أفكار سعودية لاستكمال الورقة المصرية للمصالحة
الرياض - فراس برس
على الرغم من أن وزارة الخارجية السعودية أكدت على لسان الناطق
باسمها، السفير أسامة النقلي، ان ملف المصالحة الفلسطينية
كاملا تحت الرعاية المصرية، إلا أن مصادر مصرية
تحدثت عن وجود أفكار سعودية مطروحة
للتشاور بشأن الملف.
ووفق بعض المصادر فإن القاهرة بدأت تتحرك مجددا لاستئناف
مساعيها في اتجاه رأب الصدع الفلسطيني، فيما طرحت
المملكة العربية السعودية مقترحا بصياغة 'أفكار
مكملة للمشروع المصري للمصالحة'، الذي
تحفظت حماس على بعض صياغاته.
وحسب المصادر فإن الأفكار السعودية، التي تم بالفعل طرحها على
مصر ودول أخرى من بينها الولايات المتحدة وسورية، تتعلق
بالأساس بطبيعة الترتيبات الأمنية في قطاع غزة في ما بعد
المصالحة المأمولة ومدى السيطرة التي ستتمتع بها
حماس على القطاع ومدى اشتراكها مع عناصر
السلطة الفلسطينية الأمنية، التابعة بالأساس
لحركة فتح المتصارعة سياسيا
وأمنيا مع حماس.
وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد قال
الجمعة إن الحركة على استعداد للتوقيع على ورقة
المصالحة المصرية التي ربما يمكن استكمال
عناصرها بمشاركة عربية.
وقال المصادر إن الولايات المتحدة أبدت استعدادا للتعامل إيجابيا
مع الأفكار السعودية، ودعمتها سورية. أما مصر فمازلت
في مرحلة التفكير.
وأضافت 'هناك أفكار بالتوقيع في السعودية في مارس'
قبل أيام من القمة العربية وبمشاركة مصرية
وسورية رفيعة المستوى.
ووفق المصادر فإن السعودية ترى أن في ذلك فرصة لتتويج
المساعي التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لتحقيق
المصالحة الرئاسية الصعبة بين الرئيس حسني
مبارك والرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت مصادر دبلوماسية قد ألمحت أكثر من مرة خلال
الأسابيع الماضية لقرب عقد قمة مصالحة ثلاثية
وهو الأمر الذي لم يتحقق بعد.
ويوم الجمعة قالت صحيفة الجريدة الكويتية إن الرئيس مبارك تراجع
عن السفر إلى الرياض يوم الأربعاء الماضي للمشاركة في
مباحثات العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز
والرئيس السوري بشار الأسد بسبب استيائه من
تصريحات نسبتها طهران إلى الأسد اعتبرها
مبارك 'تتنافى مع روح المصالحة
العربية وتتضمن تعريضا
بالمواقف المصرية'
الهادفة لتغليب
سياق المفاوضات السياسية مع إسرائيل
على سياق المقاومة المسلحة.
وأشارت الجريدة إلى نبأ أذاعته وكالة الأنباء الإيرانية عن مكالمة
جرت بين الأسد والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
نقلت فيها الوكالة عن الرئيس السوري قوله لنظيره
الإيراني 'إن العلاقات بين طهران ودمشق
استراتيجية وعقائدية، وأن الأعداء
لن يتمكنوا أبدا من المساس
بالعلاقات الطيبة
بين البلدين'.
من جانبها، رفضت المصادر المصرية التأكيد على عقد القمة
الثلاثية الاربعاء في الرياض، وأرجعت التباطؤ في نجاح
الجهود لتحقيق مصالحة مصرية سورية إلى خلافات
جوهرية في المواقف السياسية بين القاهرة
ودمشق 'تتجاوز بكثير مسألة تصريحات'
مجهلة تنسب للرئاسة السورية.
وأكدت المصادر لصحيفة الشروق المصرية أن قرار
مشاركة مبارك في قمة مصالحة مع الاسد 'هو
أمر سيقرره الرئيس بنفسه وعندما
يرى ذلك مناسبا'.
وحسب القاهرة فإن الخلاف المصري السوري لا يقتصر فقط
على علاقة القاهرة بطهران ولكن يتعلق بالأساس بمواقف
سياسية ترى القاهرة أنها لا تدعم جهود الاستقرار
الاقليمي، في إشارة إلى دعم سورية لحركة
حماس والتعاون الذي ترى القاهرة أن
دمشق تقيمه مع الدوحة في
'إثارة ضجة إعلامية'
حول قرارات
مصر
'السيادية المتعلقة بالسيطرة
على الحدود مع غزة'.