مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده
أظلنا شهر ربيع الأول، وأطلتعلينا بمَقدمه ذكريات يحبها كل مسلم،
ويسعد بتذكرها كل مؤمن، ومن أعظم الأحداث التي حواها
هذا الشهر مولد نبي الرحمة وإمام الهدى صلى الله عليه
وسلم. ذاك المولد الذي كان إيذانًا بانتهاء عهد الضلال
وابتداء عهد الهدى، وكان كالبشرى الفارقة بين
عهدالظلام والشرك والوثنية، ومبدأ لعهد النور
والتوحيد والعبودية.
فأحببت أن أصحب إخواني في رحلة عبر التاريخ نعيش فيها
لحظات مع رسول الله صلى الله عليــه وسلم، ولكني بداية
أعتذر له ولكم عن قصوري عن توفيته حقه وعجزي
عن أن أقدره قدره أو بعض قدره. كيف وهو خير
الورى وأفضل من وطئ الثرى؟ كان بين
المرسلين علمًا وبين الناس مَعلمًا
وللمؤمنين قدوة وأسوة ومعلمًا.
ذاك الداعية العظيم، والنبي الكريم؛ الذي جاء إلى هذه الأمة الضعيفة
المنهكة، المتحاربة المتفرقة، فجمع بالإسلام شتاتها، ووحد بالتوحيد
كلمتها و صفها، ورفعها بالإسلام فوق الرؤوس، أنا وأنت وجدي
وجدك لم يكن لنا تاريخ، بل كنا أذل أمة، أمة تأكل الميتة
وتشرب الخمروتأتي الفواحش وتطوف بالأصنام وتعبد
الأوثان؛ حتى جاء محمد عليه الصلاة والسلام
فأخرجنا الله به من ظلمات الكفر إلى أنوار
الإيمان، ومن ذل المعاصي إلى عز
الطاعة،وأخذ بأيدينا ونواصينا
وقلوبنا إلى الله رب العالمين.
إن البريـــة يوم مبـعث أحمــــــد نظر الإله لـــها فبدل حـالها
قد كرم الإنسان حين اختارمن خـــير البرية بدرهــا وهلالها
لبس المـرقـــع وهو قائــــد أمة جبت الكنوز فكسرت أغلالها
لما رآهـــا الله تمشي نحـــــــوه لا تبتغي إلا رضاه سعى لها
هو منة الله الكبرى على المؤمنين،ورحمته العظمى
التي أرسلها للعالمين
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِنْ كَانُوامِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
[آلعمران:164].
هو دعوة أبيه إبراهيم حين قال
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاًمِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ}
[البقرة:129].
وبشارة أخيه عيسى في قوله
{وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}
[الصف:6]
ورؤيا أمه آمنة حين رأت أنه خرج منها نورًا
أضاءت له قصور كسرى وقيصر.
مولد كريم ومبعث عظيم
عندما ولد تزلزلت عروش الكفر فتصدع إيوان كسرى وسقطت
بعض شرفاته وغاضت بحيرة ساوه، وخمدت نار فارس
وكانوا يعبدونها من دون الله وهي التي لم تطفأ منذ
ألفعام ـ كما قال أهل السير.
وكما تزلزلت عروش الكفر لمولده كذلك اهتز الفلك لمبعثه وبداية
قيادته للعالم، فبدأت السماء ترمي الشياطين بالشهب واللهب
حتى لا يتسمعوا إلى الوحي كما كانوا يتسمعون إليه قبل
بعثته. كما حكى ربنا على لسان الجن
(وَأَنَّالَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً،
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَيَجِدْ
لَهُ شِهَاباً رَصَداً)
(الجـن:8،9)
وبمبعثه أغلقت الجنة أبوابها فلا تفتح إلا من طريقه، ولايدخلها
إلا أتباعه ومحبوه كما في صحيح مسلم
"والذي نفسي محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة
يهودي ولانصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت
به ، إلا كان من أصحاب النار".
حياةحافلة
ما بين قول الله له
{اقرأ} إلى قوله تعالى {واتقوايوماً ترجعون فيه إلى الله}
عاش النبي حياة النبوة والرسالة.
أولاً:عالم من العبادة: الصلاة،الصيام، الذكر، الجهاد.
ثانياً:عالم من الزهد: في مسكنه.. في مطعمه.. في ملبسه.. وفيميراثه.
