المستشار عثمان الكومى
المديـــــــــر العـــــــــــــام
علـــم الدولــــة : 
 | | موضوع: نداء فنزويلا للعرب: توحدوا قبل أن تصبحوا غزة! 13/1/2009, 9:41 pm | |
| نداء فنزويلا للعرب: توحدوا قبل أن تصبحوا غزة!
دمشق- دعت الدكتورة ضياء نادر العنداري
-سفيرة فنزويلا في سوريا-
الدول العربية إلى استعادة وحدتها "قبل أن تدور عليها الدوائر"
وتُبتلى بما تُبتلى به غزة الآن، مؤكدة أن قرار بلادها بطرد
السفير الإسرائيلي احتجاجا على الحرب في غزة هو "
واجب، وأقل ما يمكن فعله".
وجددت في حوارها مع "إسلام أون لاين.نت" مطالبة بلادها بتحويل
قادة إسرائيل والولايات المتحدة إلى المحاكمة الدولية بتهمة الإبادة
الجماعية، مؤكدة أنه رغم ما يجري فإن إسرائيل "لن تقضي
على المقاومة الفلسطينية"، واعتبرت أن مقاومة الشعوب
للمشروع "الإمبريالي الأمريكي والصهيوني"
هو السبيل الوحيد لبناء مجتمع عالمي
يتسم بالعدل.
*بداية اسمحي لنا أن ننقل لك مشاعر الامتنان لدى كثير من الجماهير
العربية على موقفكم الغاضب لغزة، والذي تمثل في طرد السفير
الإسرائيلي من بلادكم.
- هذا أقل ما يمكن عمله تجاه الإنسان والإنسانية، ونحن نعرف تماما
أن هذا العدو الصهيوني هو عدو لكل الشعوب وليس فقط عدو الشعب
العربي أو الشعب الفلسطيني، وهو إن كان اليوم يشن حربا وعدوانا
على الشعب الفلسطيني فقد يشن في الغد حربا علينا نحن أو على
غيرنا من الشعوب.
وبالتالي عندما نقف هذا الموقف التضامني مع الشعب الفلسطيني
فنحن نقف موقف تضامن مع شعبنا،
ونحمي ثورتنا أيضا في فنزويلا.
ونذكر تماما أنه تم الاعتداء على شعبنا أيضا في عام 2002 من خلال
محاولة انقلابية شاركت فيها الولايات المتحدة وإسرائيل نفسها من
خلال الموساد الإسرائيلي، فنحن نؤمن أن كل شعوب العالم..
الفلسطيني، والعراقي، واللبناني، والأفغاني.. وشعوبنا
في أمريكا اللاتينية وغيرها من الشعوب لها جميعا
نفس العدو، وهو الإمبريالية العالمية والصهيونية؛
ولذا من واجبنا التضامن مع فلسطين.
*هذه المرة الثانية التي تقدم فيها فنزويلا على اتخاذ موقف من إسرائيل؛
حيث تم استدعاء السفير الفنزويلي من تل أبيب أثناء الحرب
على لبنان عام 2006.
- هذا صحيح؛ لأن سياسة إسرائيل لا تتغير، فهي سياسة عدوانية،
وما حصل في لبنان من مجازر وجرائم أيضا لا يقل حجمها عن
حجم المجازر التي تحدث الآن في غزة، وكما أشرت فإن
الخطوة التي اتخذناها في الماضي والحاضر إنما تنطلق
من موقفنا المبدئي مع قضايا الشعوب، وسوف نقف
ضد أي شعب يعتدي على شعب آخر بهذه الطريقة
الوحشية ونتخذ منه نفس الموقف.
* وكيف ترون موقف السلطة الفلسطينية من العدوان على غزة؟
- نأمل أن تأخذ السلطة الفلسطينية بعين الاعتبار مصالح الشعب
الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة،
ونتمنى أن تشكل الأحداث الأخيرة حافزا إضافيا لإنجاز
الوحدة الفلسطينية التي تستطيع أن تحمي مرحلة السلام
بكرامة وسيادة.
* وما هو رأيكم بموقف الحكومات العربية؟
- أيضا، نتمنى أن تعود إلى الوحدة التي ميزت الأمة العربية خلال
مرحلة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي،
حينما كانت الدول العربية تقاتل وتناضل وتدافع عن مصالحها
كأمة واحدة.. نأمل أن تؤخذ مرة أخرى هذه المفاهيم بعين
الاعتبار للحفاظ على السيادة، ليس فقط سيادة الشعب
الفلسطيني وحريته وأمنه، بل سيادة وحرية الشعوب
العربية كافة، والتي هي أيضا مستهدفة من قبل
الإمبريالية الأمريكية والصهيونية؛ فما يجري
اليوم في غزة قد يجري في أي دولة عربية
أخرى قريبا.
