الاستاذ/المعتز عضـــــــــو جديــــــــــــــد
علـــم الدولــــة :
| موضوع: مأســاة عود البــوص 11/1/2010, 2:28 pm | |
| مأســاة عود البــوص يا عود البوص : بدأت كلامي بندائك ، ووضعت بين حروفه شفقتي عليك . وأواسيك بقربان الأسف على سوء حالك ، وتبديد أمالك ، ووضاعة وظيفتك ، فحقاً لست في مكانك . وأدهشني أني لمست فيك حزناً وخجلاً . وكأنك أتيت بقدميك إلى هذه المقهى ، وغرست نفسك في هذه القارورة ؛ لتكون بوصة للجوزة . وأنت بريء من ذلك . يا عود البوص : لقد ذهب اللئام إلى الشطأن ، واقتلعوك من الجذور ، ومزقوا قمصانك الخضراء . وأنت من براءتك فرحان وتقول : لقد وجدوا فيا عودَ بوص غليظاً ومتيناً وسألتحق برفاقٍِِ من جنسي لنُرص على عروق الخشب وقد ضمتنا الخيوط وليضعوا فوقنا قشاً وطيناً . لنكون سقفاً للدار وأهل الدار . نحمي معاشهم من لهيب الشمس وبلل الأمطار . أو أقف صامداً مع الإخوان وقد جعل منا حائط يجلس في ظله زير ليبرد ماؤه فيرتوي منه الظمآن وليشرب منه عابر السبيل . ولكن أخذ اللئام في تقطيعك بالسكين قطعاً قطعاً . كل قطعة بطول ذراع وأخذوا أحسن قطعتين وتركوا باقي أشلائك في العراء . ولم تعترض !! وقلت : ُقطعتُ لأكون خيال مآتة في الحقول . فأُخيف العصافير من أكل حب الحقول ولكن اخذوك بعيداً عن الحقول . فجاء بخاطرك أنهم سيصنعون من لحمك وأنساجك المطياعة سبتاً يحمل الخبز والأشياء فقد سئموا الأكياس السوداء . وأخيراً ألقوا بك على هذه المنضدة في المقهى . ونشرت رائحتك المعروفة في الهواء كأنها صرخات إستغاثه طلباً للنجدة ، ورجاء لإثارة الشفقة والرحمة ، لكي لا يجعلوا منك بوصة للجوزة . ولكن لم يشم أحد رائحتك .... يا عود البوص .
| |
|