احد أبناء البتانون يبعث برسالة لفاروق حسنى وزير الثقافة

ثلاث رسائل لوزير الثقافه المصري

1 - حين تصبح أوكارا للتطرف !

هيثم شرابي

الوزير الفنان فاروق حسني وزير الثقافة

أرجو أن يتسع صدرك لرسالتي فهي نتاج تجربة بائسة عشتها لمدة ثلاثين عاما في قرية من قري مصر، وكان العامل الأساسي المشترك في هذه التجربة هوالثقافة ربما لهذا وجدت أنك الوحيد الذي يجب أن أوجه له لرسالتي. كماأن سببا جوهريا آخر استدعي هذه الرسالة وهو تولي سيادتك زمام أمور الثقافة في برمصر علي مدي عشرين عاما، أي ما يساوي ثلثي مدة تجربتي لدرجة أنني لا أتخيل وزيرا آخر للثقافة في مصر غير سيادتك.

سيدي الوزير: كنت في المرحة الإعدادية وأنا أقرأ في جريدة الأخبار ــ جريدتي المفضلة وقتها ــ خبر اختيار فنان لمنصب وزير الثقافة.

للعلم أنا من قرية بسبب اهتمام أهلها بالعلم والثقافة فقد أخرجت لمصر الكثير منهم علي سبيل المثال لا الحصر المشير محمد عبدالغني الجمسي والأديب والمترجم زهير الشايب ــ والأديب والمترجم طلعت الشايب والكثيرين غيرهم إذا رجعت لمعجم الأعلام فستجد المزيد!!!

تنوير وثقافة

كانت هذه القرية منارة للثقافة والتنوير شأنها شأن قري كثيرة استفاد من بناء «الوحدات المجمعة» وبما تحويه من بيوت ثقافة ومكتبات ومسرح وسينما.. في تلك الأوقات لم تكن قد ظهرت بعد ما يسمي بالتيارات الدينية قريتي قاتلت كثيرا السلفيين وجماعة أنصار السنة والإخوان علي مدار السبعينيات والثمانينيات، وحتي أوائل التسعينيات لم يكن لهم شأن ولا سيطرة علي عقول الشباب ولا تواجد في البيوت والمنتديات لكن تشاء سياسة سيادتكم التي شكلت الثقافة النخبوية مقصورا أنك تصنع ظهيرا قويا يحميك من هجمات التيارات الظلامية إذا ما أبديت رأيك أو طرحت فكرة في أمر ما. وتناسيت سيدي وتناست وزارتك «الثقافة الجماهيرية» ولا تطلق العنان لنفسك لتحصي لي عدد بيوت الثقافة وعدد قصورها التي أرجو أن تنزل لها وأنت وحدك بدون زيارة رسمية لتري مقابر وخرابات تنفر المثقفين فلا يدخلونها ما بالك بالشباب في الشوارع.. برامجها لا يسمع بها غير موظفيها ولا يعلن عنها إلا علي مبانيها وفي أماكن غير واضحة.

وأما قريتنا فقد ناء بيت ثقافتها بأحماله ولم يستطع الاحتمال فتقرت ر إزالته، ومنذ 1992 وهم يريدون إزالته وعليه فالأنشطة شبه متوقفة والناس لا تتمكن من دخول المكتبة التي تم تجميع كتبها وربطها استعدادا للإزالة والرحيل.

