السيد القاضي كبيــــــــــر المشرفيـــــــــن
علـــم الدولــــة :
| موضوع: رجل دين إيراني يشن هجوما عنيفا على مبارك وأئمة السعودية 16/5/2009, 7:14 pm | |
| شن رجل الدين الإيراني آية الله حسين نوري همداني، وهو أحد مراجع الشيعة في "قم" التي تقع جنوب طهران، هجوما حادا وغير مسبوق ضد الرئيس المصري حسني مبارك، ورجال الدين السعوديين، مطالبا الحكومة الإيرانية بأن تقوم بتنبيه السلطات السعودية، من أجل وضع حد للتصريحات المثيرة للفرقة بين المسلمين، والتي قال همداني إن أئمة الجماعة يطلقونها في المسجد الحرام.
وأضاف همداني، في تصريحات أدلى بها أمام حشد من كوادر الحرس الثوري الإيراني، "ان الوهابيين المتطرفين، اوعزوا لإمام الجماعة في المسجد الحرام مؤخرا، لكي يخاطب المسلمين الشيعة بألفاظ مسيئة، وينسب لهم الكفر، وذلك استمرارا لأعمالهم المسيئة، في وقت يحضر فيه الكثير من الايرانيين المسلمين، لآداء مناسك العمرة في مكة".
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "إرنا"، عن همداني قوله "إن الانحرافات التي وقعت في التاريخ الاسلامي، نتيجة للابتعاد عن منهج الرسول، أدت إلى التفرقة بين المسلمين، وهي ما نتجت عنها فرق ضالة كالوهابية".
واستكمل المرجع الديني هجماته علي العرب، بالإشارة إلى التصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس المصري حسني مبارك، وقال همداني إن مبارك حذر ايران اخيرا بتصريحه "ان على ايران ان تخاف من سيفنا"، وهو التصريح الذي هاجمه رجل الدين الإيراني، بقوله "ونحن نرد عليه بانه لو كنت تملك القوة والسيف، لما سقطت تحت هيمنة القوى المستكبرة، وخاصة أمريكا والصهاينة".
وتابع همداني في تصريحاته التي من المتوقع ان تشعل الحرب الكلامية بين طهران من جهة والسعودية ومصر من جهة أخري، قائلا "إن هذه التصريحات الجوفاء، اطلقها مبارك بسبب دعم إيران لحزب الله في لبنان، وللشعب الفلسطيني المظلوم، وبسبب احتجاجها على م شاركته في الحصار ضد سكان غزة".
مبارك يهاجم إيران وحزب الله
وكان الرئيس المصري شن نهاية الشهر الماضي هجوماً على كل من إيران وحزب الله اللبناني الموالي لها من دون أن يسميهما، في لهجة حملت مضامين جديدة، خصوصاً في ما يتعلق بما ذكره عن "تهديد الخليج".
وفي خطاب ألقاه أمام جمع غفير من عمال مصر، وفي إشارة الى أزمة العلاقات المصرية- الإيرانية وقضية خلية حزب الله، وسَّع مبارك من دائرة الأزمة، معتبراً أن ما يحدث هو تهديد للأمن القومي العربي ومحاولات لبسط الهيمنة والنفوذ على منطقة الخليج.
وقال مبارك: إن "المنطقة العربية تجتاز مرحلة دقيقة وصعبة تتنازعها الأزمات والخلافات ونزعات الانقسام، وتحدق بها الأطماع والتحديات والمخاطر، وتتعرض لتهديدات ومخططات قوى إقليمية معروفة تحتضن الإرهاب والتطرف وتجاهر بعدائها للسلام".
وأعرب الرئيس المصري عن الأسف من أن "تستمر هذه القوى في رفع شعارات الإسلام، وقول الشيء ونقيضه، والسعي الى تعميق الخلافات العربية وشق صفوفنا، تحقيقاً لمصالحها وأهدافها"، وأن "تجد هذه القوى في عالمنا العربي مَن يساند تحركها ومخططاتها ومن ينصاع - خوفاً أو طمعاً - لأجندتها وتوجهاتها".
واضاف: "مصر حذَّرت مراراً من محاولات بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة الخليج وعالمنا العربي، قلنا إننا نعارض هذه المحاولات لأنها تضيف تهديداً جديداً للأمن القومي العربي".
وشدد الرئيس مبارك على أنه لن يسمح أبداً بـ "اجتراء هذه القوى وعملائها على أمن مصر وسيادتها". وقال: "لن أتهاون مع مَن يحاولون العبث، هنا أو هناك، بأمن مصر واستقرارها ومقدرات شعبها، مصر، بقامتها ومكانتها، لن تتسامح مع مَن يستبيح أرضها وحدودها وسيادتها وما لديها من مؤسساتها الأمنية وقضائها وأبنائها، عيون ساهرة يقظة، يخطئ مَن يتجاهلها أو يستهين بها".
