ولو بعـــــــــد حين
السلام عليكم
رسالة أوجهها لكل مظلوم
و ما أكثر الظلم في أيامنا
و ما أكثر الظالمين و الطغاة و المتكبرين
الظلم إخوتي كلمة مشتقة من الظلام
و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا تظالموا فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
فالظلم ظلام يخيم على الأمة و على الناس و المجتمع
الظلم ظلمة في قلوب الظالمين تدفعهم إلى ظلم الناس
الكثيرون منا تعرضوا للظلم و عرفوه و ذاقوه
أمتنا كلها تتعرض لظلم رهيب شديد حيث تكالب الجميع عليها
لينهشوا لحمها و ينهبوا خيراتها
ظلم الشعب الفلسطيني العربي المسلم و قتل بوحشية و إجرام
و سكت الجميع بل و شارك حتى بعض الخونة من أبناء
جلدتنا الذين خلعوا جلدهم في الحرب عليهم و بكل
خسة و جبن ووقاحة و ما يزالون
ظلمت العراق و احتلت أرضها و نهب نفطها و سرقت خيراتها
بحجج واهية و ظلم دولي رهيب شديد أثار النعرات الطائفية
في العراق و سبب الكثير من المذابح باسم الحرية
و الديمقراطية
ظلم الكثيرون منا كأفراد ظلم من هنا و هناك
هذا يظلم أخاه و يأكل ماله ، و آخر يظلم الناس
و يتكلم عن أعراضهم و شرفهم دون وجه حق
و هذا من طرد من وظيفته ظلماً ، و هذا
من أهين و شتم و اتهم ظلماً
لا تقلق أيها المظلوم و الجأ إلى ربك العلي العظيم
و كن على ثقة بأن الظلم لا يدوم
و أن الحق سيظهر و أن الله ناصرك و لو بعد حين
كما قال تعالى في الحديث القدسي لكل نفس مظلومة
لأنصرنك و لو بعد حين
فاصبر و تذكر كم ظلم الأنبياء عليهم صلوات الله و سلامه جميعاً
و اتهمهم قومهم بالجنون و السحر و الكذب و صبروا
و قاوموا حتى أتاهم نصر الله
حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا
فنجي من نشاء و لا يرد بأسنا عن القوم المجرمين
هدد الكفار الأنبياء بالقتل و الطرد و التعذيب فجاء الرد الإلهي
حاسماً و انتصر الحق بصبرهم و توكلهم على ربهم
سبحانه و تعالى
وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من قريتنا أو لتعودن في
ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ، و لنسكننكم
الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي و خاف وعيد
و أنت أيها الظالم إياك أن تغتر بقدرتك على الظلم
إياك أن تغتر بحلم الله تعالى عليك
و اعلم بأن حسابك قادم
و أن دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب
وكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
اتقوا دعوة المظلوم فليس بينها و بين الله حجاب
انتبه أيها الظالم و رد الحقوق لأصحابها
و إلا فانتظر عقاب الله تعالى
و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
و المظلوم منصور في الدنيا و في الآخرة و لو بعد حين
إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا
و يوم يقوم الأشهاد ، يوم لا تنفع الذين ظلموا
معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار
و أخيرا أنبهكم لنوع آخر من الظلم الا و هو ظلم النفس
إياك أخي أن تظلم نفسك و تشرك بربك أو تعصيه
و تصر على معصيتك
فهذا من أبشع و أشد أنواع الظلم
و لنكن جميعا على ثقة
أن الحق لا بد منتصر مهما طال الظلم
فالحق أبلج و الباطل لجلج
لا تظلمن إذا ما كنتـن مقتدراً
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلـــوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب
قل جاء الحق و ما يبدئ الباطل و ما يعيد
قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
