارت اللجنة إلى انه تم إصدار نشرة تثقيفية للمواطنين وطباعة
100 ألف نسخة منها، كما تم إرسال آلاف رسائل التوعية عبر
كافة الوسائل المسموعة والمرئية والانترنت
وتوفير المعلومات على الصفحة الالكترونية.

كما تم وضع لافتات ضخمة على المعابر في أريحا تنبه المواطنين
حول الإجراءات الواجب إتباعها وتم توفير مخزون من الدواء
اللازم وتسعى وزارة الصحة لتعزيز هذا المخزون من
خلال منظمات الأمم المتحدة والدول المانحة، وتم
توفير المواد اللازمة للفحص المخبري. كذلك
جرى إعداد برتوكول للتعامل مع الحالات
المشتبه بها أو المؤكدة وتم تدريب
الكوادر الطبية عليها وعلى
طرق اخذ العينات
ونقلها وفحصها.

حصار غزة يتحول إلى "نعمة" لمنعه دخول "إنفلونزا الخنازير" 1g72110

حصار غزة يتحول إلى "نعمة" لمنعه دخول "إنفلونزا الخنازير" 1_uy510