استنساخ الكائن واستنساخ الهوية

بسم الله الرحمن الرحيم

ان استنساخ الحياة الحية يتهدد المعتقدات الدينية والقيم الروحية والأخلاقية ... وشيئ رائع أن نتصدى لهذا العمل الذى

يتحدى ارادة الله وفطرته فى الخلق .... والله غالب على أمره .... ولكن هناك استنساخ من نوع آخر لا يقل خطورة هو

استنساخ أشكال الحياة الاحتماعية والسياسية والفكرية والاعلامية ... طبعا هذا ليس تقليلا من شأن استنساخ الخلق

فالقضية واحدة ........ فقد تم استنساخ دول وشعوب كثيرة باسم العلمانية ... والخطر يشملنا لفرض نسخ

لهويتنا وثقافتنا وسلوكنا فأصبحنا نتغنى بحشر كلمات أجنبية فى لغاتنا واعلامنا ... وأصبح الشباب

العربى يرقص على نغمات " الروك أند رول " ... ما معنى أن تدفع الكثير منا الاعلانات

لافراغ جيوبنا فى شراء أشياء لا نحتاجها والغالبية العظمى من شعوبنا تئن من الفقر

والجوع والمرض ... أليس هذا انتزاع لخصاص ديننا فى التكافل وحق الفقراء

فى زكاة المال وبهذا المعنى يكون استنساخ شروط وجود الكائن أخطر بما لايقاس من استنساخ الكائن نفسه فعلى الأقل

تبقى فى الثانى فرصة للتباين والاختلاف أما فى الأول فلا أمل اطلاقا .... ويذكرنى هذا المشهد باستنساخ

اليهود للنعجة " دوللى " فالنحزن قليلا من أجل دولى لأنها نموذج لاستنساخ الكائن ولنغضب من أجل أنفسنا , لأننا

نموذج لاستنساخ الهوية والفطرة والشروط

(( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم

ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))

(الروم 30 )

استنساخ الكائن واستنساخ الهوية 960891