مصر التى فى خاطرى
تاريخ مصر الفرعونية ومعجزات هؤلاء الذين عاشوا منذ الألاف السنين
لكنهم أبهروا العالم حتى اليوم بعلمهم وغموض ما وصلوا إليه من
تقدم مذهل فى الهندسة والفلك والمعمار..هذا العلم لم يخترعه
المصرييون لتسويق بضاعة راكدة لكن العالم الغربى
بباحثيه وعلمائه ومؤرخيه هم الذين كتبوا عن
عظمة من عاشوا على أرض مصر بين
حضن النيل ودفء الصحراء!..ويكفى
أن علماء أوربا حتى اليوم بكل
ماوصلوا إليه من علوم
وتقنية لم يضعوا
نظرية صحيحة ومؤكدة عن الكيفية التى
رفع بها أجدادنا الصخور لبناء الأهرام
ولم يستطيعوا الإجابة عن السؤال
كيف تأتى لهم أن يصنعوا هرما" بنسب غاية فى الدقة من
الميل الهندسى من القاعدة للقمة؟!..
ربما الإجابة التلقائية لديهم هى المستحيل ليس مصريا"..!
التاريخ الإنسانى الذى لايكذب يؤكد صحة هذه العبارة عن المصريين
منذ عهد مينا وتحتمس وخوفو وخفرع حتى نصل للسادات
ومبارك ربما حتى إلى بطولة أنجولا فى كرة القدم.
.نعم المستحيل ليس مصريا"
هكذا يقول التاريخ المنصف..
لكن..رغم إنصاف الغرب فإن أخوتنا فى العروبة يقرأون التاريخ
بطريقة إنتقائية..بل إن بعضهم ينبش فى تاريخ مصر على
طريقة جامعى القمامة لعله يجد مايلوث به هذا التاريخ
المعجزة!..فكل إنتصارات مصر بالنسبة إلبهم هى
إنتصارات وهمية جاءت بالحظ أو تواطؤ الغير
معنا..وكل إنكسارات مصر هى إنكسارات
طبيعية يستحقهــا المصريون
الغرب منح محفوظ جائزة نوبل فى الأداب
فقالوا بأنه علمانى وكافر بالدين
وبالعروبة!..
والغرب منح زويل جائزة نوبل فى الكيمياء
فقالوا بأنه إبن أمريكا المدلل!..
والغرب أهدى البرادعى جائزة نوبل فى السلام
فقالوا بأنه ينفذ ما يتوافق مع أوامر واشنطن!..رغم أن الرئيس
العراقى الراحل إعترف بحياد البرادعى..حتى إيران فى
أزمتها مع الغرب إعترفت بحياد الرجل الشريف..
أن تكون مصريا" فى هذا الزمان فإن الفن المصرى هو
شعلة الفجور رغم أنهم يلهثون وراء السينماء
والمسرح المصرى..
أن تكون مصريا" فى هذا الزمان فإن سياسييك متهمون ببيع القضية
والتواطؤ مع عدو الأمة رغم أن لا أحد حارب عدو الأمة مثلما
فعل المصريون.. ولا أحد من مجاهدى القصور الفارهة لعب
دورا" فى أى مفاوضات حقيقية للسلام لا تدعوا للتنازل
والإنبطاح سوى مصر.. ولا أحد منهم قال لا لأمريكا
أو إسرائيل إلا مصر.. يتهمون مصر وهى التى
تقود الصلح بين حماس وفتح بمباركة من
الفريقين وإقتناع..يلومون مصر وهم لم
يطلقوا حتى رصاصة من بندقية صيد
على جندى إسرائيلى فى أرضهم
المحتلة منذ عقود..لا حرب
ولا سلم هم يريدونها هكذا
حتى يستعبدوا شعبهم!.
كل هذا الإتهام وهم يتناسون أن أول جندى عربى إشترك فى تحرير
الكويت كان من فرقة المشاة المصرية..ويتناسون أن عمرو
موسى كوزير خارجية هو الذى نزع الفتيل بين تركيا
وسوريا حول مشكلة المياة..!
أن تكون مصريا" فى هذا الزمان معناه أن يشمت فيك أشقاء
لك عندما أهانك أشقاء لك على أرض شقيقة وبماركة
عربية شقيقة!!...
أن تكون مصريا" فى هذا الزمان فإن كل إنتصاراتك لن تُسعد
إلا أبناء شعبك الطيب ..
أما إنكساراتك فجامعوا القمامة من حولك أولى بالنبش فيها
لمحاولة تلويث لوحة جميلة منحوتة على جدار التاريخ
بالصبر والعمل والعرق وقبلهم تواضع الكبار
معجزة الانسان المصرى هى الصبر الغريب الذى يتعايشه
قبل ان يفرض عليه
ولكن تبقي مصر الام الكبري
ولكن تبقي مصر
ارضا للامن والامان وخير اجناد الارض بها
كما قالي سبحانه وتعالي في محكم التزيل
وما ورد في سنه النبي الكريم صلي الله عليه
وعلي آل بيته واصحابه واتباعه
ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين
