طهران تغرق في الدماء ونجاد يرتدي القفازات!

طهران تغرق في الدماء
ونجاد يرتدي القفازات!

سامي أبو عسلي
12/29/2009 11:07:00 PM GMT

من يوم إلى آخر، يقوم نجاد وفريقه في الحكم،
من المرشد إلى أصغر جندي في الحرس الثوري، بتغطية أحداث
الدم في طهران على أنها "مؤامرة خارجية". كلما قتِل مواطن
إيراني على أيدي أجهزة الأمن؛ يكون السبب إما تآمر أوباما
مباشرةً، أو دور الاتحاد الأوروبي، ومباشرة أيضاً (!).

وحقيقة الأمر أن فتق الثورة اتسع على الرّاتق،
فظهر العيب وتمادى، إلا أن بعض حياة لاتزال تدب في أوصال
مَن أوصل الجمهورية الإسلامية إلى درجة الصفر.

الرئيس الإيراني لا يخلع القفازات عن يديه
فهي ضرورة لعدم وجود دليل على المرتكب. لا بل إن التهم باتت تطال
"مجهولين"، كما بدأ الإعلام الإيراني يردد أكاذيب حول
المتسبب بقتل قريب موسوي. وإلصاق التهمة
بـ "مجهول" ليس فقط مجرد بحث عن
ضحية وتلبيسها التهمة، بل ينطوي
على تهديد مبطَّن، بأن هذا
المجهول قد يقوم
بعمليات أخرى.

إلا أن جرائم قتل المعارضين الإيرانيين تمتلك
خاصية النفاذ، فهي تستطيع أن تتجاوز عقبة القفازات، وتصل الى
بصمات الأصابع. حينها لن يقوى الرئيس الإيراني على تبرئة
نفسه، إلا إن كان الرصاص يطلَق في إيران بشكل
أوتوماتيكي، بدون أن يطلقه أحد، وبدون
أن يتلقى هذا الأحد "المجهول"
أوامر من أي أحد..

قفازات نجاد لن تحقق له النجاة. فدليل ارتكاب الجرم
لا يرتبط مباشرة بالبصمات. فهناك التحريض وهناك الاستزلام، وهناك
التدخل، وهناك الاتهام، وهناك الممارسة نفسها. عادةً تكون الحاجة
الى البصمات في حال صعوبة توقُّع الجاني، أمَا وضحايا إيران
في هذا الوضوح، فإنه لا حاجة أصلا للبصمات مادام تم
القبض على الجاني متلبساً.. نجاد ومرشده تعاملا مع
خصومهما في الداخل بصفتهم متآمرين على الدولة
هنا أية نتيجة ستكون تصفية وقتلا وإعداما.
فما الحاجة إلى القفازات بعد؟

الثوة تُغرِق الجمهورية في الدم، والمرشد يحتاج إلى من يرشده
أية شرعية للسكوت على قاتلي أبناء الوطن الواحد؟ الخمينيون حلموا
بنقل حلولهم السحرية الى العالم، وفشلوا في ذلك. وهذا طبيعي.
فما الذي يمكن أن تقدمه ثقافة الملالي للثقافة المعاصرة؟
الإجابة لا شيء. طبعا. وكلما ازداد فشل ثقافة
الملالي وضعوا الغربال على الشمس لحجبها.

الآن الدم نفسه يسيل من خروم الغربال،
هو وضوء الشمس التي لم تعد تشرق في طهران، إلا على جثث
إيرانيين قتلهم أحدٌ ما "مجهول"، والدليل أن السيد الرئيس
يضع قفازات على يديه، والمرشد لا يعترف بغروب
شمسه وظلام طهران.

لا تنفع القفازات والجاني ظلٌّ للضحية.
لا قيمة جنائية لها مادام اجتمع القاتل بقتيله، في اللحظة نفسها
التي أطلق فيها المغدور آخر نَفَس.

إيران تغرق في بحر من الدماء
والرئيس الإيراني ينام قرير العين. قتلى أكثر. قفازات أكثر.
قاتل معروف. جمهورية منهارة. مرشد لا يسمع
إلا نفسه! بل لم يعد يسمع حتى نفْسه ..

طهران تغرق في الدماء ونجاد يرتدي القفازات! 1pi110

طهران تغرق في الدماء ونجاد يرتدي القفازات! 1g72110

طهران تغرق في الدماء ونجاد يرتدي القفازات! 1_uy510

» أوباما يعرض على طهران في خطاب تاريخي تجاوز نزاعات الماضي
» الام قلبها حنين حتي لو خلفت طفل من مصاصي الدماء
» لعبة مصاصي الدماء و المذئوبين Bitefight اون لاين بدون تحميل
» مظاهرة في طهران يقودها نجاد تتهم بعض الأنظمة العربية بالخيانة وتهاجم طنطاوي
» عاصمة المنوفية تغرق في مياه الصرف