الأنبا مكسيموس: حادث نجع حمادي نتيجة استفزازات الكنيسة
في أول تصريح له تنفرد " المصريون " بنشره عقب حادث نجع
حمادي الذي أودي بحياة 7 مواطنين ، أكد الأنبا ماكسيموس
رئيس المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس أن ما
حدث ليس حادثاً طائفياً عي الإطلاق لأن المجرمين
الذين قاموا بقتل الأقباط الستة و عريف الشرطة
لا دين لهم ، فالمسألة – في رأيه – مسألة
تصفية حسابات بين قيادات راح
ضحيتها الأبرياء .
و أضاف الأنبا ماكسيموس في تصريحاته التي خص بها صحيفة
" المصريون " ، أنا أتحدث عن حلول مسيحية للأزمة بين
الأقباط والمسلمين ، وأقول لكم حتى لو كان هناك شراً
واقعاً عليكم فلا تقاوموا الشر بالشر لأنكم ستهزمون
لو كنتم تؤمنون حقاً بالإنجيل ، فالمسيح – عليه
السلام – قال لا تنقموا لإنفسكم أيها الأحباء
فتنفيذ قانون العدالة بيد الرب فقط ، كما
أن الدولة لم تتراخ في معاقبة
المجرمين بدليل إحالتهم
لأول مرة لمحكمة
أمن الدولة
العليا طوارئ .
وعرج إلي الحديث عن علاقة الأنبا كيرلس الجيدة بالرئيس
جمال عبد الناصر والتي علي أثرها حصل الأقباط على
المزيد من الحقوق – بموافقة عبد الناصر – ويكفي
أنه تبرع بـ 100 ألف جنيه آنذاك من ماله لبناء
كاتدرائية العباسية .
وتساءل لماذا تتكرر الأحداث الطائفية في مصر فقط بالرغم من أن
الأقباط أقلية في العديد من الدول العربية ، مؤكداً أن البسطاء
يضيعون ضحية للصراعات السياسية ، فالكنيسة متشابكة
بشكل و بآخر مع الدولة ، ويكفي ما حدث عندما أصدر
الدكتور محمد عمارة كتابه " تقرير علمي " حيث
لم تقم الكنيسة بالرد عليه " فالفكر يواجه بالفكر "
– وهو أصلا رد علي كتاب تبشيري –
و لم يمنع أحد الكنيسة من الرد
إلا أننا فوجئنا برد سياسي
علي الكتاب حيث اعتذر
مجمع البحوث في
بيان – غريب –
وقامت السلطات بمصادرة الكتاب بدلاً من أن
تكلف الكنيسة نفسها عناء الرد عليه ،
وتساءل ماكسيموس " من أمر
بمصادرة الكتاب إذن ؟ " .
وشدد رئيس المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس أنه يطالب بتقديم
" الوعاء الصحيح " الذي يطالب فيه الأقباط بحقوقهم ، وهو
" السلام والمحبة " رافضاً في الوقت نفسه سياسة الكنيسة
في لي ذراع الدولة للضغط عليه للحصول علي مزيد من
الحقوق السياسية ، فهل يعقل أن تلي الأقلية ذراع
الأغلبية بمفردها ! وأضاف نحن نؤثر السلام
و المحبة و نرفض الكراهية والزعامة ولي
الذراع ، فنحن نريد بناء علاقة على
أرضية قبول الآخر ، و هو
المعني الذي عبر عنه
الله في القرآن
والإنجيل "
و إن جنحوا للسلم فانجح لها ، وكذلك في الإنجيل
" طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون
، فالمحبة أقوي كثيراً من الشر وسوف تكسر
التعصب والكراهية ، و هي بلا شك المحبة
ليست استسلام بالمرة .
يضيف : جذور المشكلة أننا نافقنا في إيماننا ولم نقدم الحق ولم
نعش الإنجيل ، فالكنيسة استبدلت الحياة المسيحية المليئة بقوة
الله بمبارزات سياسية ، وهذه هي أصل المشكلة – في
رأيه - فنحن أمام تيارين تيار مسيحي و إسلامي
يظهران وكأنهما مشتبكان مع بعضهما البعض
ونحن " كمواطنين " الضحايا ، و الحقيقة
أن التيار المسيحي يبحث عن الزعامة
منذ 40 سنة وعلي مدار كل تلك
السنوات طالب بالعديد من
المطالب لعل أهمها إلغا
ء الخط الهيمايوني
وهو ما لم يحدث
فعلينا أن نحترم سيادة الدولة فهي صاحبة القرار
ولن تقبل سياسة لي الذراع ، و الأسلوب
نفسه لا يصلح ، فالأسلوب الصحيح
هو المحبة ، فنحن لن نبقي كنائس
" عافية " وإنما بالمحبة .