ثالثاً:عالم من المعجزات: الجذع، الاستسقاء، القمر،الطعام.
رابعاً:عالم من الأخلاق: في صبره،وتواضعه، وشجاعته، وكرمه.
خامساً:عالم من التربية: مع المرأة، مع الأسرة،مع الزوجة، مع الطفل.
أولاً: عالم من العبادة
1ـ أما عن صلاته : فحدث ولا حرج، كان يقرأ في الركعة الواحدة بالبقرة
وآل عمران والنساء، فيقف عند كل خير فيسأل الله، وعند كل
آية عذاب فيستعيذبالله ويسأله عفوه، ثم يركع فإذا ركوعه
قريبًا من وقوفه، ويرفع مثل ذلك ويسجد نحوًامن ذلك.
وكان يصلي لله حتى تتشقق قدماه، وتتفطر دمًا، فإذا
سئل عن ذلك قال
"أفلا أكون عبدًاشكورًا؟".
فيا من تزهدون في الصلاة وتستعجلون الخروج منها
ليكن لكم في رسولالله أسوة حسنة.
2ـ وأما صيامه : فكان يصوم الأيام والليالي المتواليات مواصلاً لا يأكل في
ليل ولا نهار،فيقول له أصحابه: إنك تواصل – يريدون أن
يفعلوا مثله – فقال: "إنيلست مثلكم، إني أبيت عند
ربي يطعمني ويسقيني".
قال ابن القيم : لا يطعمه طعامًا حسيًّا وإلا لم يكن صائمًا،
وإنما يطعمه اللطائف والمعارف والحكم والفتوحات الربانية.
فقوت الــــروح أرواح المعـــاني وليس بأن طعمت وأن شربتا
لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعــام وتلهيها عن الزاد
3ـ وأما جهاده : فهو البطل المقدام والشجاع النحرير، يفر الكماه
والأبطال وهو ثابت لا يفر.. فرعنه أصحابه يوم أحد فبقي
في نفر قليل لم يتراجع ولم يتزعزع، وفروا عنه يوم
حنين فجعل يضرب وجوه الكفار وحده ويقول
"أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب".
يقول علي رضي الله عنه
كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله
عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه.
(صححه الألباني)
أنت الشجاع إذالقيت كتيبـــة أدبت في هـــــول الردى أبطالها
وإذا نطقت صدقـــــــت فيما قلته لا من يكــــذب فعلها أقوالها
تمر بك الأبطال ترمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم
ثانيا : عالم من الزهد
1ـ أما مسكنه : فيحدثك عنه الحسن البصري يقول
دخلت حجر بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ولو شئت أن
أمس السقف بيدي لمسته.
دخل عليه عمر فلم يجدفي البيت شيئًا يرفع إليه البصر ووجد
الحصير قد أثر في جنبه الشريف، فبكى وقال
يا ر سول الله هذا كسرى وقيصر فيما هم فيه من النعمة وأنت
رسول الله وهذا حالك؟ قال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟!
أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولناالآخرة؟!
وهو القائل صلى الله عليه وسلم
"ما لي وللدنيا وما أنا في الدنيا إلا كراكب
استظل تحت شجرة ثم قام وتركها".
2ـ أما طعامه : فتقول عائشة رضي الله عنها
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع نساؤه من خبز
الشعير 3 أيام. وكان يمر اليوم واليومان ولايجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما يملأ به بطنه من الدقل.
وقالت رضي الله عنها لعروة بن الزبير: كان
يمر الهلال تلو الهلال تلو الهلال ثلاثة أهلة
في شهرين ولايوقد في بيوت رسول الله
صلى الله عليه وسلم نار. قال: فما
كان طعامكم يا خالة؟
قالت: الأسودان التمر والماء.
3ـ وأما ميراثه : فمات ودرعه مرهونة عند يهودي مقابل طعام
يطعمه لأهله. هذا وهو الذي ملك الدنيا ولكنه زهد فيها
ووزعها على أتباعه، فأعطى رجلاً مائة من الإبل
وذاك مائة، وأعطى رجلاً مرة غنمًا بين جبلين
وفي الأخيرقال: نحن معاشر الأنبياء
لا نورث ما تركناه صدقة.
