أسامه الديب
عضـــــــــو جديــــــــــــــد
علـــم الدولــــة : 
 | | موضوع: الشيخ طنطاوي يدعو أوباما لاعتلاء المنبر 4/6/2009, 3:11 am | |
|
طنطاوي يدعو أوباما لاعتلاء المنبر
السبت 30 / 5 / 2009
محمد عبد الخالق ( الأهرام العربي )
إذا كان ترحيب المؤسسة الدينية في مصر بزيارة أوباما وتوجيه خطابه للعالم الإسلامي من بلد الأزهر الشهر المقبل قد جاء ليشكل بادرة حسن نية من جانب علماء المسلمين تجاه تلك الزيارة, وتأكيدا لمكانة أرض الكنانة وقبلة المسلمين العلمية والدعوية ودورها الرائد في خدمة قضايا العالم الإسلامي, فإنهم لا يرون مانعا شرعيا من اعتلاء الرئيس الأمريكي لمنبر الأزهر الشريف مدللين علي ذلك بما فعله الرسول صلي الله عليه وسلم مع وفد نصاري نجران وأعربوا عن أملهم في أن تكون الزيارة بداية لمرحلة جديدة في العلاقات بين الإدارة الأمريكية والمسلمين في شتي أنحاء العالم.
وإذا كان الدكتور محمد سيد طنطاوي ـ شيخ الأزهر ـ قد اعتبر أن هذا الاختيار يؤكد المكانة الكبيرة التي تتمتع بها مصر في العالمين العربي والإسلامي, وأن أوباما يري أن مصر هي الدولة ذات المكانة المهمة لحسن سياستها, وقد اختارها لتكون أول دولة عربية يوجه منها رسالته إلي كل دول العالم الإسلامي. فإن طنطاوي يري في تلك الخطوة بداية لاختفاء الازدواجية في المعايير الأمريكية, وإنهاء لمعاناة الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, معربا عن أمله في أن يدعم توجه الرئيس الأمريكي جهود الحوار العاقل بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ويسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة, لنشر قيم العدل والمساواة والخير ومواجهة الكراهية والعنف.
وقد عرض شيخ الأزهر علي أوباما أن يقوم بإلقاء خطابه من رحاب الأزهر باعتباره منبرا للوسطية والاعتدال وللحضارة الإسلامية, مؤكدا أهمية إقامة علاقات طيبة بين المسلمين والغرب علي أساس من الشراكة والاحترام المتبادل ومراعاة خصوصية العالم الإسلامي.
بينما رحب الدكتور علي جمعة ـ مفتي الجمهورية ـ بتوجيه أوباما خطابا للعالم الإسلامي من أرض مصر, معتبرا ذلك خطوة إيجابية لبناء الثقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي, ويسهم في تشجيع ثقافة الحوار بين الإسلام والغرب, وتخفيف حالة الاحتقان بين العالمين الإسلامي والأمريكي, وأن الإسلام يدعم مبادرات الحوار مع الآخر, طالما تدعو إلي نشر مبادئ العدل والسلام والمساواة بين الإنسانية.
وأشار إلي ضرورة أن تكون العلاقة بين الجانبين قائمة علي الشراكة والاحترام المتبادل مع ضرورة مراعاة خصوصية العالم الإسلامي, مؤكدا أهمية اقتران الأقوال بالأفعال في تعامل الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي وعدم الكيل بمكيالين, والحرص علي نشر العدالة والسلام والاستقرار, والتعاون بشكل صادق مع الدول الإسلامية والعربية من أجل إقرار السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط, والأهم من كل ذلك ـ والكلام لفضيلة المفتي ـ أن تزيل هذه الزيارة مشاعر اليأس والإحباط من السياسات السابقة المنحازة.
بينما وصف الدكتور محمود حمدي زقزوق ـ وزير الأوقاف ـ زيارة الرئيس الأمريكي ومخاطبة العالم الإسلامي من أراضيها بأنها تدل علي مكانة مصر الكبري وقدرها بين دول العالم, وهذا اللقاء يدعم الحوار المتبادل بين الشرق والغرب ويفتح آفاق التعاون المستمر بين الدول.
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم ـ رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب ـ أن اختيار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر وتوجيه كلمة للعالم الإسلامي منها, يعد خطوة إيجابية لإعادة بناء الثقة بين الطرفين بعد أن شهدت أسوأ عصورها خلال حكم الرئيس بوش.
وأوضح أن هذا الاختيار يعد أيضا تأكيدا لمكانة مصر الأزهر قلعة العالم الإسلامي, بما تضمه من كعبة المسلمين العلمية ممثلة في الأزهر الذي يدرس به أبناء قرابة المائة دولة إسلامية وغير إسلامية, ويخدم الإسلام منذ أكثر من ألف عام, وبها حضارة عريقة ضاربة في أعماق التاريخ. وقال هاشم: يمكن لأوباما أن يلقي خطابه من الأزهر الشريف أو المكان الذي تختاره القيادة السياسية, وتري أنه الأفضل لتوجيه هذا الخطاب المهم إلي كل أنحاء العالم الإسلامي.