لكن رصاصة الرحمة سيدي لم تأت إلا في عام 1997 أي بعد مرور خمس سنوات.. هل هي مدة قليلة أم كثيرة لاتخاذ قراربازالة مبني آيل للسقوط وبناء غيره؟؟؟ أقول لك ذلك لتعلم ماذاحدث في هذه المدة: بدأت كل الجماعات الدينية منذ عام 1990 وأقول كلها مجتمعة «إخوان ــ سلفية ــ أعضاء سنة ــ جماعة إسلامية» في تنفيذ ما يسمي «بالأسبوع الثقافي الاسلامي» تخيل سيدي الوزير الفنان هذه الجماعات تدور في القري والكفور وتقيم أسابيع ثقافية ومن الغريب أنهم قد حشدوا لها أسماء كانت لامعة في هذا الوقت وبعضها مازال أمثال «عمر عبدالكافي وصفوت الشوادفي ومحمد حسان.. وغيرهم» ودارت العجلة وحشد الشباب الذي لايجد ملاذا أومكانا يقرأ فيه كتاباً أو يسمع فيه كلمة تنوير، إذا به يدعي إلي المساجد ويجد شيوخا يجيبونه عن كل الأسئلة الصعبة عليه «العادة السرية حلال أم حرام ــ أريد الزواج ــ أبحث عن عمل ولاأجد غير السياحة... » ولك أنت أن تضع الإجابات من عندك سيدي الوزير.

نسيت أن أذكر لك أن قريتنا قرية أم، أي أن مكتبة بيت الثقافة كانت تخدم 6 قري بجانبها وثلاثة كفور و8 عزب، وأقرب قصر ثقافة يبعد 8 كيلو مترات، وأقرب أسبوع ثقافي يقام في الجامع المجاور للبيت.

هل انتهت الأزمة؟ لا يا سيدي فمن يوم إزالة بيت الثقافة والسينماوالمسرح لم يتم التفكير في بنائه إلا منذ عام مضي في 2006.

هل تدرك معي حجم الكارثة، ست قري وثلاثة كفور و8 عزب بدون كتاب أو مكتبة عامة لمدة ستة عشر عاما؟؟؟

هل تدري أن شوارع قريتنا كمثل باقي القري عليها ملصقات وكتابات بالجير إليك بعض منها «الحجاب فريضة كالصلاة» «الحجاب عفة وطهارة» «إن الموت يأتي بغتة» «الجهاد ضد أعداء الله فريضة» «الحجاب يحميك من الذئاب».

مساحة خالية

هذا ماحدث سيدي: تركت القري والكفور والنجوع ولم تعمل علي تزيين حوائطها بأفكار تنويرية ووطنية، فوجد آخرون هذه المساحة الخالية فقاموا بملئها هم، تركت العقول فتعامل معها غيرك، ثم تأتي الآن وتستغرب أن الرأي العام حشد ضد آرائك نعم سيدي فقد تمت تعبئته علي مدار عشرين عاما هي مسافة وجودك في وزارة الثقافة سيدي إنك بالفعل إذا مشيت في شوارع القري والعشوائيات ولو ركبت ميكروباصات أوحكم عليك ربنا أن تركب مع أحد الركاب لتري إصراره علي إخراج شريط الكاسيت تشغيله «عشان ينوبه ثواب في الركاب وبالمرة يسيب الشريط هدية للسواق يسمعه للناس» إذاعة مجانية رايح جاي ألا تشعر أني ربما أحدثك عن تورا بورا أوعن كابول تحت حكم طالبان؟ أعتقد أنني أطلت بعض الشيء، لكن لا أجد واقعا أقل بشاعة حتي أنقله لك، وربما تجد سيادتكم مؤشرات أخري علي ما أقول، لكن أستحلفك بالله لا تردعلينا بأرقام بل رد علينا برأي عام يقف مع التقدم والتنوير وينبذ الخلف.يقول باولونريري: «لا ضرورة لتضليل المضطهدين، عندما يكونون غارقين لآذانهم في بؤس الواقع».

2 - هدم قصر ثقافة الأقصر.. دعم للإرهاب

محمود حامد

معاول الهدم بدأت في خطة التدمير.. ولكن الأمل مازال قائما في قرار يوقف هذه الكارثة إذا كان المسئولون يريدون للثقافة أن تنمو وتزدهر ولخفافيش الظلام أن تندحر وتموت.

قصر ثقافة الأقصر وأحد معالمها الأساسية يتم اخلاؤه تمهيدا لهدمه بناء علي حيثيات فاسدة ومعلومات مغلوطة.

