إسرائيل تخترق حدود مصر وتقتل أبناءها هناك

إسرائيل تخترق حدود مصر وتقتل أبناءها هناك

أ / عادل حمودة

معاريف " بمانشيت رئيسي وقح يرفع ضغط الدم السياسي هو
: "رسالة شديدة اللهجة إلي مصر ".. فلو لم تتحمل مصر مسئولية تأمين
حدودها.. وتمنع تهريب الأسلحة.. وتسمح بتواجد قوات دولية..
فإن إسرائيل ستعيد احتلال ممر فيلادلفيا الذي انسحبت
منه قبل نحو ثلاث سنوات.

ولم تتردد الطائرات الإسرائيلية في ضرب الممر.. وتدمير رفح الفلسطينية..
وانتهاك سيادة المجال الجوي لرفح المصرية.. وسقوط ضحايا من المدينتين..
دون أن نسمع التصريح الشهير لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط :
" من يكسر خط الحدود سنكسر قدمه "..
وهو التصريح الذي خرج به بعد أن اقتحم 200 ألف فلسطيني من غزة سيناء..
ويسهل عليه ترجمته الآن من اللغة العربية إلي اللغة العبرية.

ويبدو أن فكرة ضم شطري رفح ووضعهما تحت السيادة الإسرائيلية
التي اقترحها أرييل شارون عام 1982 تجد من يعيد إحياءها
من جديد.. حسب الدراسة التي قام بها لحساب الكونجرس
الأمريكي الباحث اليهودي ديفيد شنكير من معهد
واشنطن للشرق الادني.. وهو معهد يتبع
" إيباك ".. منظمة اللوبي اليهودي
في الولايات المتحدة.

وسبقت مراسلة «الفجر» رشا عزب صحافة الدنيا كلها عندما نشرت
في الأسبوع الماضي تجربتها علي خط الحدود.. حيث قضت ليلة
مخيفة هناك وهي تسمع دوي الانفجارات.. وتري طائرات
الاستطلاع الإسرائيلية التي يسميها الأهالي بالزنانة فوق
رأسها.. بجانب ما وصفته بالقنابل الارتجاجية التي
هزت البيوت.. ودفعت الأهالي إلي الهجرة ولو
مؤقتا إلي ذويهم في العريش وما حولها..
لقد عاد شعور التهجير إلي المصريين
بعد أن نسوه برجوع أهالي القناة
إلي مدنهم، وفي البرنامج
التليفزيوني الأمريكي
الشهير " ميت
ذا برس
" أو " واجه الصحافة " كشفت مراسلته أندريا ميتشل أن خبراء
من سلاح المهندسين الأمريكي موجودون علي الجانب المصري
من الحدود لمنع تهريب السلاح إلي غزة.. ونقلت لمشاهديها
لقطات حية من موقعهم.. وهو ما تنبأت به صحيفة منظمة
إيباك قبل أيام من حدوثه.

وسبق لعضو الكنيست يوفال سبتنيز أن طالب بإيقاف المعونة العسكرية
الأمريكية لمصر لأنها تسهل عمليات دخول الأسلحة إلي غزة ومنها
12 ألف بندقية و6 آلاف صاروخ مضاد للدبابات و10 آلاف

طن متفجرات.. ويبدو أن طلبه الذي تقدم به منذ سنتين يجد في
واشنطن من يبحثه بجدية هذه المرة.

لقد استدارت آلة الحرب الإسرائيلية إلي ناحية الحدود المصرية بحثا
عن حل للورطة التي وضعت نفسها فيها بحربها علي غزة.. كان
قادتها قد أعلنوا أن هدف العمليات العسكرية هو القضاء علي
حماس.. وعندما فشلوا أعلنوا أن الهدف هو إضعاف
حماس.. وقطع طرق إمدادات إيران لها بالأسلحة
والصواريخ وملايين الدولارات.. وتحسبا
للفشل أعلنوا أن الهدف هو سد الأنفاق
وضمان عدم تهريب الأسلحة من
سيناء.. وهكذا.. وجدت مصر
نفسها طرفا مباشرا في
الحرب ولو لم تطلق
رصاصة واحدة..
أو كلمة واحدة.

ومن جانبها لخصت حماس القضية الفلسطينية في مطلب واحد..
فتح معبر رفح.. نسيت الدولة.. والضفة.. والقدس..
واللاجئين.. والمعتقلين.. والضحايا الذين يموتون
كل دقيقة بلا ذنب.. وأصبح كل همها أن
تشارك في فتح وغلق المعبر..
وهو ما ضاعف من
إصرارها علي
تورط مصر
فيما يجري.

