المرحوم الحاج صلاح كبيــــــــــر المشرفيـــــــــن
علـــم الدولــــة :
| موضوع: نظرة الاسلام الى المعمار الكونى .... 26/10/2009, 4:01 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ان احدى الخصائص الأساسية التى تفرق الاسلام عن المذاهب البشرية تكمن فى النظرة الى الكون (( المعمار الكونى )) ان الاسلام يراه بنيانا مركبا يتضمن المادى وغير المادى ... فى المشهود ... والمغيب فهناك ما يمكن أن نتعامل معه بالحواس الظاهرة .... وهناك ما لايمكن التعامل معه الا بوسائط أخرى غير حسية بدءا من العقل وانتهاءا بالوحى الالهى , مرورا بقوة روح الايمان .... بينما تراه المذاهب الأخرى بنيانا مسطحا ذا وجه واحد مادى هو المشهود فقط , والذى تستطيع الحواس دون غيرها من التعامل معه وكشف أسراره ومعمياته يرى الاسلام فى المعمار الكونى اذن طبقتين تبرز احداهما للحواس ... وتغيب الأخرى عن الرؤية المباشرة ولكنها موجودة وأكثر حضورا وثقلا فى الصيغة النهائية للمعمار الكونى .... وعلى المسلم والمؤمن أن يدرك ذلك ... وأن يبتعد عن النظرة المسطحة للكون ويتجاوزها صوب العمق , صوب البعد الآخر للمعمار الكونى .... وأن يتيقن تماما بأن وراء المنظور طبقة أخرى غير منظورة , ولكنها أكثر وجودا وتأثيرا وحضورا .... انه الغيب الذى يحيط بالطبقة المنظورة , والذى يتخللها , ويقف وراءها ... يمتد الى جذورها البعيدة , هذا الغيب الذى ينعكس حضوره على الوجود الكونى بأشكال وصيغ مختلفة بدءا من عملية الخلق والتشكل الذى يتحقق فيه الغيب بحضوره فى المنظور , ثم انتهاءا بهذا المادى المنظور حين يتفتت وينتهى أجله .... (( ولكل أجل كتاب )) .. وحقا انه كتاب غير منظور ... سواء فى الدنيا لأى مادى فى المنظور .... أو الدمار الشامل لكل المعمار فى يوم الحساب ان الله الخالق سبحانه , والروح المنبعثه عن نفخة الله , والوحى الذى ينقل تعاليم السماء كلها عناصر الى الغيب وعلى المؤمن أن يسلم بها ويطمئن لها بغقله وقلبه , لئلا يضل ويضيع فكونه مؤمن يعطيه ميزة وقدرة على كسر ماهو مرئي والتشوف صوب الآخر غير المرئى من المعمار الكونى .... ان الملائكه والجن والشياطين هى من الغيب الذى يتحتم أن نسلم به والذى يعكس بتأثيراته المختلفة ما يؤكد حضوره وفاعليته ... كذلك ان طاقات الانسان غير الحسية بما فيها من الخيال والتذكر والاحساس فوق العادة أو ما يسمى ... (( الحاسة السادسة )) ... وعمل العقل كل ذلك يمكن الانسان من مد جسور الحوار الذهنى والعقلى بين ماهو منظور وغير منظور من المعمار الكونى ..... بل ان حركة الذرات المادية نفسها وما يجرى فى مساراتها غير المرئية ( نيوترونات , بروتونا , الكترونات , فوتونات ) جميعا حالات غيبية ولا تزال مستعصية على الرؤية المباشرة .... انها كالروح بالنسبة للجسد والتى لا يمكن للانسان أن يحياها للمنظور والمرئى .... حقا انها نظرة الاسلام الذى يقف على الأرض لكنه يمد نظره الى الآفاق البعيدة , لكى يمنح لوجوده معنى ولتكوينه النفسى توازنا وامتلاءا .............. بسم الله الرحمن الرحيم (( سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيئ شهيد )) ( فصلت 53 ) صدق الله العظيم | |
|