هذا القصر الذي لعب دورا أساسيا في نشر الإبداع وإحياء التراث ومواجهة الإرهاب بالفن والجمال..يراد له أن يزول لصالح حفنة من المستثمرين.وضع تصميمه الفنان المبدع د.حسن فتحي ليمثل تحفة معمارية تضيء سماء الأقصرعلي مر الزمان وتكون شاهدا علي روعة المعماريين المصريين حتي أنه يمكننا القول إنه «اثر» يضاف إلي الآثار المصرية الخالدة.إنه واحد من أكبر ثلاثة قصور علي مستوي الجمهورية وهو الوحيد الذي يضم مرسما لفناني مصر استضاف كبار الفنانين ويحملون عنه أجمل الذكريات ويضم أكبر مكتبة متخصصة للطفل افتتحتها سوزان مبارك منذ سنوات ليهدمها سمير فرج هذا العام كما أن مكتبة القصر هي الأكبر بين مكتبات قصور الثقافة وبها أكثرمن 7 آلاف دورية و75 ألف كتاب وقاعة للاطلاع تضم 110مقاعد هي القاعة الأكبر بين كل القصور. وأكبر دار عرض سينمائي ومسرحي في صعيد مصر يوجد داخل القصر وفي طريقه إلي الزوال أيضا.

ولكن لماذا يحدث هذا؟!سمير فرج يزعم أن القصر «يخنق» المساحة الواسعة حول معبد الكرنك واستطاع أن يوهم المسئولين بهذه النظرية حتي أصدر قرارا من اللجنة الوزارية المختصة بمتابعة تطوير الأقصر برئاسة رئيس الوزراء د.أحمد نظيف.فهل يعلم رئيس الوزراء أن سمير فرج زعم أن مباني الصوت والضوء واستاد الكرنك تخنق المعبد وأعمل معاول الهدم تحت دعوي ترك مساحة فضاء فإذا بها تتحول بقرارمنه إلي مبان شاهقة فقد كان سور الاستاد لايزيد علي ثلاثة أمتار فارتفعت مبان تزيد علي ثلاثة طوابق من أجل عيون مستثمري البازارات والأنشطة السياحية وبنفس المنهج سيتم هدم قصر الثقافة لصالح مستثمرين.

جملة اعتراضية في صلب الموضوع: رئيس مدينة الأقصر هو الوحيد علي مستوي العالم الذي اتخذ قراراً بقتل «الخضرة» وإزالة حديقة كانت تمثل متنفسا لأهل الأقصر في جوها الخانق وأحالها إلي كتل خرسانية من الجرانيت والرخام بجوار مسجد سيدي أبي الحجاج.

نعود إلي كارثة القصر ونسأل: لماذا يصمت الوزير فاروق حسني علي هدم ومنارة للإشعاع والتنوير في صعيد مصر شهد العديد من المهرجانات والمؤتمرات واللقاءات الفكرية والثقافية والفنية ويكون مصيره الهدم لصالح المستثمرين؟! ألم يفكر الوزير في مصير الفرق الفنية وفي مصير العاملين؟.

ويعلم الوزير الفنان بحكم منصبه وبحكم متابعته أن هذا الصرح يمثل خط الدفاع الأول في الصعيد في مواجهة الارهاب ومن أجل نشر قيم الحق والاستنارة والعقل والجمال. لقد بدأت إجراءات نقل وتخزين محتويات القصر، ومازال الأمل معقودا لوقف القرارالكارثة. وإذا كانت مصالح حفنة من المستثمرين أهم من مصالح المجتمع فإن أضعف الايمان وقف القرار لحين بناء قصر ثقافة جديد علي غرار ما يراد هدمه فمن غير المعقول أن يدعم المسئولون رئيس مدينة الأقصر في قراراته التي يصدرها كما لو كانت المدينة عزبة بلا صاحب.

إن الهدم بدون بديل يعني تشييع جنازة الثقافة والمثقفين في الأقصر الي مثواها الأخير. ولا يعني ذلك سوي العداء الدفين للثقافة وللانسان ولأهل الصعيد.

