في حوار الاديان:
الملك عبدالله يدعو للتسامح وبيريس يخاطبه مباشرة مشيدا بالمبادرة السعودية
13/11/2008 افتتح العاهل السعودي مؤتمر حوار الاديان في نيويورك امس بكلمة قال فيها 'إن الإرهاب عدو كل الأديان'، ودعا إلى قيام جبهة موحدة لمحاربته وتعزيز التسامح.
وأضاف الملك عبدالله في مستهل اجتماع اقترحته الرياض 'نقول اليوم بصوت واحد ان الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم'.
وتابع قوله 'إن الإرهاب والإجرام أعداء الله.. وأعداء كل دين وحضارة.. وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح'. ويشهد هذا المنتدى توجها جديدا للمملكة التي تعرض نهجها الديني المحافظ للانتقادات الدولية عقب هجمات 11 ايلول (سبتمبر) على الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين والعاهل السعودي يتبع نهجا سياسيا يسعى لتحسين صورة النظام الذي تحكم به الأسرة الملكية في السعودية بالتحالف مع مؤسسة دينية محافظة.
وتحدث الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس مخاطبا العاهل السعودي وأعضاء الوفد المرافق له، مشيدا بمبادرة السلام السعودية التي أعلنتها الرياض عام 2002 والتي لا تشتمل على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وبعد ان تمت اضافة بند حق العودة أقرتها الجامعة العربية واخذت اسم المبادرة العربية.
ويقول محللون ان خطاب بيريس لم يفاجئ احدا ولم يأت بجديد، ولكن الجديد كان هو جلوس الملك السعودي واستماعه للكلمة حتى نهايتها.
ووجه بيريس خطابه مباشرة للملك السعودي، معلنا تأييده للمبادرة السعودية للسلام، وقال بيريس ان المبادرة السعودية 'تجعل السلام اقرب حاليا للشعوب'. ويتوقع مراقبون ان يقوم بيريس ووزيرة خارجية اسرائيل بعقد لقاءات مع زعماء عرب للمرة الاولى.
وقالت هيئة الاذاعة البريطانية 'بي بي سي' ان العاهل السعودي شارك في مأدبة عشاء في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة لحوار الأديان بنيويورك أمس الاول مع الرئيس الإسرائيلي.
وتعد هذه هي المناسبة الأولى من نوعها التي تجمع زعيما سعوديا وآخر إسرائيليا، لكن اللقاء لم يشهد أي تبادل للأحاديث أو مصافحات بين العاهل السعودي والرئيس الإسرائيلي علنا.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إن مجرد جلوسهما على مائدة واحدة يظل أمراً هاماً، مضيفاً 'آمل من خلال مشاركتهما في اللقاءات وخلال هذا التجمع الدبلوماسي الاجتماعي أن يكون بمقدورهما تشجيع التفاهم المستقبلي'.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالسعودية على 'المبادرة الملهمة بحق من أجل الوئام العالمي والتفاهم المتبادل'.
وأضاف أن هناك حاجة إلى جهد عالمي لمواجهة المد المتصاعد للنزاعات الأهلية والتطرف الديني.
وتعرض المؤتمر لانتقادات من جانب جماعات حقوق الإنسان التي تقول إنه يعطي السعودية أرضية لتعزيز التسامح الديني في الخارج مع فرض التمييز في الداخل.
وتحظر السعودية على غير المسلمين ممارسة شعارهم الدينية علنا. كما تفرض فصلا بين الجنسين وتطبق عقوبات الإعدام علنا بحد السيف. وتقول منظمات حقوقية إن الأقلية الشيعية تواجه تمييزا وكثيرا ما أشير الى اتباعها 'ككفار'.
وقال بان إن الاجتماع لن ينجح إلا إذا تمخض عن نتائج ملموسة.
ويشارك في هذا المؤتمر الذي يستمر يومين ملك البحرين وامير الكويت ورئيس وزراء قطر والعاهل الاردني والرئيس اللبناني والرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الباكستاني والرئيس الأفغاني وزعماء ودبلوماسيون من نحو 60 دولة أخرى