المستشار عثمان الكومى
المديـــــــــر العـــــــــــــام
علـــم الدولــــة : 
 | | موضوع: العيد وعنزة بوش 7/12/2008, 2:39 pm | |
| العيد وعنزة بوش كنت أريد هذا الأسبوع أن أكتب عن العيد ،مع أنه لم يعد للعيد منذ زمن
هذا المعنى الذي يحمل الفرح والبهجة والاحتفال والألفة والدهشة
،بل والشيء الذي يميز العيد عن سائر الأيام ..
ولا أريد أن أعود إلى قول حكيم الزمان وشاعر كل العصور ،المتنبي :
"عيد بأية حال عدت ياعيد.."،
فلسنا بحاجة إلى المزيد من جلد الذات وتعذيب النفس ،مع أننا
– نحن العرب –أدمنا المصائب والحزن على كثرة ما
"تكسرت النصال على النصال".
نعم كنت أحب أن أكتب عن العيد ،رغم ما أصبح عليه وما أصبحنا
نحن عليه،لولا أن جورج بوش ،وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في
البيت الأبيض،يأبى إلا أن يستفز مشاعرنا وينكد علينا حتى
الوهم بأن القادم علينا هو عيد..
تصوروا أن هذا الرجل الذي يستحق أن يطلق عليه بجدارة
"مجرم العصر"
،طلع علينا بخطاب يقول فيه إنه، وهو يغادر السلطة،يترك لخلفه
باراك أوباما منطقة الشرق الأوسط في وضع أفضل مما كانت
عليه عندما تولى الرئاسة..
هل هو العمى السياسي؟ أم هي فلسفة "عنزة ولوطارت؟!"
،أم هي الوقاحة في أعلى درجاتها ؟أم هو التوصيف الذي
يظهر الغاية من سياسات وممارسات على مدى ثماني
سنوات عجاف ،كان الهدف منها زعزعة المنطقة
،وإضرام الحرائق فيها ،وإثارة الصراعات
،وإشعال الحروب ،وتدمير الدول ،
وقتل وتهجير الملايين؟
منطقة الشرق الأوسط من منظار بوش
أصبحت في وضع أفضل،ولم لا؟
فجحافل قواته وقوات حلفائه الغازية ،التي اجتاحت العراق واحتلته،
قد دمرت هذا البلد ،وقتلت مئات الألوف من أبنائه،وهجرت الملايين
بعد أن فقدوا الأمن والمأوى وأسباب العيش،وحمل كل منهم مأساته
الأنسانية إلى خارج العراق المنكوب.وهي هي إدارة بوش التي عملت
على تقسيم العراق ،وشجعت على إطلاق الغرائز للنزعات الطائفية
والعنصرية والعشائرية بين أبنائه،وحولت العراق إلى وطن
مستباح من كل شكل ولون،وأخيرا جعلت احتلاله موثقا
باتفاقيات وعقود. ومع ذلك تأخذ الوقاحة بوش إلى
القول بأن العراق "يشكل اليوم نموذجا لدولة
معتدلة ومزدهرة وحرة!".
والفلسطينيون الذين تضاعفت مآسيهم في ظل إدارة بوش وعصابته
،مثال آخر بارز على "الوضع الأفضل"الذي أصبح عليه الشرق
الأوسط ،بعد أن شجعت إسرائيل،ولم تكتف بدعمها،على سياسة
القمع والعزل والمصادرة والاغتيال وإطلاق العنان لجرائم
المستوطنين،والوقوف وراء انقسام الفلسطينيين ،
ومن ثم حصار غزة وتجويعها..
وماذا عن لبنان وزعزعة استقراره وأمنه ،وإطلاق العنان لإسرائيل
لتشن حرب تموز وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمر البيوت
والجسور والمؤسسات ،ثم منع إسرائيل من أن توقف عدوانها
عندما منيت بالهزيمة على يد المقاومة اللبنانية؟
وماذا عن "الإرهاب" الذي انتهج بوش وإدارته سياسة الحروب
الاستباقية ،وأباح لنفسه انتهاك سيادة الدول وحرمة أراضيها
بحجة محاربة هذا الإرهاب؟
ماذا عن أفغانستان ،وماذا وماذا ..والقائمة تطول..
هذا ال "بوش"لم يكن وبالا على الشرق الأوسط فحسب ،بل كان
كذلك وبالا على بلاده والعالم ،الذي سيدخل قريبا في فترة
أعياد كئيبة هو الآخر ،بعد أن أدت سياسة بوش ،أو لعلها
أسهمت إلى حد كبير ،في الأزمة المالية والانكماش
الاقتصادي اللذين لاسابق لهما منذ نحو ثمانين عاما..
ومرة أخرى كنت لا أريد أن أقول
:"عيد بأية حال عدت يا عيد"
،ولكن الحال قادتني إلى هذا ،ومع ذلك لابد أن
:"يسعد النطق إن لم تسعد الحال"،
على حد قول صديقنا المتنبي أيضا..
وكل عام وأنتم بخير..  | |
|