3 - ابحــــــث عـــــن يعــــقـوب

حلمي سالم

بعد التحية والاحترام..أضع بين يديك اليوم واقعة ظلم فادح بين، يتعرض له شاعر ومسرحي معروف يأبي اعتداده بنفسه وبإنتاجه ويكفاءته أن يشكوإليك مباشرة، كما يفعل الصغار، وهو ليس صغيرا، مع أنه صاحب حق بًّين.أما الرجل فهو الشاعر محمود نسيم، أحد شعراء السبعينيات المصريين البارزين، الذي صدرت له دواوين منها: السماء وقوس البحر، طائر الفخار، الحديقة وهو صاحب المسرحيات الشعرية: الغرفة، مرعي الغزلان، أمواج، والحاصل علي الدكتوراه من أكاديمية الفنون برسالة قيمة كانت أول ما أصدرته الأكاديمية علي عهد مدكور ثابت من رسائل علمية، بعنوان «فجوة الحداثة».

وأما واقعة الظلم البين ، فهي تنقسم إلي قسمين: القسم الأول، أنه منذ عامين تقدم د.نسيم ــ بعد نيله درجة الدكتوراة ــ لشغل وظيفة مدرس بقسم فلسفة الفن بمعهد النقد الفني، علي إثر إعلان من المعهد يطلب حاجته إلي مثل هذه الوظيفة الشاغرة. وتمت الإجراءات كلها، بما فيها انعقاد لجنة علمية لإصدار القرار، وبما فيها موافقة رئيس الأكاديمية د.ثابت ومجلسها. وبعد انتهاء كل الخطوات التي أكدت كفاءته وأحقيته، توقف التعيين فجأة بفعل فاعل، ولغرض في نفس يعقوب، وقيدت القضية ضد مجهول، وحرم الرجل من التعيين لسبب لا يعلمه إلا الله حتي الآن. والقسم الثاني: نسيم من أبناء الثقافة الجماهيرية وترقي في مواقعها لامتيازه وعلمه وأفقه الفكري والإداري السليم، حتي انتدبه د.نوار مديرا لإدارة المسرح بالهيئة، ومنذ عامين صدر قرار د.نوار ــ بعد حادثة حريق بني سويف ــ بتعيين نسيم رسميا في موقعه المنتدب فيه. وتمت الإجراءات المتبعة في ذلك، من عقد لجان ومن دورات تدريبية لمديري العموم خاضها الرجل بتمكن وقدرة. ثم فجأة تعطل قرارتعيينه رسميا مديرا لإدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة، وأيضا كان التعطيل بفعل «فاعل»، ولغرض في نفس «يعقوب» وقيدت القضية ضد «مجهول».

السيد الوزير الفنان ... نناشدك التحقيق السريع الصريح في هذه الواقعة بشقيها الفاضحين، حتي يرتفع الظلم عن هذا الشاعر والمسرحي الكفء، وعن كل من يقع عليه ظلم مشابه، وحتي تذهب المواقع إلي مستحقيها، ألا يكفي مصر أن الدعم لا يصل إلي مستحقيه، وأن الخبز لا يصل إلي جائعيه، وأن السكن لايصل إلي مشرديه، وأن الماء لايصل إلي ظامئيه؟

السيد الوزير الفنان .. ثمة «فاعل» وثمة «مجهول» وثمة «يعقوب»، في وزارة الثقافة، فابحث عنه ونظف الوزارة منه، ومن كل يعقوب شبيه، حتي تظل وزارة الثقافة ــ كما هو مفروض فيها ــ وزارة العقل والإبداع والمعرفة، لا وزارة الضغائن والانتقام والنفوس السوداء.

http://www.al-ahaly.com/articles/07-08-15/1340-art01.htm

» أبناء البتانون بين الصدق و الخديعة
» محافظ المنوفية ورئيس هيئة قصور الثقافة يفتتحان بيت ثقافة البتانون
» استقالة جابر عصفور وزير الثقافة المصري
» أسماء أبناء البتانون الفائزين بقرعة الحج هذا العام ( 2016 )
» أعتقال احد أبناء البتانون ( محمد أسامة محيى عيسي) فى مظاهره (23-1-2014)