ماكين يتقدم قليلا.. وأوباما يغزوه في عقر داره

حقق مرشح الرئاسة الجمهوري جون ماكين تقدما طفيفا أمام منافسه الديمقراطي باراك اوباما في الوقت الذي اقتحم فيه أوباما أريزونا ولاية السناتور العجوز في محاولة طموحة لانتزاعها منه.
وأشار استطلاع للرأي أجراه معهد زغبي بالتعاون مع شبكة سي سبان الأمريكية، وأعلن نتائجه أمس، إلي أن ماكين تمكن من تقليص الفارق بينه وبين أوباما بواقع واحد في المائة ليصبح حاليا 1ر44 في المائة مقابل 1ر49 في المائة لأوباما. وجري الاستطلاع مباشرة بعد أن بث أوباما الخميس إعلانا لمدة 30 دقيقة علي عدد من محطات التلفزيون الأمريكية يتناول مشاهد من حملته الانتخابية منذ بدايتها ومقتطفات عن سيرته الذاتية وعن أسرته وبرامجه، وتبين أن الإعلان المكلف لم يضف إليه شيئا بينما تقدم ماكين نقطة مئوية واحدة. ويخشي من أن يقتطع ماكين جانبا كبيرا من كعكة المستقلين والمتأرجحين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، والذين يشكلون نحو 14 في المائة من الناخبين.
في الوقت نفسه أدلي نحو 23 مليون أمريكي بأصواتهم منذ بداية التصويت المبكر في سبتمبر الماضي، وأشارت الاستطلاعات الأولية إلي تقدم اوباما علي اعتبار أن أغلب من صوتوا كانوا من السود والديمقراطيين.
ويتوقع المراقبون أن يضرب الأمريكيون رقما قياسيا جديدا في الإقبال علي التصويت، مثلما سجلوا رقما غير مسبوق في التصويت المبكر. ويصل عدد الناخبين الأمريكييين ممن يحق لهم التصويت، إلي 218 مليون ناخب إلا أن عدد من يصوتون فعليا لايتجاوز 130 مليونا. وتوقع ديفيد بلوف، مدير حملة أوباما أن تزيد نسبة الإقبال علي التصويت كثيرا عن 68 في المائة من الناخبين المسجلين.
في الوقت نفسه يخطط أوباما لإحراز نصر كبير، حيث تمكن من التقدم في الولايات المتأرجحة وبلغ من جرأته أن غزا ولاية أريزونا التي يمثلها خصمه الجمهوري في مجلس الشيوخ بطائفة من الإعلانات. وقال أوباما إنه يريد أن يحقق النصر في كل مكان وأن أريزونا ليست مستثناة من طموحاته.
لكن حملة ماكين اعتبرت مايفعله أوباما بمثابة تبديد للمال في ظل استحالة فوزه بالولاية. وأشار استطلاع آخر للرأي إلي أن واحدا من بين كل سبعة أمريكيين يمكن أن يغير رأيه أمام صندوق الانتخاب مما يمنح ماكين الأمل في نيل نصيب من هذه الفئة وتحسين موقفه.
وراح أوباما ينتقل في الساعات الأخيرة من ولاية لأخري وركز تحركاته في الولايات التي صوتت في الانتخابات السابقة للمرشح الجمهوري، وذلك بعد أن توقف في ولايته شيكاغو لمشاطرة ابنتيه وزوجته الاحتفال بالهالوين. وتشير استطلاعات الرأي إلي تقدم أوباما في ولايات نيفادا، ونورث كارولينا، وفلوريدا، ونيو مكسيكو، وأيوا وهي الولايات التي فاز بها جورج بوش جميعا في الانتخابات السابقة.
وتتوقف نتيجة السباق بين ماكين واوباما علي تركيبة لا يمكن التكهن بها من الناخبين ستدلي بأصواتها في انتخابات بعد غد الثلاثاء. هل هم من الناخبين الجدد ام الناخبين الشباب، وهل هم من الناخبين السود أم من الضواحي ام الناخبين البيض أم من أصول لاتينية ام الناخبين الريفيين أو حتي الناخبين المترددين؟
وقال ستيفن شير المحلل السياسي في كارلتون كوليدج مينيسوتا " مسألة من الذي سيذهب الي صندوق الاقتراع أساسية لتحديد من سيصبح الرئيس القادم".
ويأمل اوباما في الحصول علي دعم قوي من الناخبين الجدد والمترددين خاصة السود والشبان، ليتجاوز إجمالي عدد الأصوات التي حصل عليها الديمقراطي جون كيري عام 2004 والتي بلغت 56 مليونا.
لكن مسئولين في حملة ماكين قالوا إنه ليس هناك دليل علي أن زيادة نسبة الاقبال ستغير بالضرورة من تركيبة الناخبين او كما يأملون فإنها ستغير النتيجة الثلاثاء. وتكهن بيل ماكينتيرف مسؤول استطلاع الرأي بحملة ماكين بأن يشارك ما بين 130 و135 مليون ناخب بحلول يوم الثلاثاء وهو ما يزيد عن عددهم عام 2004 بعشرة ملايين وعنهم عام 2000 بمقدار 25 مليون ناخب.
لكنه قال إن نسبة المشاركة تبدو أعلي في كل المجموعات السكانية مما يحتمل أن يحرم اوباما من اي أفضلية يكتسبها نتيجة لزيادة في عدد الناخبين السود والشبان. ويقول ماكينتيرف "يجعلون من الصعوبة بمكان التكهن بهذا السباق... لكنه في المجمل متقارب جدا جدا".
وتشجع نتائج التصويت المبكر المسئولين في حملة أوباما. وذكر مسؤولون في ولايات متأرجحة مثل فلوريدا وكولورادو ونيو مكسيكو ونورث كارولاينا أن عدد الناخبين الديمقراطيين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرا تجاوز عدد الجمهوريين وفي بعض الحالات بفوارق اكبر من عام 2004 .
وفي كولورادو ونورث كارولاينا يزيد عدد الأصوات المبكرة التي تم الإدلاء بها علي إجمالي عدد الأصوات عام 2004 بقرابة النصف. وفي ولاية فلوريدا التي تشهد مواجهة مهمة جري تمديد ساعات التصويت المبكر وتم الإدلاء باكثر من ثلث إجمالي عدد الأصوات التي أدلي بها عام 2004