* وماذا عن الموقف الأوروبي مما يحدث؟
- أريد أن أنوه هنا إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون الدول الأوروبية
أو بعضها مشاركا بشكل مباشر في المؤامرة الحاصلة في غزة،
ولكن الصمت الأوروبي يجعل الدول الأوروبية شريكة فعلية
في هذه المجازر والجرائم، ونحن نتمنى أن تعي أوروبا
لمصالحها؛ لأن المشروع الإمبريالي سوف يمسها
في يوم من الأيام.
* على أي أساس دعا الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز إلى تحويل
قادة أمريكا وإسرائيل إلى محاكمة دولية؟
- لقد دعا الرئيس شافيز إلى محاكمة الرئيس الإسرائيلي شمعون
بيريز والرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش بتهمة
"الإبادة الجماعية" في محكمة العدل الدولية، وقال:
"ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه
الرئيس الأمريكي، لو كان لهذا العالم ضمير حي".
والرئيس شافيز يقول:
"إن إسرائيل هي اليد المجرمة التي تنفذ أهداف وغايات
ومخططات الولايات المتحدة".
وأظن هذه المطالبة هي أقل ما يمكن بحق أشخاص أعطوا أوامر
بقتل أطفال ونساء، وقصف مساجد وكنائس ومدارس
ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة (الأونروا)،
وكذلك قصف المسعفين التابعين للأمم المتحدة.
نذكر جميعا كيف طالبوا بتحويل الرئيس السوداني عمر البشير
إلى محكمة دولية، واتهموه من أجل قضية دارفور بتهم
واهية لا أساس لها من الصحة، فالأحرى بنا
المطالبة بتحويل مجرمي الحرب هؤلاء
الذين ثبتت عليهم التهم، بل هم
يعترفون بجرائمهم
ويصرون على
الاستمرار
بارتكابها.
* هل تتوقعون أي تغير في مواقف واشنطن الداعمة لإسرائيل
في عهد الرئيس المنتخب باراك أوباما؟
- بصراحة نحن لا نتوقع أي تغيير في عهد أوباما، فما حصل من
انتخاب للرئيس الجديد قد يمثل خطوة إيجابية على صعيد الشعب
الأمريكي نفسه الذي بدت روحه العنصرية في الخفوت، بمعنى
أنه لم يعد يميز بين أبيض وأسود.
أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية فلا أظن أن أوباما سوف يتمكن،
حتى لو أراد، من اتباع سياسة مختلفة عن السياسة الأمريكية
الحالية؛ لأن هناك مصالح إمبريالية واستعمارية مستمرة
للولايات المتحدة أقوى من رئيس الدولة.
ولن يتوقف المشروع الإمبريالي أو يتغير إلا عندما تنهض الشعوب،
وتجبر الولايات المتحدة على تغيير سياستها.. الحكومة الفنزويلية
أرسلت برقية تهنئة إلى أوباما بعد انتخابه، وتمنت أن تتغير
السياسة الأمريكية.. ونتمنى أن يتحقق هذا يوما؛ فالشعوب
تحيا بالأمل.
* كيف ترون قرار مجلس الأمن رقم 1860 الذي طالب بوقف
فوري وتام لإطلاق النار في غزة؟
- القرار جاء للأسف متأخرا جدا، وكانت هناك مماطلة واضحة
بهدف إعطاء فرصة أكبر لإسرائيل حتى تتمكن من تحقيق
أهدافها، وطبعا لم ولن تحقق أهدافها المرجوة من هذا
العدوان بفضل مقاومة الشعب الفلسطيني، ونحن
نعتبر أن المجتمع الدولي بمماطلته تلك مشارك
في المجزرة التي تجري بغزة.
* وفي ظل كل هذا الذي يجري.. ما هي توقعاتكم للمستقبل؟
- يقول الرئيس شافيز إن المخطط الإمبريالي يقود دائما إلى تدمير
البشرية وإلى تدمير الحضارة، وبالتالي فإن الشعوب بدأت تعي
أكثر وأكثر أن عليها أن تقاوم المشروع الإمبريالي إذا أرادت
بناء مجتمع عادل يؤمن بالمساواة.
ويشبه الرئيس شافيز الواقع بحكاية رمزية يقول فيها: إنه في يوم
من الأيام كان هناك سكان وحضارة على كوكب المريخ، وكان
هناك صندوق نقد دولي أيضا، ونتيجة للشروط التي فرضها
هذا الصندوق على الشعوب هناك تدمرت الحياة البشرية،
وتيبست الحياة على هذا الكوكب، ونحن لن نسير في
ركب هذا المشروع، وسوف نقاومه ما استطعنا
للحفاظ على الحياة في الأرض.
وأشير إلى فقرة في الدستور الفنزويلي تقول: نحن ضد أن تكون
الحروب طريقة لحل المشاكل بين الشعوب، وإنما يجب حلها
بالحوار، ونحن مع أن تتغير الأسس التي بني عليها دستور
الأمم المتحدة؛ حيث لا يمكن لمنظمة دولية المفترض
أنها تمثل العدالة أن يكون خمس دول فقط لها
حق النقض؛ فهذا ينفي عمليا صفة الديمقراطية
عن هذه المنظمة الدولية.
| |
|