وتمتد الحدود المصرية مع إسرائيل نحو 160 كيلومترا منها نحو 14
كيلومترا مع غزة.. وقد قيدت معاهدة الصلح المعروفة بكامب ديفيد
القوة المصرية وكتفتها وشلت حركتها حسب خرائط مرفقة
بالمعاهدة.. فكل ما تملكه مصر في منطقة الحرب
المشتعلة بضراوة وشراسة وهمجية الآن 750
جنديا من الشرطة المدنية لا يحملون سوي
أسلحة خفيفة.. لا تكفي لمطاردة مهربي
المخدرات ولا ال****ات.
وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قد وافقت علي مضاعفة
العدد.. لكن.. مجلس الوزراء المصغر في بلادها رفض ذلك.. وركب
المعارض الصاخب بنيامين نتانياهو الموجة وأعلن رفضه قائلا :
" لم يبق سوي المصريين ليدافعوا عنا "..
وكان واضحا أن عينه علي الانتخابات القادمة التي يأمل فوز كتلة الليكود
اليمينية فيها.. فيعود من جديد إلي رئاسة الحكومة.

وبسبب تلك المعاهدة التي وقعها أنور السادات وكشفت عوراتها عبثت
إسرائيل بالحدود دون قيود.. فالقيود كلها فرضت علي مصر التي
حاولت ببراعة أن تتجنب الاستفزازات الإسرائيلية خوفا من
أن تنقلب إلي عمليات عسكرية لا تريدها.. فكل ما تريده
هو ضمان حدودها بالمباحثات والاتصالات..
لا بالمدرعات والطائرات.. ونجحت
بالفعل في تهدئة الحدود الغربية
مع ليبيا.. والحدود الجنوبية
مع السودان.. وسعت
جاهدة إلي ذلك
في الحدود
الشرقية مع إسرائيل.. لكن..
ثمن ذلك كان غاليا.

لقد تعددت عملية قتل الضباط والجنود المصريين برصاص الإسرائيليين..
وهي حوادث متقطعة ولكنها مستمرة.. بدأت فور الانسحاب الإسرائيلي
من غزة.. وقبلت فيها مصر اعتذارات رسمية لم تمنع تكرارها.. وفي
كل مرة كانت الدماء تجف فور اللجوء إلي دبلوماسية التليفون بين
مسئولين كبار من الطرفين كانوا يرون أن من المناسب احتواء ما جري.

لكن.. ما زاد وغطي أن حماس دخلت علي الخط.. وشاركت إسرائيل
في ذلك.. وأشهر ما فعلت.. إصابة 36 عنصرا من قوات الأمن
المصرية بعد أن جري تفجير الجدار الحدودي في رفح قبل
نحو السنة.. وأسوأ ما فعلت تعمد قتل ضابط من ضباطنا
في الحوادث الأخيرة والتمثيل بجثته.. إنها لعنة الحول
السياسي التي جعلتها تري الصديق عدوا.

ونشرت صحيفة الأهرام أن هناك فتوي من حماس تبيح قتل الجنود
المصريين.. بجانب أنها لغمت مسافات طويلة من خط الحدود
بمتفجرات جاهزة لفتح ما تريد من ثغرات تسمح بعبور
الفلسطينيين في وقت تحدده.. كما حدث من قبل..
فتحرير القدس يبدأ من تحرير العريش.

وفي تقرير لمركز إسرائيلي يسمي جافي متخصص في الدراسات
الاستراتيجية فإن إسرائيل تقوم بتجارب محرمة علي الحدود
المصرية لتضمن فاعلية أسلحتها النووية التكتيكية.. وهو
ما ينتج عنه مواد مشعة تدمر التربة.. وتضر بالبشر..
وقد حذر نواب في البرلمان المصري من ذلك.

لكن.. رغم ذلك كله.. تستخدم إسرائيل سياستها المعهودة.. "
ضربني وبكي وسبقني واشتكي ".. فهي تصر علي أن مصر مسئولة
عن تهريب ما تراه ممنوعا وخطرا إلي غزة.. بما في ذلك الطعام
والوقود والدواء وغيرها من ضروريات الحياة لمليون ونصف
مليون فلسطيني محاصرين في ثلث كيلومتر مربع.. هي
كل مساحة القطاع.. وكأن علينا محاسبة المضروب
لا الضارب.. المخنوق لا الخانق.. علينا تبرئة
الفاعل وقتل المفعول به.

وفي الملفات الإسرائيلية اقتراحات لا حد لها لمعالجة متاعب الحدود..
بدا بعضها خياليا.. وكان أغلبها مكلفا.. ومن ثم كان الأرخص
أن تعلق المشكلة في رقبة مصر.. وتترك الحبل في يد الولايات
المتحدة كي تضغط.. وتشد.

فكرت إسرائيل في بناء جدار عازل بمسافة لن تقل عن 250 كيلومترا
عليه نقاط حراسة وكاميرات مراقبة.. ولكن.. رفض الولايات
المتحدة تمويل المشروع بنحو 500 مليون دولار فرض
تأجيله.. وفي الوقت نفسه خرج كتاب إسرائيليون
ليبراليون يحذرون من عقلية الجيتو اليهودي
المغلق علي نفسه التي تحن إليها إسرائيل
علي طريقة حارات اليهود.

وفكرت إسرائيل في سور أرخص من الأسلاك الشائكة المكهربة لكنها
خشيت من سقوط ضحايا من جنودها ومن الكلاب البوليسية التي
تستخدمها في الحراسة ويقال إن عددها يصل إلي ثلاثة آلاف كلب..
هناك.

