بسم الله الرحمان الرحيم
تهذيب النفس وتزكيتها أمر واجب على كل مسلم ومسلمة ، وقد بعث الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم لتزكية النفوس كما قال سبحانه : ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ،
وبين سبحانه أن المفلح هو من يزكي نفسه كما قال عزوجل : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ; فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ; قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا; وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا .
وتزكية النفس ليس أمرا سهلا ، بل يحتاج إلى صبر ومصابرة ومجاهدة طويلة ، ويمكن تحقيق هذا الهدف بأمور :
1- أن تعلم أهمية تزكية النفس وتهذيبها ، وأن المسلم لا يمكن أن يعيش مرتاح البال منشرح الصدر إلا بعد أن يزكي نفسه
2- أن تدعو الله بصدق أن يهديك ويشرح صدرك ويزكي نفسك ، وأن يكون هذا الدعاء في أوقات الإجابة ، ومن أهمها الثلث الأخير من الليل
3- أن تحسن الظن بربك بأنه سيوفقك للخير وتزكية نفسك وتهذيبها ، فإن الله سبحانه - كما جاء في الحديث - مع ظن عبده : إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله.
4- أن تحافظ محافظة تامة على أذكار الصباح والمساء والنوم فإنها سبب في حفظ الانسان من العين والحسد والشيطان مما يعين على تهذيب النفس وتزكيتها .
5- تجب المحافظة على الصلوات المفروضة - في المسجد للرجل ، وفي أوقاتها للمرأة - مع الحرص على أدائها بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها وخشوعها .
6- الاهتمام الشديد ببر الوالدين والإحسان إليهما بجميع أنواع الإحسان ، فإن هذا البر من أنفع الأمور لصلاح القلوب وتهذيب النفوس بسبب دعاء الوالدين المستجاب .
7- مساعدة الفقراء والمحتاجين وتلمس حاجاتهم ، وهذا العمل الجليل يسبب تزكية النفس وخلوها من أمراض الكبر والعجب بالنفس أو الاغترار بها.
8- كثرة قراءة القرآن ومحاولة قراءتة بتمهل وتدبر ، فهذه القراءة المتأنية تساعد على اطمئنان النفس وانشراح الصدر.
9- الرضا التام بقضاء الله وقدره وعدم الاعتراض على القدر وإن كان ظاهره شر ، لأن الله سبحانه لا يخلق شرا محضا ، بل حتى الشر الذي نراه هو في حقيقته خير للمؤمن لما يترتب عليه من تكفير الذنوب وتمحيص المؤمن واختباره ثم رفعة درجته عند ربه إن احتسب الأجر والثواب