المستشار عثمان الكومى
المديـــــــــر العـــــــــــــام
علـــم الدولــــة : 
 | | موضوع: انتقادات لرفض علماء السعودية تحديد رمضان فلكيا .. 26/8/2008, 12:25 am | |
| انتقادات لرفض علماء السعودية تحديد رمضان فلكيا .. 
رفضت هيئة كبار العلماء في السعودية اعتماد الحساب الفلكي في رؤية دخول
الأشهر القمرية، معتبرة أنه لا يشكل أساسا مقبولا لتحديد صيام شهر رمضان
المبارك وفطره.
ولقي قرار الهيئة انتقادات من أحد خبراء الفلك، الذي اعتبر في تصريح
لـ"إسلام أون لاين.نت" أن ذلك "تناقض" في موقف الهيئة، على أساس أنها
تعتمد الفلك في حساب مواقيت الصلاة، وتنكرها في إثبات الأهلة.
وجاء القرار بعد سلسلة اجتماعات مكثفة عقدتها الهيئة؛ لبحث إمكانية التنسيق
بين الرؤية الشرعية والمراصد الفلكية، لتحديد غرة رمضان المقبل، وبعد
النقاش تم الإجماع على اعتماد الرؤية لدخول الأشهر.
ونقلت صحيفة "المدينة" السعودية الجمعة 22-8-2008 عن رئيس هيئة
كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ قوله:
"إن علماء الأمة المحمدية أنكروا على القائل بالحساب،
ورأوا أنه قول شاذ لا اعتبار له".
واعتبر آل الشيخ أن
"من شكك في رؤيتنا وصومنا أو إفطارنا، فذاك دليل على قلة إيمانه
ونقص تصوره"
، مشيرا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- "قال قولا فصلا صريحا
(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا الشهر)،
وقال
(لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه)،
وقال
(نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب الشهر، هكذا وهكذا، وعد تسعا وعشرين)".
وأضاف أن "سنة رسول الله صريحة؛ لأن الصوم المعتبر به يكون بعد
رؤية الهلال، فإذا رأينا الهلال وجب أن نصوم"، مستشهدا بقول ابن عباس
أن أعرابيا "جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره أنه رأى الهلال،
فقال له أتشهد ألا إله إلا الله؟ قال: نعم، وأني رسول الله؟ قال: نعم، قال
فصام وأمر الناس بصيامه، وقال ابن عمر تراءى الناس الهلال فأخبرت
النبي -صلى الله عليه وسلم- أني رأيته فصام وأمر بصيامه".
وقال آل الشيخ "عند الرؤية البصرية المجردة يجب أن نصوم إذا ادعاها
مسلم معروف عدالته وحسن بصره".
أما عن الحساب الفلكي، فأكد أن "هذا لا قبول له في شرعنا، وشيخ الإسلام
ابن تيمية له رسائل في ذلك".
"تناقض"
في المقابل قال الدكتور خالد الزعاق عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء
والفلك: "حساب مواقيت الصلاة تعتمد على تحركات الشمس والقمر،
وهي نفسها التي يعتمد عليها في دخول الأشهر العربية، وهو ما يشير
إلى أن هناك تناقضا واضحا في التعاطي مع هذا الأمر لدى هؤلاء
العلماء، بالرغم من أن الصلاة أهم من الصيام، فهي الركن الثاني
، ولا تسقط أبدا عن المكلف".
واعتبر الزعاق أن قرار الهيئة: "ناتج عن لبس في فهم الموضوع؛
بمعنى إنهم لو فهموا الحسابات الفلكية لما قالوا إنها تعارض
الرؤيا البصرية".
وكحل وسط، اقترح الزعاق على الهيئة القبول بأن تكون
"الرؤية البصرية هي الأصل شريطة أن يتم تدعيمها بالحسابات الفلكية،
بحيث إذا تقدم شاهد برؤية الهلال، والقمر غير موجود فلكيا،
فإننا لا نقبل شهادته، ولو تعدد الشهود، والعكس صحيح..
بمعنى أنه إذا أثبتت الحسابات الفلكية وجود القمر،
ولم يتقدم للشهادة أحد فعليه لابد من إكمال الشهر
؛ لأنه لم يره أحد باعتبار أن الرؤية البصرية
هي الأصل".
"شهادة باطلة"
وفي رأي استباقي، قال الزعاق ببطلان شهادة من يقول إنه رأى هلال
رمضان يوم السبت الموافق 29 شعبان؛ لأن رؤية الهلال في ذلك اليوم
ستكون من الاستحالة بمكان؛ لأن الشمس ستغرب في ذلك اليوم في
السادسة مساء و39 دقيقة، بينما سيغرب القمر قبلها في تمام السادسة
و22 دقيقة، وذلك بفارق زمني يصل لـ17 دقيقة، بمعنى أنه لن يكون
هناك وجود للهلال في الأفق، وهو الأمر الذي سيكون على إثره يوم
الأحد متمما للشهر".
ولفت الزعاق إلى أنه من شروط رؤية الهلال الشرعي أن يتأخر غروب
القمر عن غروب الشمس؛ لأن الفقهاء يقولون لا رؤية لقمر غاب قبل
الشمس، أو غاب معها؛ لأن الأفق حينئذ سيكون خاليا تماما.
كما أشار إلى أن الحسابات الفلكية أثبتت أن دخول رمضان هذا العام
سيكون في الأول من سبتمبر المقبل، وهو ما يعني أن شعبان سيتم الثلاثين.
بدوره طالب الدكتور علي العمري، رئيس جامعه مكة المفتوحة في
تصريحات لـ إسلام أون لاين علماء الأمة بأن ينظروا لهذه القضية
بعين الاعتبار؛ بغية توحيد المسلمين في صيامهم وفطرهم"،
معتبرا أن هذا الأمر سيكون له مردود نفسي إيجابي على الأمة.
وفي كل عام يتجدد الجدل بين الشرعيين والفلكيين بالسعودية، حول
إثبات دخول شهر رمضان، وبالأخص في الحالات التي تجزم فيها
الحسابات الفلكية باستحالة رؤية هلاله، مقابل دعوات مجلس القضاء
الأعلى السعودي لعموم المسلمين لترائي الهلال.
| |
|