مطالبا الأمة بأن تكون علي قلب رجل واحد حتي تستعيد مكانتها اللائقة بها في عالم اليوم الذي لا يحترم إلا الأقوياء المتحدين, أما من يعيشون فرادي متصارعين فهم في ذيل الأمم ولا مكان لهم في عالم اليوم.
كما أفتي هاشم بجواز أن يلقي أوباما خطابه من الأزهر أو المكان الذي تختاره القيادة السياسية, ويري أنه الأفضل لتوجيه هذا الخطاب المهم إلي كل أنحاء العالم الإسلامي.
أما الدكتور محمد الشحات الجندي ـ الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية ـ فقد طالب باستقبال رسالة أوباما بشكل صحيح واستغلال العلاقات الطيبة التي يضع ركائزها الرئيس الأمريكي وإظهار الصورة الصحيحة للدين الحنيف, وفي نفس الوقت دعا أوباما لعدم نقل السفارة الأمريكية إلي القدس.
وقال الدكتور حسن وجيه ـ أستاذ المفاوضات الدولية بجامعة الأزهر ـ إن تلك الخطوة كانت متوقعة لأن مصر عاصمة إسلامية مستقلة وبها الأزهر الشريف, ولذلك يجب أن يوجه منها الخطاب إلي العالم الإسلامي, حيث إن مصر لها علاقات متوازنة مع الدول الإسلامية كلها ومع العالم أجمع وإستراتيجية مع أمريكا, بالإضافة إلي ما تتمتع به مصر من ثقل وقوة ودور حيوي في العالمين الإسلامي والعربي, وإن أوباما يري أن مصر هي الدولة ذات المكانة المهمة لحسن سياستها, وقد اختارها لتكون أول دولة عربية يوجه منها رسالته إلي كل دول العالم الإسلامي.
والترحيب الإسلامي بزيارة أوباما لم يكن وقفا علي المؤسسات الدينية المصرية فقد رحب الدكتور يحيي وزيري مدير المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة, والذي يضم80 منظمة في العالم بزيارة أوباما لمصر مؤكدا أنها بيت العرب وقبلتهم العلمية وملاذهم في الشدائد, ولذلك أصابت الإدارة الأمريكية في اختيارها لإلقاء رئيسها خطابه منها إلي العالم الإسلامي.
ترحيب صوفي
من جانبهم, أعلن مشايخ الطرق الصوفية والسادة الأشراف وسلالة آل البيت في مصر ترحيبهم بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقررة إلي مصر الشهر المقبل, حيث اعتبروا مجيئه للقاهرة لتوجيه خطاب إلي العالم الإسلامي, دليلا قاطعا علي الثقل والمكانة التي تحظي بها مصر علي المستوي الدولي.
وأكد رئيس المجلس الأعلي للطرق الصوفية الشيخ عبد الهادي القصبي والشريف السيد الشريف ـ نقيب الأشراف ترحيب الطرق الصوفية وجميع الأشراف في مصر والعالم الإسلامي بتلك الزيارة, معربين عن أملهم في أن يكون خطاب أوباما الموجه للمسلمين من القاهرة, هو بداية لصلح جديد بين العالم الإسلامي وبين الغرب, وإحلال السلام في المعمورة, والتوصل لحل للقضية الفلسطينية.
معتبرا أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر دليل قاطع علي الدور التاريخي للقاهرة كعاصمة للعالم الإسلامي, وملتقي آل بيت الرسول صلي الله وعليه وسلم.
وأعرب القصبي عن أمله في أن يكون خطاب الرئيس الأمريكي صفحة جديدة للعلاقات الدولية وترسيخ السلام والأمن العالمي وعودة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني, حيث تمثل القضية الفلسطينية أساسا في حل جميع المشاكل وقضايا منطقة الشرق الأوسط, بعد أن واجهت الشعوب الإسلامية العديد من المظالم التي قامت علي معلومات خاطئة.
خطبة شرعية
وإذا كان علماء الدين قد اتفقوا علي أهمية تلك الزيارة فإنه بقي لنا التساؤل حول شرعية دخول الرئيس الأمريكي للجامع الأزهر, وهل يلقي خطابه في قاعة الإمام محمد عبده ويكتفي بجولة في الجامع الأزهر, كما فعل الأمير تشارلز قبل عدة أعوام أم يجوز له شرعا اعتلاء منبر الجامع الكبير؟ حول شرعية اعتلاء أوباما لمنبر الأزهر تقول الدكتورة آمنه نصير ـ أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ـ لا مانع من صعود أوباما علي منبر الأزهر والدليل علي ذلك أن القس' سرجيوس' اعتلي نفس المنبر سنة1919, كما أن الدين الإسلامي يحترم الآخر فالله تبارك وتعالي يقول: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا' وكذلك وصية علي ابن أبي طالب للأشتر النخعي حين قال له: إنك ذاهب إلي مصر وستجد فيها أخا لك في الإنسانية وأخا لك في الدين.
ويتفق الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح أستاذ العقيدة والفلسفة مع رأي د. آمنة نصير فيقول: إن قدسية المسجد أكبر من قدسية المنبر والرسول صلي الله عليه وسلم استقبل وفد نجران في المسجد النبوي, وحين أتي وقت صلاتهم سمح لهم بالصلاة في أحد أركانه.*
| |
|
