أزمـــــة ضميـــر
في أحد الفنادق الفخمة في ألمانيا كتبت العبارة التالية
(( إذا شعرت بالأرق فليست أسرتنا هي السبب
فهي وتيرة و مريحة لكن ربما المشكلة في ضميرك ))
عبارة رائعة و حكيمة فالأسرة في ذلك الفندق مريحة و نظيفة
و مرتبة لكن لو شعرت بالأرق فانظر في داخلك
هناك نداء داخلي يزعجك اسمه الضمير
فطرة زرعها الله تعالى في نفوسنا جميعاً
و رادار يحرك القلوب
عندما تظلم أحداً فإنك ستشعر بالأرق مهما كنت طاغية
لا بد أن تحس بالكراهية لنفسك ببعض الخجل من نفسك
ربما تكابر و تحاول أن تتجاهل ذلك الشعور
لكنه سيلاحقك و يتعبك مهما فعلت
الضمير
إنه صوت تسمعه كلما طغيت و ظلمت و تجبرت
كلما خرجت عن إطار الأخلاق و المثل و القيم و الفطرة السليمة
نام ضمير الكثيرين لكن صدقوني ليسوا مرتاحين في داخلهم
و لو اقترب منهم الموت سيظهر خوفهم الداخلي فوراً
فكم من شخص أكل مال أقاربه
و عندما أتته مصيبة خاف و رد الحقوق إلى أصحابها
ربما هناك نماذج شريرة لا تهتم لما تفعله
و لا تتعظ بالعقوبــات الإلهية و هم كثر
لكن صدقوني هم يحتقرون أنفسهم
و يشعرون بالألم القاتل
و يحاولون تجاهله و التعايش معه
حتى عندما يقـــوم أحدنا بذنب ما
يحاول الهروب من كل الأعين
و يبقى خائفاً طتــــوال حياته
إنه خوف من عذاب الضمير
من عقوبة إلهية لا بد منها في الدنيا أو في الآخرة
أو خوف من أن تكشف أعماله السيئة أمام الناس جميعاً
المهم أن الأرق داء يصيب كل من باع ضميره
لا تظن أخي أنك إن ظلمت أحداً فستكون بعدها مرتاحاً
أبداً سيظل الأرق يلازمك
و ستسمع صوتاً يتعبك و يضنيك
فما أجمل أن تنام براحة و سكون
دون أن يلاحقك ذلك الصوت
ذلك النداء الداخلي المزعج و المؤلم
راجع أعمالك و تصرفاتك
تذكر الناس الذين ظلمتهم و آذيتهم
تذكر قدرة الله عليك و رد الحقوق لأصحابها
و تب إلى الله و صحح مسارك
جرب تلك الوصفة و ستنام مرتاحاً
وتذكر ما قيل في الفاروق عمر بن الخطاب
رضي الله عنه عندما شاهده رسول كسرى
ينام بكل سكينة و دون خوف
أمنت لما أقمت العدل بينهم ---فنمت فيهم قرير العين هانيها