سبحان الله العظيم إذ يقول: و ما يعلم جنود ربك إلا هو
فقد سخر الله لهذا الدين جنودً كثيرة فرسان سيف و فرسان كلمة.و فرسان معاملة!
فقد انتشر الاسلام في أماكن كثيرة بالفتوحات في عهد النبي و من خلفه ،و انتشر في أماكن كثيرة أيضا عن طريق التجار الذين كانوا صادقين في معاملاتهم فجذبوا أنظار الناس إليهم و علموا أنهم مسلمين فأسلموا!أسلموا و ربما لم يكلمهم التجار كلمة واحدة عن الاسلام(كما فعل العم إبراهيم) و لكنهم وجدوا الاسلام يتكلم عن نفسه !وجدوه في وجوههم المضيئة بماء الوضوء(و تأمل معي التقارب بين اللفظتين:الوضوء و المضيئة!) وجدوا الاسلام في أيديهم الطاهرة التي لم تمتد إلى الحرام، وجدوا الاسلام في لألسنتهم التي لا تنطق إلا بالحق و ليس لها سبيل إلى الكذب (و ما أكثره في هذه الأيام) وجدوا الاسلام في جباههم التي لم تسجد لدرهم و لا دينار و لا يورو و لا دولار!، وجدوا الاسلام في أعينهم التي لم تقع على حرام. في رؤوسهم التي لا تفكر إلا في الخير و النفع للأنام ، في أرجلهم التي لم تخط إلى ما يغضب رب الأنام،
و الله يا أستاذ عثمان و يا إخوتي الكرام عندما كنت في فرنسا أواخر عام 1999 و جدت هناك مسلمين فرنسيين و من جنسيات أخرى و كلهم لا يعرفون العربية و لكني كنت أجد في وجوههم نورا لم أر له مثيلا حتى الآن حتى أننا عندما كنا نصلى الجمعة كان الخطيب- و هو جزائري -يخطب مقطعاً بالعربية ثم يترجمه للفرنسية و هكذا لكي يفهم المسلمون الفرنسيون و كنت أجد في وجوههم تأثر بالغ مما يسمعون.
و أذكر كذلك أنني رأيت رجلا فرنسيا في الشركة التي كنا في بعثة إليها وأحسست بأنه مسلم لأني وجدت على وجهه نفس النور!!! و عندما اقتربت منه و سألته تأكد إحساسي و وجدت أنه مسلم و لكنه يخفي إسلامه خوفا من الاضطهاد!!
يا الله و كأن هذا النور هو لغة التخاطب بين المسلمين!!!(يسعى نورهم بين أيديهم.....)
ديننا عظيم و الله يفتح له القلوب المغلقة و ربما فتح له قلوب ألد الأعداء فتحولوا بإسلامهم إلى أعظم العظماء(مثل سيدنا عمر و عكرمة و أبو سفيان و سراقة و ....)
اللهم اشرح صدورنا لدينك يا رب العالمين و رطب ألسنتنا بذكرك و طهر قلوبنا بمعرفتك