نبضــات قلــب
ترى.
هل استيقظت ذات صباحٍ مؤلم
فشعرت برغبة بالبكاء
حين شعرت -فجأة- بالحنين إلى الماضي..؟
ترى..
هل كنت تعد الأيام
وتسابق الأحداث
تحلم بالمستقبل المشرق.. والأيام الجميلة
وحينما رَحَلَت -أدركت متأخرا-
أن الأيام التي رحلت كانت الأجمل.. والأكثر إشراقاً ..؟
ترى..
هل تأملت في أعماق نفسك
وأدركت كم تغيرت
فتمنيت لو يرجع الزمن إلى الوراء
لتعود البرآءة..
وتستوطن قلبك من جديــــــــد..؟
* نبضات قلب*
هي خربشات..!
ظلت مرسومة على جدار قلبي.
فقررت إطلاقها
فتابعوني
هناك
بعيدا جدا.. حيث أنتم.. يسكن قلبي..!
يأبى أن يغادر عالمكم
يرفض أن يستنشق غير عبيركم
تمطرهُ قلوبكم الطاهرة بالإيمان
لتغسل همومه.. وتعيد الخفقان إليه..!
حين حان الرحيل..وغادرتكم
رأيت سعادتي تحولت لطائر جميل
حلَّق بعيدا.. بعيدا جدا
واستقر حيث أنتم
وسكن قلبي معه
لم أكن أتخيل أنني سأرحل
كان بيني وبين ذلك المكان علاقة حب عجيبة
كل شيء فيه مختلف.. كل شيء كان قريب مني
الشمس.. القمر.. النجوم.. كم أحببتها هناك
كلها علمتني أن أضيء
وإن احترقت.. وإن تألمت.. لا يهم
فالعطاء نُبل .. وأي نبل..!
المطر.. آه.. كم أفتقده
يهبط فتسيل أنهار الأمل في قلبي
وتنمو شجيرات الفرح
فأغدو طفلا.. يبلله المطر.. ونلعب به
هناك
ظلت ابتسامتي
ورفضت أن ترحل معي..!
هنــــا
أصبحت الشمس كئيبة على غير عادتها
حزينة بدونكم
حتى غروبها لم أعد أراه..!
فقد حجبته تلك البنايات التي أمقتها
وحرمتني منها
هنـــا
حيث تذبل زهرتي
كل شيء جامد
لا يتغير
لا يحترق
لا يتبخر
لا يتكثف
لذلك.. فشلت كل محاولاتي بأن أنصهر فيه..!
في هذا المكان
كل شيء ثابت.. ثابت.. ثابت
وهناك
كل شيء يتحرك.. ينبض.. ليعطي
في كل يوم أحلم بالعودة
أسطر أغنيات الشوق
أجهز حقائبي
وحينما يصطدم حلمي بالواقع
تقهقه الأشياء.. كلها تقهقه..!
عدا دموعي
وحده قلبي يظل معكم
حيث المكان يغرق بالمطر.. وكل الأشياء تتحرك!.
تتعالى ضحكاتهم.."بيتي أجمل
كلا بل بيتي أجمل وأكبر..!"
هنـــا
في نفس هذا المكان .. كنت أنا..!
كنت هنا..
وبقعٌ من الوحل استقرت على أنفي وشعري
ولطخت ثيابي
كنت هنا
ابني بيتي الطيني.. عفوا.. بل قصري الجميل..!
كانت هي
أيضا تبني بيتها.. وتزينه بالورود الملونة بألوان قوس قزح..
أو هكذا كنت أظنها..
ثم.
.. "بيتي أجمل.. كلا .. بل بيتي أجمل وأكبر..! "
يتعالى الصراخ.. تهدم بيتي..
لا أبكي..! بل أهدم بيتها ببساطة..!
تمطر السماء مجددا.. ونعود للعب من جديد
قفز سؤال إلى ذهني.. .. ترى.. أين هي الآن..؟!
جلستُ بجانب أولئك الأطفال.. ألعب بالتراب.. وأبحث...!
لا تسألوني عن ماذا أبحث..!
فأنا لا أدري..!
ربما عن طيف صديقتي.. أو عن بقايا ذكرياتي..!
صديقتي
ترى أين أنتِ الآن..؟
هل ما زلتِ تبنين أحلامكِ..كالسابق..؟
صديقتي
كيف تنسينا الأيام من قد قضينا معهم أجمل أوقاتنا..؟!!
أواه يا صديقتي..
لقد بنيت أحلام كثيرة.. فهدمتها رياح الحقد..
لقد تعبت..
تعبت كثيرا من إعادة بنائها..
وهم ما تعبوا من هدمها..!
صديقتي الغائبة
كم أتمنى لو تمطر السماء
لتغسل آثار اليأس الذي يلطخني
لكي أعود وأبنيها بفرح
كما كنت أبني بيتي الجميل
في ذلك الزمن الجميل
أتسائل دائما
لماذا يخونني قلمي عندما أكون بأشد الحاجة إليه..؟
هل لأن الحروف " قاسية"..
لدرجة أنها تـتـكـســر .. و تـتـبـعـثـر..!
ربما...
أو ربما
لأن المشاعر تكون أكبر بكثير من كل الكلمات..؟
ربما أيضـا..
لكن الأكيد.. أنني عاجزا عن وصف شعوري..
وصف حروفي..!
على كلِ ..
سرقت أنفاسي.. وتوجهت بها نحو السكون
حيث لا شيء يتحرك عدا قطرات من الدموع
انزويت عن العالم
حتى وجدت نفسي وحيدا
تناثرت الذكريات حولي
وعطرت المكان بعبق الأشواق
عند ذلك أمسكت قلمي
لعله يبوح قليلا..
وينفس عن روح تختنق بصمت..!
تسعدنا الحياة
ثم ما تلبث أن تبث همومها فينا
وتزرع فينا الألم
وتسدل الستار عن حكاية جميلة
هكذا فجأة
تفزعنا صافرة الوداع
تنبئ بقرب موعد الرحيل
وتنهي الحكاية الجميلة..!
حينها
نرحل إلى المجهول
مع حقيبة مليئة بالذكريات.. تزيدها الدموع ثقلا
أرحل بصمت
وأترك خلفي روحي التي رفضت أن تغادر مكان أحبته
لكن
إنه القدر..!
نعم
الرحيل المر قدر
لكن الذكريات عزاء
والأمل حياة
إن مرارة الألم..ليست في تلك الأيام
التي نعيشها مع من يعادوننا
ولكنها تلك اللحظات
التي نودع بها قلوب أحببناها
وأماكن عشنا بها
مؤلمة جدا
تلك اللحظة التي نقف فيها ونلوح بأيدينا
لنقول
وداعا
لكن
لنحيي في داخلنا الأمل
ولنزرع بذوره
وسنعود بالتأكيد
هنا
أوتحت ظل عرش الرحمــن..!
