إسرائيل تهوّد القدس بضوء أميركي
ظل الصمت العربي والإسلامي
صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات هدم منازل
الفلسطينيين خاصة في مدينة القدس المحتلة، وبدا هذا
التصعيد واضحا حين أقدم الاحتلال على هدم
أربعة منازل بالأمس في منطقة حي
الثوري جنوب المسجد الأقصى
المبارك.
واعتبرت شخصيات مقدسية تحدثت للجزيرة نت أن هذا التصعيد لا ينم
فحسب عن استمرار سياسة إسرائيل في تهجير المقدسيين وهدم
منازلهم، بل في سياسة أخذت المزيد من التأييد والرضا
الأميركي عقب التصريحات التي أدلت بها وزيرة
الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي
قالت إن استئناف المفاوضات لا
يحتاج لوقف أو تجميد
الاستيطان.
وقال محافظ القدس عدنان الحسيني إن الهدم في أحياء القدس هو
سياسة ليست بالجديدة على إسرائيل، لكنه عبر عن استغرابه
من ارتفاع وتيرة الهدم في الآونة الأخيرة، وحذر من
"تزايد عمليات الهدم الإجرامية لا سيما في ظل
هذا الضوء الأخضر الأميركي العلني، وفي
ظل الصمت العربي والإسلامي".
تصعيد خطير
وأضاف محافظ القدس أنهم "قريبا سيقومون بتنفيذ مشاريع كبيرة بهدف
تهويد القدس وبسط سيطرتهم عليها، وهم ينتهزون جميع الفرص
لتنفيذ مخططاتهم خوفا من أي تقييد مستقبلا"، وانتقد دور
المؤسسات والمحافل الدولية الرسمية والشعبية على
مختلف أطيافها لعدم قيامها بتقديم الدعم اللازم
لمدينة القدس.
وعبر مسؤول ملف البيوت والأراضي المهددة بالقدس خالد العموري
عن خشيته من قيام سلطات الاحتلال بعمليات هدم مكثفة في
الأيام القادمة بعد تشجيع الإدارة الأميركية لذلك، وتنفيذا
لمخططات وسياسة إسرائيلية بترحيل المقدسيين.
وقال إن سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة لجأت لهدم منازل
الفلسطينيين التي تدعي أنها مخالفة وغير مرخصة مباشرة،
رافضة أي طلب من الأهالي بإعادة التنظيم والتخطيط
من جديد لأبنيتهم أو ترخيص الأجزاء المخالفة.
ولفت العموري إلى أن محكمة بلدية إسرائيل قلما تتجاوب بوقف عمليات
الهدم، وأن كل ما تقوم به هو إرجاء الهدم لفترة معينة، "للسماح
للمخالف بدفع غرامات مالية عالية تصل لعشرات آلاف
الدولارات، أو استصدار ترخيص للبناء المخالف
وهو ما ترفضه البلدية، وبالتالي تباشر بهدم
المنازل في كلا الحالتين".
سياسة واقعية
أما مدير مركز الخرائط للدراسات العربية بالقدس خليل التفكجي فاعتبر
أن إسرائيل لا تحتاج لضوء أميركي أو غيره، فهي تنفذ سياسة
قديمة جديدة بهدم المنازل بالقدس بزعم أن القدس عاصمة
عبرية أبدية لإسرائيل.
وقال للجزيرة نت إنها قامت ومنذ بداية العام الجاري إلى الآن بهدم
35 بناية فلسطينية بالقدس، وإن بعض البنايات تحوي العديد
من الشقق، وإن قرابة 20 ألف بناية فلسطينية مهددة بالهدم
بحجة عدم الترخيص.
ولفت إلى أنهم استطاعوا استصدار قرارات من محكمة بلدية القدس
بوقف هدم خمسة منازل في عدد من ضواحي القدس كانت
سلطات الاحتلال تنوي هدمها اليوم.
وأكد التفكجي أن إسرائيل تسعى لإيجاد أغلبية ديمغرافية إسرائيلية
بالقدس، وذلك بتهجير الفلسطينيين من خلال هدم منازلهم
وسحب هوياتهم.
وكانت دائرة العلاقات القومية في منظمة التحرير قد أكدت في تقرير
لها أن إسرائيل هدمت أكثر من عشرة منازل في مدينة القدس
خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأنها واصلت عمليات
استيطانها ببناء حي استيطاني جديد في مستوطنة
"نوف تسيون" في جبل المكبر بالقدس
ويتكون من 104 وحدات سكنية
جديدة، وصادرت 584 دونما
من أراض تابعة لضواحي
القدس لشق طرق استيطانية.
يشار إلى أن قادة إسرائيل رحبوا بتصريحات كلينتون بشأن
الاستيطان، واعتبروا أن تعنت السلطة الفلسطينية في
عدم التفاوض يصب في صالح حركة المقاومة
الإسلامية حماس التي ترى أن
هذه المفاوضات عبثية.