نظرة عابرة الى غير المرئى من المعمار الكونى ....

بسم الله الرحمن الرحيم


(( والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك

يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ))

( النحل 81 )

نحن نرى وندرك محصلة الأشياء وليس جوهرها

كل المواد والطاقات التى يتكون منها العالم الأرضى تؤثر فى بعضها بما ينفع الانسان ... ككائن .. حى

لله فى خلقه سنن توجهنا الى معرفة هذه الآية الكريمة ... كل قدر علمه وطاقته

العلاقة بين الصورة المادية والصورة الموجية (علم الضوء ) أو الطاقه تبدوا فى هذه الآية ...

" والله جعل لكم مما خلق ظلالا "

الظلال أنواع شتى منها ما نراه ومنها ما ندرك تأثيره دون أن نراه

توجد فى الآية معادلة علمية لا يحلها الا العقل ... فجاءت قدرات العقل صريحة الذكر فى نهايتها ( لعلكم تسلمون )

الخلق هو انشاء البداية والجعل هو تخصيص نهاية (وظيفه )

نستطيع أن نقول أن الحق سبحانه وتعالى كما جعل الروح والنفس غيبا لا يمكن ادراكهما الا بآثارهما .. فانه جعلجوهر

ما نطلق عليه مادة غيبا ... حتى نظل على يقين بوجود الله ... والظل هو أحد هو أحد وسائل الحفظ التى

وضعها الحق جل فى علاه وجعلها سببا للحماية والوقاية وأنواع الظل كثيرة ولكن المحصلة

هو ... ما نراه فالنظرة المسطحة هى الظاهر ... وفى بداية الآية والمتعلق

بالظلال وهو ما يتعلق بعالم الأشياء من هواء ويابسة ( الخلق )

نرى فصلا بين الخلق والجعل لأن الخلق تعنى الايجاد

والجعل تعنى الوظيفة أو الفائدة فكل مخلوق

له ظل فاذا نظرنا الى الانسان نجد

أن السمع هو وظيفة للأذن

والفؤاد وظيفة للقلب

وهكذا ...

ويعرف الظل بأنه أثر منع شسئ لتأثير شيئ آخر ... فمثلا ضوء الشمس الساقط على ورق الشجر يمتنع عن الوصول

الى الأرض فيتكون الظل ... وينطبق هذا على أى جسم معتم ... وذكر الظلالا بصيغة الجمع يعنى تعددها

فالشمس ليست فقط طاقة ضوئيه ولكنها تحمل معها طاقات أخرى غير مرئية مثل الأشعة الكونية

وغيرها من الطاقات التى تضر الكائنات الحية على الأرض فيحجبها الهواء الجوى

كليا أو جزئيا مكونة ظلالا غير مرئية لحماية الأحياء على الأرض

كذلك الموجات الكهرومغناطيسية وأشعة جاما

ولقد وجد العلماء أن كل عنصر يتكون من ذرات ذات نواة مركزية وما بين الالكترون المدارى والنواة فراغ نسبى هائل

ولكن وجود مستويات الطاقة المدارية المختلفة تحفظ النواة فلا تسمح بمرور ما يقضى عليها وهو نوع من الظلال

غير المرئية ... وقد وجد العلماء أن حجم المادة ( حجم النواة ) يقل بدرجة لانهائية اذا انهارت ذراتها

بانتهاء أداة الفظ ( الظلال ) .... واستنتج العلماء أنه لولا رحمة الله وفضله بابقاء هذه الظلال

والقوى الحافظةلانهارت الكرة الأرضية وتحولت الى ما يسمى بالثقب الأسود بحجم لا يزيد

عن حبة العدس .... وما أمر حفظها الا الى الله الحافظ ولقد أشار القرآن الى هذا

فى قوله تعالى :

(( ان الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا ))

( فاطر 41 )

اذن ماذا يحدث اذا اختفت هذه الظلال ..........

لقد أصاب الله بها قارون .... ولكن فى حدود مقام قارون ... بحساب وتقدير ...

لقد عطل الحق سبحانه وتعالى قانون الحفظ المادى فاختفت الظلال

ظلال الححظ لداره وبدنهفلم تحمله الأرض بل ...

.... ابتلعته فى جوفها

وفى القرآن الكريم ما يدل على امكان حدوث ذلك بقوله تعالى :

" يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار "

( ابراهيم 48 )

كذلك :

" وسيرت الجبال فكانت سرابا "

(النبأ 20 )

كدليل على اختفائها وانتهاء وجودها ... وما لها من خصائص

وفى الختام .... تنتهى الآيه بقوله تعالى ..... " لعلكم تسلمون " ... لأن القضية عقلية ... حتى يتمكن الانسان من دراستها

ويتدبر معانيها ويصل الى .... التسليم بقدرة الله سبحانه ... وبعدها لا يلومن الا نفسه

مع ملاحظة أن الله لم يستخدم كلمة آمن ... لأنها لا تستخدم الا مع القلب

أما التسليم فان قضية عقلية