طعن شرطيين أمام منزل وزير الداخلية

تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات طعن شرطيين أمام مسكن وزير الداخلية

16/07/2008

المتهم ميكانيكي «ملتح» من عزبة الهجانة غير مسجل أمنيا ارتكب الحادث وهو يهتف: «الله أكبر»
كان يحمل خنجرًا وسكينا وطعن الشرطيين من الخلف عقب عودة الوزير إلي مسكنه
كتب: منصور جمال الدين ـ عادل عبداللطيف ـ فاطمة عبدالله ـ ياسمين أبوحباجة ـ محمد أبو الدهب
بدأت مباحث أمن الدولة في إجراء تحقيقات مكثفة، وجمع المعلومات لكشف ملابسات الحادث الذي وقع، مساء أمس الأول، بالقرب من مسكن حبيب العادلي، وزير الداخلية، بمنطقة المهندسين.
وذكرت التحقيقات الأولية أن شابا ملتحيا يرتدي جلبابا أبيض استل خنجرا وسكينا كان يخفيهما بين طيات ملابسه وسارع بطعن شرطيين من الطوق الأمني المعين لحراس مسكن الوزير، عند تقاطع شارعي الإسراء ولبنان، وهو يهتف: «الله أكبر.. الله أكبر» فأصابهما بطعنات بالغة، إلا أن أحدهما تحامل علي نفسه وأطلق الرصاص من مسدسه علي الشاب، فأصابه برصاصتين استقرت إحداهما في كتفه وأخري في فخذه مما أدي إلي سقوطه مضرجا في دمائه، علي بعد خطوات من الشرطيين عندما كان يحاول الهرب من مكان الحادث.
وفي لحظات تحولت المنطقة إلي ثكنة عسكرية، خاصة أن الحادث وقع عقب وقت قصير من عودة وزير الداخلية إلي مسكنه، قادما من مكتبه، يتبعه «الركب الأمني» الذي يرافقه في جميع تحركاته، وانتقلت قيادات وزارة الداخلية من الأمن العام ومباحث أمن الدولة ومديرية أمن الجيزة وعقب إصابة المتهم والتحفظ عليه سأله أحد أفراد حراسة مسكن الوزير: «أنت عارف أنت فين دلوقتي؟» فرد المتهم المصاب:«أنا قدام منزل وزير الداخلية» لكنه لم يبرر ارتكابه الحادث ولم يتبين بعد ما إذا كان ينتمي إلي جماعة أو جهة معينة أم لا.
وفسر بعض المراقبين الحادث بأنه يستهدف وزير الداخلية الذي كان قد عاد لمسكنه قبل قليل من وقوع الحادث واعتبروه تعبيرا عن يأس الجاني وتخبطه وإحداث نوع من البلبلة و«الشو» الإعلامي لارتكاب الحادث قرب مسكن الوزير، وأوضحوا أن المحاولة تفتقد للتخطيط والإدراك السليم وعدم وضوح الهدف من ورائها.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المتهم ، ميكانيكي سيارات، يمتلك ورشة بمنطقة عزبة الهجانة،ولم يفسر كيفية أو سبب حضوره إلي منزل وزير الداخلية واسمه أحمد جودة،26سنة.
ووفقا لرواية شهود العيان، كان جودة يسير بشارع الإسراء، وفجأة استل خنجرا من بين ملابسه وأسرع بطعن الشرطيين بإصابات قاتلة، ثم راح يردد كلمات غير مفهومة بعد إصابته.
وأصدرت وزارة الداخلية بيانا رسميا، ليلة أمس الأول، عقب الحادث، خلال من أي إشارة لوقوع الحادث قرب مسكن الوزير، واكتفي بالإشارة إلي قيام الجاني بطعن شرطيين عند تقاطع شارعي الإسراء مع لبنان، أثناء تفقدهما الحالة الأمنية بالشارع في تمام الثامنة والنصف من مساء أمس الأول.
وكشفت تحقيقات النيابة أن المجني عليهما هما إبراهيم السيد، أمين شرطة بقسم العجوزة، وتامر محمد، أمين شرطة بمباحث قسم الدقي، ونقلا إلي مستشفي الشرطة بالعجوزة، حيث تعذر قيام النيابة باستجوابهما حتي أمس.
كما أجريت عملية جراحية للمتهم لاستخراج رصاصة استقرت في فخذه.
وفور تحديد هوية المتهم داهمت مباحث أمن الدولة مسكنه في عزبة الهجانة واعتقلت أفراد أسرته واستجوبتهم، كما كشفت ملابسات الحادث ومعرفة ما إذا كان المتهم متورطا في أنشطة إجرامية، أو منتميا إلي جماعات متطرفة.
وانتقلت النيابة العامة لمعاينة مكان الحادث وتبين أن الشرطيين المصابين من بين الطوق الأمني لمسكن الوزير وكانا يقفان بالقرب من الباب الرئيسي للمسكن.
وانتقل عبدالرحمن حزين، مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، إلي مستشفي الشرطة، وتبين إصابة أمين الشرطة الأول بطعنة نافذة في الظهر بينما أصيب الثاني بطعنة نافذة أسفل الكتف اليمني من الخلف وأجريت لهما عمليتان جراحيتان صباح أمس، وأوضحت التحقيقات أن الجاني غافلهما وطعنهما بسكينين من الخلف. حيث كان يحمل خنجرا وسكينا آخر، ضبطا بحوزته.
وكشفت تحقيقات مباحث أمن الدولة أن المتهم غير مسجل جنائيا، أو سياسيا. ولم يعثر بحوزته علي أوراق هوية تؤكد شخصيته وهو الذي أخبر ضباط الشرطة عن شخصيته قائلا إن اسمه أحمد جودة ويعمل ميكانيكي سيارات في عزبة الهجانة.
وقد عينت حراسة أمنية من أمن الدولة وأمن الجيزة عليه داخل المستشفي لحين استكمال التحقيقات معه.
واستمعت نيابة حوادث شمال الجيزة، أمس، إلي أقوال أحد الشهود الذين تواجدوا أثناء وقوع الحادث.
وقال أحمد صابر فرج، أمين شرطة مرور بشارع لبنان، إنه شاهد مواطنا يحمل سلاحا أبيض أسرع إلي فيللا الوزير وطعن أمين الشرطة من الخلف حتي سقط علي الأرض وعندما شاهده أمين شرطة آخر أسرع إليه الجاني وطعنه في صدره مما جعله يطلق عليه الرصاص، وأضاف: «في أقل من خمس دقائق حضرت المباحث وسيارة الإسعاف لموقع الحادث، وتمكنوا من نقل المتهم وأحد أمناء الشرطة إلي المستشفي ولم يروا أمين الشرطة الثاني الذي سقط مغشيا عليه، وعندما شاهده أحد المواطنين المارين بالشارع نقله بسيارته الملاكي لمستشفي الشرطة».
ولاتزال النيابة تباشر التحقيقات