هل تاخذها بالحلال ام ..
الفقيه ابو حنيفه النعمان هو أقدم أئمة المذاهب الأربعه
فكان تابعيا أدرك بعض الصحابه منهم الامام الجليل عبدالله بن مسعود
وكان معروفا بحكمته في معالجته للقضايا يُروى عنه أنه
جاء عامل أي الى ابي حنيفه يشكو ضعف دخله
وعدم تمكنه من الوفاء بالتزاماته الماديه في ظل متطلبات الحياه
كان الناس في تلك الايام يذهبون الى العلماء بقصد التقيد بفتواهم
والالتزام برأيهم لا لمجرد الاستئناس برأي الفقيه ثم يتجه لآخر
وغيره حتى ينتقي مايناسب مزاجه
ولكن ماحال شخص يفتي له أبو حنيفه
فتوى عجيبه حقا؟ سأل أبوحنيفه سائله كم تستلم في اليوم؟
قال الموظف:خمس دراهم في اليوم .
فماذا كان رد الفقيه الداهيه؟ لقد أمر الموظف أن يذهب لصاحب العمل
ويطلب منه أن يخفض راتبه الى 4دراهم!!
عجبا لهذه الفتوى! لوكان احدنا مكان ذلك السائل
لقال مستخفا بالفقيه :هل هذه فتوى أم مهزله؟
لكن الناس في تلك الأيام كانوا يثقون في العلماء
ويمتثلون لكلام الفقهاء المهم..
ذهب صاحبنا الى من يعمل عنده وطلبه منه
أن يخفض راتبه اليومي
من 5دراهم الى 4 دراهم وافق صاحب العمل بكل سرور
ولكن لم تتحسن ظروف صاحبنا الماديه
فعاد بعد فتره الى أبي حنيفه
مكررا له نفس الشكوى بأن ظروفه لم تتحسن
على الرغم من اتباعه لتوجيهاته
فبماذا يجيب أبي حنيفه هذه المره؟
لم يخيب ظننا فيه بالمفاجآت فكانت الفتوى نفسها السابقه!!
في المقابل لم يخيب السائل ظننا فيه من الثقه
في حكمة العالم وامتثال رأي الفقيه.
فذهب السائل الى رئيسه وطلب منه أن يقلل راتبه
الى 3دراهم في اليوم!!
فاستجاب الرئيس بكل سرور
ترى الى ماذا ستقود هذه التخفيضات العجيبه
في دخل صاحابنا المسكين؟
بعد فتره من الزمان عاد صاحبنا الى أبي حنيفه
ولكن بافاده جديده هذه المره.
لم يحضر ليشكو وانما حضر ليشكر!
لقد تحسنت أوضاعه وأصبح الدخل يكفيه !!
فماذا كان تعليق أبي حنيفه؟
ان جهدك الذي كنت تبذله لم يستحق أكثر
من ثلاثة دراهم في اليوم
لذا فان المبلغ الزائد عن ذلك حراما
أفسد عليك حياتك وذهب ببركة مالديك.
فعندما أصبح راتبك بقدر جهدك
كان دخلك حلالا خالصا صافيا
فبارك الله لك في ذلك الحلال القليل ثم أنشد
دخل الحلال على الحرام ليكثره
فأتى الحرام على الحلال فبعثره
تلك هي النظره الثاقبه للفقيه التقي الحريص على الدخل النقي
فياويلنا اليوم ماذا نفعل بانفسنا
نفسنا الامارة بالسوء تبقى دائما تقول
كلما اعطيتها هل من مزيد
