علاج بعض صفات النفس الانسانية السيئة

بسم الله الرحمن الرحيم

تناول الأستاذ عثمان الكومى فى المنتدى الحر فى كلمات بليغة ومؤثرة بعض صفات البشر الرديئة والسيئة

مثل الحقد والحسد والكبر وغيرها من صفات النفس

فأردت من خلال التراث الاسلامى

أن أقدم اجتهاد السلف

فى علاج هذه الصفات الرديئة والسيئة

ووجدت غايتى فى كتاب " منارات السائرين ومقامات الطائرين "

من تأليف أبو بكر عبد الله الرازى

وبالرغم من احتكامه الى آيات القرآن الكريم والسنة النبوية فانى أظن ضعفا فى الحديث ولكنه لا يرقى الى الانكار

ولا يتصادم مع الهدف والغاية وما هو معلوم من الدين بالضرورة

يقول الرجل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعدى عدوك هى نفسك التى بين جنبيك )

ومستشهدا بالقرآن الكريم

قال تعالى :

" ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربى "

فالنفس الانسانية مخلوق من الملكوت السفلى وهى معدن الأخلاق الذميمة وطبعها التمرد والاباء والحقد والاستكبار

والشر والشهوة والغضب كما أن الانسان أيضا يملك قوة روحية من الملكوت العلوى يمكنها

من مواجهة النفس الأمارة بالسوء

وفى بعض الروايات : أن الله تعالى لما خلق النفس قال لها أقبلى فأدبرت ثم قال لها أدبرى فأقبلت على ضد العقل

ومنشأ خلقة النفس ... فان الله تعالى لما نفخ الروح فى جسد آدم خلقه من ازدواج الروح والجسد

فالروح من الملكوت العلوى والجسد من الملكوت السفلى والذى هو باب من أبواب جهنم بدركاته السبعة وهى سبع صفات :

الكبر .... الحرص .... الحسد .... الشهوة ....الغضب ....البخل .... الحقد

فمن زكى نفسه عن هذه الصفات بقوته الروحية فقد أفلح

"قد أفلح من زكاها "

ومن لم يزك نفسه بقى فى دركات جهنم خاسرا

"وقد خاب من دساها "

وأهم صفتين يجب مواجتهما هما صفتى الشهوة والغضب فالبشهوة يجذب المنافع الى نفسه

وبالغضب يدفع المضار عن نفسه

واذا رأى شيئا مما يحتاج مع غيره تولد من ذلك الحسد

وان كان معه شيء طلبه محتاج منعه فتولد من ذلك البخل

فاذا تضرع له جمع من المحتاجين ...نظر اليهم بعين الحقارة والى نفسه نظر العزة والكبر والعجب

فان ملك القدرة بالقوة والحرص تولد من ذلك الظلم والتعدى وكل الأخلاق الذميمة

فاذا وجدت فى نفسك شيئا من ذلك فى تعاملك مع الناس فانتبه واستعذ بالله من نفسك أولا ثم من الشيطان والهوى

فالشيطان والهوى أعوان للنفس ..... وسنبدأ بعلاج الكبر

علاج الكبر بالتواضع

ان صفة الكبر صفة ابليسية شيطانية

قال تعالى : واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من كان فى قلبه مثقال ذرة من ايمان

والتواضع ببساطه هو الاستسلام للحق وأن ينظر الى عظمة الله وعزته وكبريائه وجلاله وجبروته وعذابه

راجيا ثوابه

"يدعون ربهم خوفا وطمعا "

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم مبتدئا ويأكل مع الخادم ويصافح الغنى والفقير بساما من غير ضحك طلق الوجه جوادا من غير سرف

متواضع من غير مذلة

فمن استعمل هذه الخصال فقد تواضع لله بالكمال ويكون بريئا من الكبر

بسم الله الرحمن الرحيم

"يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يمئذ لله "

صدق الله العظيم

....