قديمًا كانت مهنة المأذون مقتصرة على الرجال فقط، فما كان يذكر اسم مأذون إلا وارتبط بالمخيلة ذلك الرجل الكبير صاحب الجلباب والكاكولا والقفطان، وفى يمينه دفتــــر الزواج، أما الآن فقد تغيرت تلك النظرة بشكل كامل، بعدما اخترقــت المرأة هذا المجال لتنافس بشدة الرجـال كعادتها فى باقى المجــالات، وبالرغـــــــم من صعوبة تقبل المجتمع المصرى لفكرة أن إمرأة هى من تقوم بعقد القران وتوفق راسين فى الحـــلال، إلا أنها نجحت بعد تحديـــها جميع التقاليد والأعراف، لتثبت أنها بالفعل نصف المجتمع
وبالرغم من أن محافظة المنوفية من المحافظات التى مازالت محتفظة إلى حد كبير بالأعراف والتقاليد، إلا أنها رحبت بـ”سماح” المحامية ابنة قرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم لتكون مأذون شرعى لعقد القران، يجتمع حولها العريس والعروسة وأولــــى الأمر، يرددون كلماتها، ويمضون على وثائق الزواج ليعلنوا بعد ذلك فرحتهم بالزواج السعيد بـ«الزغاريد»
فى البداية تقول سماح أحمد حمد محامية الاستئناف والحاصلة على ماجستير فى القانون إنها من خلال عملها كمحامية بمحكمة شبين الكوم قرأت عن إعلان التقديم لمهنـــة مأذون شرعى مضيفة أنها لم تتردد لحظة فى التقديم بأوراقها بعد تأكدها من استيفائهــا للشروط المطلوبة لافتــة إلى أنها لم تخش من عــــدم تقبل المجتمـــــع المنوفـــى لفكرة أن تكون المأذون “بنت” موضحة أن عملها كمحامية أعطاها الشجاعة الكافية لأخذ الخطوة بكل جدية
وتضيف المأذونة أنها فى بداية عملها كان الأقارب والأصدقاء فقط هم من يطلبونها لعقد القران وتوثيق الزوج، ثم بعد ذلك أخذت قسط من الشهرة وتوسعت فى عملها خاصة أن أسعارها مخفضة مقارنة بزملائها الرجال فى مركز شبين الكوم، مشيرة إلى أنها منذ عملها فى شهر يناير الماضى قامت بتوثيق 18 عقد زواج و7 عقود طلاق
وتابعت سماح أن أول حالة طلاق عرضت عليها لتطليق الزوجين نجحت فى أن تعيد الوفاق بينهم ووقفت حائط صد ضد تدمير منزل، بعد أن أقنعت الزوجين بضرورة الاستمرار، وعن أغرب موقف مر عليها كان عند تحريرها لعقد زواج واختلف أهل العروسين على قيمة مؤخر الصداق فما كان منهم إلا أن يفضوا الزيجة ولولا تدخل ولاد الحلال
تابعت سماح إنه يعرض عليها الكثير من تحرير عقود زواج عرفى لعرائس قاصرات لم يستكملن السن القانونية لهن الـ18 عامًا، إلا أنها كانت دائمًا ترفض ذلك لمخالفته للقوانين
.
سماح حمـــد «المأذونة» تتحدى الرجال لتوفيق «راسين فى الحلال»