قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان أسامة حمدان الاثنين ان حركته تريد خطوات عملية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية فورا.
واتهم حمدان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتعطيل عملية إعادة بناء المنظمة.
وقال ان عباس وقع مع الفصائل الفلسطينية اتفاق القاهرة الذي نص بشكل واضح على إعادة بناء منظمة التحرير والذي عطل ذلك هو محمود عباس شخصيا لأننا اتفقنا على تشكيل لجنة برئاسته لبحث إعادة هيكلة المنظمة ورفض ان يدعو إلى لقاء واحد لهذه اللجنة.
وأضاف حمدان قبل الحديث عن أي مصالحة فلسطينية لا بد من الحديث عن خطوات عملية لإعادة بناء منظمة التحرير فورا.
وأوضح أن هناك مسؤولية تقع على الجانب المصري الذي لم يضغط لتنفيذ الاتفاق الذي وقع في القاهرة وتحت رعايتها عام 2005.
وكان عباس أعلن الأحد في العاصمة المصرية رفضه إجراء أي حوار مع من يرفض منظمة التحرير الفلسطينية، في إشارة الى حركة المقاومة الإسلامية حماس، متهما إياها بأنها غامرت بحياة الشعب الفلسطيني.
واقترحت مصر إطلاق المصالحة الفلسطينية بمؤتمر يعقد في القاهرة بحضور جميع الفصائل الفلسطينية في 22 شباط/فبراير الحالي.
ويفترض ان تنبثق عن هذا المؤتمر أربع لجان لمناقشة تشكيل حكومة وفاق وطني والاتفاق على موعد وترتيبات الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الأراضي الفلسطينية وإعادة بناء قوات الأمن الفلسطينية وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بما يسمح بانضمام حركتي حماس والجهاد إليها.
وجاءت تصريحات حمدان عقب اجتماع عقده الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل للبحث في تطورات الوضع الفلسطيني.
وأوضحت وكالة أبناء الشرق الأوسط المصرية الرسمية الاثنين ان اللقاء الثلاثي تناول آخر التطورات في الجهود المصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى موقف فلسطيني موحد بما يمهد لبدء مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإحياء عملية السلام، وذلك في إطار جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية المختلفة التي تستضيفها القاهرة.
وأضافت الوكالة ان مبارك وعباس والفيصل تناولوا كذلك جهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفتح المعابر بما يكفل انسياب معونات الإغاثة والمساعدات الإنسانية لأبناء غزة وتخفيف المعاناة عنهم.
غير ان مصادر فلسطينية ذكرت ان الاجتماع الذي لم يسبق الإعلان عنه ركز على التطورات الأخيرة في الساحة الفلسطينية على ضوء إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل نية الحركة بناء مرجعية جديدة للفلسطينيين بعيدا عن مرجعة منظمة التحرير الفلسطينية التي يعترف بها العرب كممثل وحيد للشعب الفلسطيني.
وقالت المصادر ان الاجتماع الثلاثي يهدف الى تنسيق المواقف بهدف دعم المنظمة والسلطة الفلسطينية وتركيز الجهود على تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وكان عباس قد أعلن في اجتماع جماهيري فلسطيني في القاهرة الأحد رفضه الحوار مع أية جهة فلسطينية ترفض الإقرار بمرجعية المنظمة في حين ان ممثلي حماس قالوا انهم لن يستجدوا الحوار مع السلطة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كشف في خطاب له في العاصمة القطرية الدوحة عن تحرك تقوم به الفصائل سوف تفاجئ به الأطراف الأخرى لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته الوطنية.
لكن حماس نفت لاحقا أن يكون مشعل قد دعا إلى إقامة بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وهو الأمر الذي أثار انتقادات فلسطينية داخلية واسعة.
من ناحية أخرى، يتوقع ان تستأنف الاثنين في القاهرة المباحثات المصرية مع وفد من حركة حماس بشأن جهود إعلان التهدئة والاتفاق على بنود خطة مصرية لإعادة فتح المعابر والبدء باعمار غزة والشروع بالمصالحة الفلسطينية.
وكان بعض أعضاء وفد حماس من غزة قد وصلوا إلى القاهرة في حين ينتظر وصول وفد الحركة الذي يضم عضوي المكتب السياسي عماد العلمي ومحمد مصر من دمشق في وقت لاحق.
وجاءت هذه المباحثات في حين نفذت إسرائيل غارة جوية استهدفت سيارة في جنوب قطاع غزة قتلت فلسطينيا وأصابت ثلاثة آخرين، وفق ما أكدته حركة حماس.
وأفاد شهود عيان ومصادر طبية فلسطينية ان ناشطا فلسطينيا استشهد وجرح أربعة آخرون الاثنين عندما استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية سيارتهم في مدنية في رفح جنوب قطاع غزة.
وبين الشهود ان الطائرة أطلقت صاروخا واحدا على الأقل على سيارة كان في داخلها ناشطون من لجان المقاومة الشعبية مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وجرح أربعة آخرين في رفح جنوب قطاع غزة