ثالثا: عالم من المعجزات
يظن بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم ليست عنده
إلا معجزة القرآن، ولعمري إنها لأعظم معجزة، ولكنها
ليست الوحيدة، بل إن معجزاته كثيرة كثيرة، وما
أعطى الله نبيًا من أنبيائه معجزة إلا وأعطى
من جنسها لرسول الله صلى الله عليه
وسلم، أو أعظم منها؛ فلئن كان أحيا
لعيسى الموتى من الناس فلقد أنطق
له الجذع، وكلمه الجمل، وسلم عليه الجبل، وسبح الحصى
بين يديه. ولئن حفظ إبراهيم من النار فقد حفظ منها
بعض أتباعه، وإن شق لموسى البحر فقد مشى
عليه أتباعه، وبالجملة فإن معجزاته أكثر
من أن تحصرأو تعد.
1ـ ومنها الجذع : كان جذعاً من النخل يستند عليه صلى الله عليه وسلم
إذا خطب، فصنعوا له منبرًا،فلما صعد المنبر بكى الجذع حتى
سمع أصحاب النبي صوت حنينه، وما سكت حتى نزل
النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يده عليه.
كان الحسن إذا ذكر هذا الحديث قال: يا مسلمون الجذع ط
يحن إلى رسول الله وأنتم لا تشتاقون إليه؟
2ـ أما الاستسقاء : فكان عليه الصلاة والسلام يخطب على المنبر فدخل
رجل فقال يا رسولالله هلكت الأموال وجاعت العيال وضلت السبل
فادع الله أن يغيثنا، فتبسم تبسم الواثقورفع يديه وقال: اللهم
أغثنا. قال أنس: و والله ما فيالسماء من قزعة فإذا
سحابة كالترس ظهرت من وراء الجبل فجعلت
تنتشر حتى ملأت السماء وأمطرت، فما
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
من على المنبر حتى سال الماء
على وجهه فقال
أشهد أني رسولالله.
وبعد أسبوع من المطر جاء الرجل نفسه أو غيره فقال: يا رسول
الله هلكت الأموال وضلت السبل فادع الله لنا. فقال النبي
صلوات الله وسلامه عليه: اللهم حوالينا لا علينا،
اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية
ومنبت الشجر. فما يشيرإلى ناحية إلا
توجه إليها الماء، وخرج الناس
يمشون في صحو كأنهم
لا يمطرون منذ سبعة أيام.
3ـ انشقاق القمر: وهي آية أخرى ومعجزة كبرى حين شق له
الله القمر عندما مر على صناديد الكفرفدعاهم إلى الله فقال
له أبو جهل: لا أومن لك حتى تشق لنا هذا القمر!!
قال: فإذ اشققته بأمر الله تتبعوني وتؤمنوا؟ قالوا: نعم. فدعا ربه
ففلق القمر فلقتين من دون الجبل. فقام أبو جهل ونفض ثيابه
وهو يقول: سحرنا محمد سحرنا محمد، وصدق الله
{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ * وَإِذَا ذُكِّرُوا لايَذْكُرُونَ *
وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ * وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاسِحْرٌ مُبِينٌ}
[الصافات:12-15].
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا
سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُواوَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ *
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَالأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ *
حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِالنُّذُرُ}
[القمر:1-5].
وأما تسبيح الحصى في يديه وتفجير الماء من بين أصابعه وتسبيح
الطعام بينيديه وتكليم الحيوانات له وتسليم الحجارة عليه،
فكلها معجزات ثابتة وآيات بينة على صدق نبوته
صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: عالم من الأخلاق
وقد جمع الله له كل خلق حسن ووصف جميل، ويكفيه
قول الله له
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
[القلم:4]
1ـ في تواضعه: يأكلعلى التراب، يقضي حاجة المحتاج، يضاحك
الأطفال: "يا أبا عمير ماصنع النغير". يردف ابن عباس
ومرة معاذ خلفه على دابته. تأخذ الأمة بيده فيذهب
معها حتى يقضي لها طلبتها. وهو القائل
"لا تطروني كما أطرت النصارى
ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا
عبد الله ورسوله".
2ـ فيصبره: صبر على الفقر، صبر على المصائب، صبر في
مجالات الوغى، أما مات بناته، أوما قتل أصحابه بين يديه
أما رمي في عرضه. دعا ثقيف فرموه بالحجارة حتى
أدموه وهويقول
لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله.