ووجه الرئيس المصري حديثه إلى هذه القوى وعملائها قائلاً: "مصر قدمت ولاتزال ما لم يقدمه أحد منكم للقضية الفلسطينية، لم تتاجر بها أبدا لتحقيق مكاسب سياسية، ولم تسفك يوماً دماء الفلسطينيين. ولم تؤلب أبناءهم ليريقوا دماء بعضهم البعض وتسعى جاهدة الى تحقيق وفاقهم، وتبذل أقصى الجهد لإنهاء معاناة شعبهم وإقامة دولتهم".
وقال مبارك إن "أقدار الشعوب لا يصنعها مَن يتاجرون بالإسلام والمقاومة أو مَن يزايدون بآلام الناس ومعاناتهم، وإنما يصنعها المخلصون لانتمائهم لوطنهم وأمتهم والمدافعون عن قضاياهم بمصارحة شعوبهم، بحكمة القيادة وشجاعة الموقف والقرار وبالعمل الصادق والفكر المستنير".
هجوم إمام الحرم المكي
وكان إمام الحرم المكي الشريف، الشيخ عادل بن سالم الكلباني، قال في مقابلة تلفزيونية أذاعتها قناة الـ "بي بي سي" العربية ضمن برنامج "في الصميم": إن الشيعة لا يحق لهم أن يكونوا ممثلين في "هيئة كبار العلماء" التي تعتبر أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية كونهم أقلية ولديهم مرجعية دينية في المنطقة الشرقية، كما أنهم لا يعترفون بهيئة كبار العلماء.
وسئل الإمام، الذي عيّنه الملك عبد الله بن عبد العزيز في سبتمبر 2008 لإمامة المصلين في مكة المكرمة، إن كان "مع من يكفرون الشيعة"، فأجاب بأن تكفير "عامة الشيعة (مسألة) يمكن أن يكون فيها نظر، أما بخصوص علمائهم فأرى أنهم كفار، بدون تمييز".
وأضاف "لا أستطيع أن أقول عن شخص يعلم مكانة أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه، ثم يسبه ويتقرب إلى الله ببغضه والتحذير منه ولعنه، أنه مسلم، (الإنسان) العادي ممكن أن يكون مغرر به أو جاهل، لكن الذي يعلم مكانة أبي بكر ثم يكفره وينفي صحبته للرسول الكريم سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم، هذا لا شك في كفره، حتى لو كان سنيا".
ومن جانب آخر، شدد الشيخ الكلباني على أن الشيعة لا يحق لهم أن يكونوا ممثلين في "هيئة كبار العلماء"، قائلا أن: "المنهج الذي يحكم الدولة هو المنهج السلفي، والشيعة، وإن كانوا موجودين في المملكة، إلا أنهم أقلية ولا ينبغي أن يكون لهم أثرا في هيئة كبار العلماء".
وأضاف: "هم لا يعترفون بهيئة كبار العلماء أصلا... هم عندهم مرجعياتهم في المنطقة الشرقية".
يُذكر أنّ لجنة كبار العلماء قد توسّعت في 13 شباط / فبراير الماضي لتشمل ثلاثة من مذاهب الإسلام السني الأخرى (المذهب المالكي، الحنفي والشافعي)، بينما كانت في السابق مؤلفة بكاملها من أعضاء المدرسة الحنبلية المعروفة بالشدّة، في حين تبقى الطائفة الشيعية دون تمثيل يُذكر.
وحسب عدة تقديرات غير رسمية، فإنّ الشيعة السعوديين يشكلون ما بين عشرة وخمسة عشر في المائة من السكان السعوديين الأصليين المقدر عددهم بنحو 18 مليونا. وهم يتمركزون على الخصوص في منطقة الشرقية الغنية بالنفط والمحاذية للكويت وجنوب العراق.
ويقول الشيعة السعوديون بأنهم يعانون من التمييز الطائفي، والمتمثل خصوصا في إقصائهم من المناصب السياسية والعسكرية والدبلوماسية و الأمنية، وفي منعهم من ممارسة بعض شعائرهم الدينية. إلا أن الشيخ الكلباني أكد أن "الشيعة أخذوا أكثر من حقوقهم".
وسئل الشيخ الكلباني عما إذا كن يؤيد إطلاق الحريات الدينية في المملكة، فقال: "الحرية لها حدود"، وتساءل قائلا "هل يسمح الفاتيكان ببناء مسجد؟" على أرضه. | |
|