كانت هناك إمرأة فى بنى اسرائيل فقيرة تبيع الغزل كل يوم بدرهمين وتشترى بنصف الثمن طعام والنصف الاخر صوف تقوم بغزله لتبيعه فى اليوم التالى وهكذا هى حالها كل يوم وفى احد الايام وهى ذاهبة الى السوق واذا بطائر يقترب منها ويخطف الغزل ويبتعد بعيدا ويختفى فى السماء فتنهار المرأة بعد ان فقدت طعام اولادها ومصدر رزقها الوحيد فذهبت الى نبى الله وقالت له ان ربك ظلمنى واخذت تشتكى وتنوح وهى تقول هل هذا عدل اين العدل واين الرحمة واخذت تنوح وتتكلم ونبى الله صامت يستمع اليها بهدوء ليرى ماذا سوف يقول لها واذ به وهو على هذا الحال والمرأة على حالها من الصياح والنواح
بمجموعة من البحارة يدخلون عليه ومعهم الفان من الدنانير يقولون له اعطها من يستحقها
فقال لهم النبى ومن الذى يستحقها فقالوا له اننا كنا فى البحر وفجأة حدث ثقب فى المركب ولم نجد ما نسد به هذا الثقب واشرفنا على الغرق فقلنا لو انجانا الله لنخرج الفان من الدنانير فى سبيل الله واذا بطائر كبير يلقى علينا غزل كان كافيا لسد الثقب وانجانا الله بهذا الغزل فحضرنا اليك بالمبلغ لتعطيه لمن يستحقه
فنظر النبى الى المرأة وقال لها اليس هذا هو العدل والرحمة اخذ منك درهمان واعطاك الفان
فشكرت المرأة ربها وعلمت ان الخير كل الخير فيما اختاره لها ربها