وكشف ماكسيموس أنه أجري اتصالات بمجموعة الصحفيين المشتغلين
بالملف القبطي في الصحف والذي أكدوا له – كما يقول – أن التيار
الإسلامي ينتقد الكنيسة في استقوائها ، وبالفعل هناك محاولات
للاستقواء بالخارج ، كما أن التيار الإسلامي " مجروح "
من الهجوم على الدين الإسلامي ورموز ه من بعض
القساوسة المسيحيين خصوصاً وأن القيادة
الكنيسة لم تعبر عن رفضها لما حدث
" في إشارة لموافقة البابا الأخيرة
على هجوم زكريا بطرس علي
الإسلام وإساءته لرموزه ،
مؤكداً أن المسيح لم
يعلمنا أن نشتم
ونسب الآخرين ، ولو أردنا التحدث
معهم فلتكن المناقشة عقلية .
وقال ماكسيموس موجهاً حديثه للأقباط " زعلانين قوي عشان كتاب
دكتور عمارة الذي حجبته الدولة " واعتذر لكم الأزهر " كمان "
ولم تفكروا في المسلمين الذي يسب دينهم علي مرأي ومسمع
من الجميع ، فلماذا لم تستشعروا حرجاً جراء هجوم الكنيسة
وأقباط المهجر على المسلمين ، ونظل نصر علي أننا لم
نخطئ ، فكفانا تطرفاً في الخطاب وطائفية في السلوك
وإلا لنترك انجيل المحبة والتسامح .
ووجه حديثه للمسلمين قائلاً لهم " بصفتي وباسم المسيح و الإنجيل
" اعتذر منكم ، و أتمني أن يقبل كل المسلمين المجروحين أسفي "
لأن هذا ليس منهج الإنجيل أو المسيح أو المسيحية .
وقال
بعد كل هذه السنوات من الصدامات لم يصل الأقباط لشئ ، فما
رأيكم أن نجرب انجيل المسيح ولو لمرة واحدة ، لنصنع
سلاما حقيقيا مع إخواننا المسلمين ، جربوا وشوفوا
النتيجة ولو لمرة واحدة فقط .
وطالب ماكسيموس الأقباط بتنفيذ مقولة " انحني أولا باللائمة على
نفسك ، فعلى الأقباط أن يفكروا أولاً في دورك في الخطأ ،
فحادث نجع حمادي نتيجة وليس سبباً ، لابد ان نتساءل
عن أسباب الحادث ، وفي رأيه فالحادث بالكامل جاء
علي خلفية الانتخابات نتيجة صراع سياسي
ومحاولة تصفية حسابات و انتقامات بين
الأشرار المدبرين للحادث بينهم وبين
الكنيسة في نجع حمادي علي خلفية
قصة الانتخابات لتدخل الكنيسة
في صراعات سياسة ! ،
وقال
" سؤالي يا كنيسة المسيح لماذا تدخلين في صراعات ، مالك انتي
بصراعات في منطقة قبلية وتحكمها قواعد معروفة في صراع
الانتخابات ، مذكراً بأن تلك المنطقة شهدت مقتل ابن إذاعي
مسلم معروف في صراع الانتخابات ، رافضا في الوقت
نفسه أية مزايدات من جانب أقباط المهجر الذين
يصدرون البيانات من مكاتبهم المكيفة دون
أن يعرفوا شيئاً ، متسائلاُ إلي متي
ستستعدي الكنيسة الآخر
" المسلمين " فضلاً
عن الدولة حيث
رفضت كنيسة
نجع حمادي
أكثر من مرة مقابلة مسئولين كبار – لم يسمهم - فعلينا أن نكف عن
الاستجابة لدعاة الفتنة من الخارج و نتوقف عن المزايدات ،
خصوصاً مع التهديدات بالانتقام ، فأين دولة القانون إذن
، ولن ينفعنا آنذاك تسخين أمريكا التي تصدر البيانات
هناك في الهواء الطلق ولو وصل الأمر بالفعل
للأعمال الانتقامية الهوجاء لنتحول إلي لبنان
أو العراق ووقتها ستفتح جهنم أبوابها علي
الجميع ، فإذا أردتم التعبير عن الاحتجاج
فليكن سلمياً و حضارياً ، مذكراً الأقباط
أن الدولة ليست طرفاً في الصراع
لأنها طرف محايد وعلي الأقباط
أن يكسبوها ولا يستعدوها
وختم حديثه "
لو لم نكن محبين لنكن حكماء "