وفكرت إسرائيل في حفر قناة مائية بينها وبين مصر.. لكن.. الفكرة
وصفت بأنها خرافية.. ولا تحقق ضوابط أمنية كافية.. فقد جري
عبور قناة السويس وقت احتلال سيناء والقيام بعمليات فدائية في
عمق العدو.. وليس من الصعب عبور قناة اصغر وأضيق وأقل
عمقا منها. لكن.. إسرائيل تراجعت عن تنفيذ تلك المشروعات
وفضلت إلقاء المشكلة في حجر مصر لتحميلها مسئولية
ما يجري لها علي يد الفلسطينيين.. إن الحرب العسكرية
علي غزة يصاحبها الآن حرب دبلوماسية علي مصر..
ويبدو أنها بعد أن فشلت في الأولي تحاول الفوز في
الثانية.

إن إسرائيل تريد تصدير المشكلة لمصر لتشاركها في مواجهة الفلسطينيين
وإلا كان البديل وضع قوات دولية ( اليونيفل ) علي الحدود مثل التي
وضعت علي حدود الجنوب اللبناني ( 12 ألف جندي ) وقيدت
حركة حزب الله.. لكن.. مصر تري في وجود هذه القوات
انتقاصا لسيادتها.. وتري حماس أنها قوات احتلال..
وستكون هدفا للقتل.

وحسب ما نقلت معاريف عن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر فإن
مصر لا تريد فرض تسوية جاهزة علي حماس.. وإنما تنتظر
منها أن تتوصل بنفسها إلي التسوية المناسبة كي توقف
إطلاق النار.. وفي الوقت نفسه تري المستويات
السياسية العليا في إسرائيل عدم التوصل إلي
اتفاقية مع حماس حتي لا تعطيها شرعية
تري أنها في حاجة إليها.. فهم يريدون
حماس مستمرة علي الأرض حتي
تظل الحرب الأهلية بينها وبين
فتح قائمة.. لكنهم في الوقت
نفسه يريدونها ضعيفة..
منزوعة الدسم..
أو منزوعة الصواريخ.

إن ذلك هو ما جعل إسرائيل تستدير ناحية مصر معلقة كل فشله
ا علي ضعف الأمن علي الحدود.. مستغلة مباحثاتها مع القاهرة
لوضع حد لتهريب الأسلحة.. دون أن تلقي علي المائدة بفكرة
القوات الدولية.

وتعتقد إسرائيل أن حربها علي غزة حققت هدفها الحقيقي وهو زيادة
الوعي الدولي بمشكلة تهريب الأسلحة.. والدليل علي ذلك أن
وزير خارجية المانيا أبدي للرئيس مبارك استعداد بلاده
لإرسال طاقم من الفنيين لدراسة كيفية تهريب الأسلحة
عبر ممر فيلادلفيا لوضع خطط القضاء عليه وسد
ثغراته وانفاقه.

وفي الوقت نفسه أعرب الإيطاليون عن إرسال جنود من جيشهم
لمواجهة المشكلة.. ولحق بعرضهم عرض آخر من حلف
الأطلنطي الذي أبدي المساعدة في التوصل إلي طرق
وصول الأسلحة التي تأتي من إيران إلي غزة.

ومن جانبها اقترحت الولايات المتحدة وضع أجهزة مراقبة حديثة
لكشف ما يجري علي الحدود.. وتشكيل لجنة أمنية ثلاثية تضمها
إلي جانب مصر وإسرائيل لمعالجة متاعب الحدود.. وأغلب الظن
أن الاقتراحات الأخيرة هي ما سيؤخذ بها.

لقد ألقي الجميع بمتاعبهم علي مصر.. حماس.. إسرائيل.. سوريا..
حزب الله.. التيارات الإسلامية التي وجدت في الحرب فرصتها
لتصفية حسابات داخلية مع نظمها المختلفة.. لكن.. لا أحد وصل
بجذور المشاكل إلي كامب ديفيد التي جعلت اليد قصيرة بالسلاح
والعين بصيرة بالمراقبة.

إسرائيل تخترق حدود مصر وتقتل أبناءها هناك 1pi110

إسرائيل تخترق حدود مصر وتقتل أبناءها هناك 1g72110

إسرائيل تخترق حدود مصر وتقتل أبناءها هناك 1_uy510

موضوع يستحق القراءه والمتابعه
شكرا للأستاذ/عثمان
وأحيي الأستاذ/ عادل حموده

» إسرائيل تنشر منظومة "رادار" متطورة للغاية على حدود غزة ولبنان
» خبراء: "إسرائيل" بصدد إنشاء مفاعل نووي جديد على حدود مصر
» إيتاي البارود ودعت أبناءها.. ضحايا الهجرة غير الشرعية
» دويك:حماس اعترفت بحق إسرائيل بالوجود ومستعدة إلغاء ميثاق إبادة إسرائيل
» اصحو يشعب مصر هناك كرثه