3ـ في كرمه : فقد روى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: ما سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه
قال فجاءه رجلفأعطاه غنماً بين جبلين . فرجع إلى قومه
فقال : يا قوم أسلموا . فإن محمداً يعطي عطاء
من لا يخشى الفاقة.
وعند الترمذي بسند صحيح، عن صفوان أمية رضي الله عنه قال
أعطاني رسولالله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، وإنه
لأبغض الخلق إلي ،فما زال يعطيني، حتى إنه لأحب
الخلق إلي.
وهو أحق الخلق بقول الشاعر
تراه إذا ما جـئـته مــتهلـــــــــلاً كأنك تعطيه الذي أنت سـائلــه
تعَوَّد بسط الكف حتى لو أنــــه أراد انقباضاً لم تطعه أنامـلـــه
ولو لم يكن في كفه غير روحـــه لجـاد بها فليتق الله سـائــلـــه
خامساً: عالم في التربية
مع الرجال: ربى جيلاً من الصحابة شيوخه وشبابه ونساءه
وأطفاله، ولتعرف قدر هذه التربيةفانظر في سير الصحابة
تعلم قدر القوم وقيمة وكيفية التربية، فقد صنع من كل
نفسمنهم قدوة ومثلا يحتذى.
مع النساء: لقد حرر المرأة من إذلال الجاهلية لها، وجعل لها كرامة
وقدرًا، وبعد أن كانت تباع كالبعير وتورث كالثوب ومجرد
متاع ولهو يلهى بها، إذا به يرفع قدرها ويعلي شأنها
بالإيمان ويجعلها عِرضًا مصونًا وجوهرًا مكنونًا.
وحفظها ووصى بها ورفع شأنها أمًّا وزوجة
وأختًا وبنتًا. وما زال يربي النساء ويعتني
بأمرهن حتى كانت المرأة يموت زوجها
وأولادها في سبيل الله فلا يهمها ذلك
وتسأل عنه، وتقول كل مصيبة
بعدك يارسول الله جلل.
لقد صان المرأة في عفتها وطهارتها، ورفع قدرها وكرامتها حتى
بلغت قيمتها أن تبذل من أجلها الأرواح وتنفق في سبيل
حفظها المهج والنفوس، واسمع إليه يوصي بالنساء
ويقول
"الله الله في النساء". "اتقوا الله في النساء"
"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
لا قدوة لناسواه
إن كل مدح مهما بلغ فهو صلوات الله وسلامه عليه أرفع منه وأعلى
وهو في غنى عن مدحنا ولكن لا غنى لنانحن عن أن نمدحه
ولكن بعض الناس ممن لا يعرف تفاصيل حياته، يظن أنه
كان مصلحًا دينيًا، أو قائدًا سياسيًا أو حربيًا، وأنه أمَّ
المصلين وعنده بعض الحِكَم والأحاديث. لا.. إنه
كان أولاً رسول الله ونبيه، وهذا مصدرعظمته.
لقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة فكان قدوة للحكام
ودعا إلى الله فكان قدوة للدعاة، وقادالجيوش فكان قدوة لجميع
القادة، وربَّى الصحابة فكان قدوة للمربين. لقد علم الناس
فنون الاقتصاد والسياسة والحرب والسلم والتربية
والاجتماع.
رعى الغنم ولكنه قاد الأمم،رقع الثوب وحلب الشاة وكنس البيت
. ضحك وبكى، وصام وأفطر، وسافر وتاجر، وتزوج النساء.
مازح الأطفال، وربى الكبار، وواسى المحتاجين، وأعطى
المساكين. اغتنى فشكر وافتقر فصبر. وبالجملة
فقد اجتمعت فيه كل خصال الخير.
لقد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون لنا أنموذجًا نتبعه
ومثالاً نحتذيه عليه الصلاة والسلام، فهل يعقل يا أمة الإسلام
بعد كل هذا أننبحث عن غيره، أو أن نتلمس سواه؟
لا والله لا ينبغي هذا ولا يكون، بل هو أسوتنا وقدوتنا..
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْكَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَكَثِيراً}
[الأحزاب:21].
صلوا عليه وسلموا تسليما
حتى تنالوا جنةً ونعيما
كل عام و الأمة الإسلامية بألف خير
بذكرى مولد سيدالبشر
صلى الله عليه وسلم