أرض الــكــنــــــانــــــة

أرض الــكــنــــــانــــــة

* شعر أحمد غنيم *

يا مـصــرٍُ مــالكِ تـرفــضــيــنَ عـنـاقـــــي
والــقــلـــبُ فـــي جــمـــرِ مــن الأشـــواقِ

إنـــي صـــبـــرتُ عـــلــي فــراقــكِ مُرغما
وصــهــــرتُ أجـــبـــــالا مـن الإحــــــراق

والــدمــعُ يـــروي كـــلّ قـــافـــيـــةٍ بـــدتْ
مــثـــل الــصـــواعـــقِِ فـــي لـظـى بــرّاق

والصــبـــرُ خــالــفَ نـهــجــه فــي مهجتي
كـالـــشــمــسِ غــابــتْ لــحـظــة الإشراق

إنــي حــمـــلـــتُ صـخــورَ أهــرامِ الـدنـــا
والأن يـَـحـــمـــلُ ضِــعــفــهــا إرهـــاقـــي

يا مــصــرُ مـالـكِ هـــلْ أصـابـكِ مــقـتـلـي؟
مــن لـــعـــنــــةٍ بـــزواحـــفِ الأشــــــداق

ظــمـــئــتْ ســواقــيـــكِ الـتـي قـد أظـمـأت
كـــل الــحــقـــولِ بــيــأسنـــا الــخــنــّـــاق

والــنـيــلُ يـــروي غــيـــر أرضـــكِ مجبرا
والآن نــــرويــــــه بــــدمـــع ِمـــآقـــــــي

ظــنّ الـســمــيــــذعُ أن مـــصــــرَ ذلــيـلـة !
حــتـــى أذاقَ الــشـــعـــبَ مــــرّ مــــــذاق

ســـرقَ الــكـــنـــوزَ بـــلا ضـــمــيـرٍ يتقى
والـشــعـــبُ فــــي غــســـقٍ وفــي إمـلاق

مــاذا جــــرى يـــــا ربُ حــتــى أصـبحــتْ
أرض الـكـنـــانــــةِ فــــي فــســـادٍ بــاقــي

خـــانـــوكِ يــا مــصـــرَ الـكـلابُ وأشعـلوا نـــارَ
الـــضــغــيــنــةِ دونـــمــــا تــريــاق

ســرقــوا حــيـــاءكِ وابــتــســامـة شعـبنا
ســرقــــوا جــمــالَ الـشـعـرِ مـــن أوراقي

يا مــصـــرُ مــا لـك لــن تــمـــوتَ ربوعنا
والــخــيـــرُ كـــل الــخـيـــرِ فــي إشـراقـي

أطــعــمـــتِ يــا مــصـــر الجـياعَ بســبـعة
والـسـنـبــــلاتُ الـــخــضــرُ فــي أعـمـاقي

وفــعــلـــتِ فــعـــلَ الـعــلـمِ في أهـل النهى
وفــعــلـــتِ فــعـــلَ الــغــيــثِ فـي الإغِداق

الآن لا يــجـــدُ الــكــبــيـــرُ مـــكـــانــــــه!
والـــقـــــزمُ دون مــــكـــــــارمِ الأخــــلاق

صـــابَ الــكــنــــانـــة بـالـسـفــاهة والبلى
أ وظــــــن أن الـــعـــــزَ فــي إغـــراقـــي؟

الـمــلـك ُ كــــل الــمــــلـك دون كــنـانــتـي
زبــــــدٌ بــــــلا قــــــدرٍ بــلا إسـتـحـقــاق

إنـا الــكـــواســـــرُ والــجــبـــابـرُ والحـمى
إنــــا رعـــــودُ الــــــبـــرقِ والإصــعــــاق

فاســـألْ صـــلاحَ الـــديـن عن أرضِ السيا
سةِ والــشــجـــاعـــةِ فــي حـمـى الآفـاق

واســألْ جــبـــابـــرة الــتــتــارِ وجـنـــدهمْ
عـــــن جـــنـــدنــــا فـــي لـحـظـةِ الإطباق

مـــثــــل الــصــلــيــبــيــن لاقــوا حـدفـهـم
يــــــوم الـــطـــعــــان بــقـــدرة الـخـــلاق

واســألْ صــهـايـنـــة الـيــهـــود وقــدرهمْ
تــحـــت الــحــجـــافـــل والــدم الـمـهـراق

لــعــنـــوا الــوغـــى لـمــا بــدا يـوم الـلـقـا
والـــذعــــرُ يـنـهــشُ رجــفـــة الأحـــداق

وتــرى الــفــراعــنــــةَ الـشــــدادَ كــأنـهـم
مـــوجُ الــمــنـــايا والـجحــيـمُ الـســاقـــي

حــيـــن الـلــقــاءِ تــقــطــعــتْ أشــلاؤهــم
وكـــأنـــهـــــم جـــثـــثٌ بـــلا أعـــنــــــاق

عــرفـــوا قـــتــــال الــعــاشقــيـن لأرضهم
الـــطــيــبـــون الأصــــــل والأعــــــــراق

بــكــــتْ الـــقــنــالُ بـفـرحـتــة فـي طرفهـا
والــرمــلُ كـــبـّــر لـحـظــة إسـتـنـشــاقـي

فـــي ســـتِّ ســـاعـــاتٍ تــفـــرّق جـمـعهم
وتــبــعـــثــــروا بــبـــقــــيــــةِ الأرمــــاق

وكـــأن شـــمــــسَ الــعــالــمــيـن تحطمت
بـــلـــحـــاظــهـــم فـــي لــحـظــة الإغراق

الأرضُ مــظـلـمــة وتــلــعـــنُ فــعــلـــهــم
لــعـــنـــا يـــقـتـّــلُ مــنــهــجَ الــفـســـــاق

الآن قـــد عـــادوا لــســـابـــق جـهــلـهـــم
والآن قــد عــــدنـــا إلــــى الإشــــــــراق

بــدمــائــنــا عــرفـتْ طـغـاة الأرضِ كـيــــ
فَ الــحــــربُ فــي ذلٍِ وفــــي إرهـــــــاق

وإذا ســـألــــت الـكـون تــخـبــــرك الـدنــا
عـــــن عـــزنـــا عـــن فـــكــرنا الـخــلاق

يــحـــكــي شــمـــوخ الـمجـد فـي أهـرامنا
وصــــدى لــــه يــــأتي مـــن الأعــمـــاق

لا لـــن نــهــــون ولـــن تــهــون كـنـانـتـي
حـــتـــى ولــــو مــطـــرت لـنـــا بـزعــاق

ســنـذوقـــه حــــلـــوا يـــطــيــب جــرحـنـا
وكـــأنــــه شــــهـــــد بـــــه تـــريـــاقـــي

فــي زهـــونـــا تـــزهــو الـثــواقب بالفضا
فــي صــمــتــنــا تــرنـــو إلـــى الأحـــداق

كــعــروســــة أمــســـت بـلـيـلــة عـــرسها
والـــنــبـــض يــســـرع دونـــمــا إرفـــاق

ضــاقـــتْ بــهــــا أمـــــواج بــحـــر هـائـج
ويـــصــــدهــــا خــــجــــل بـــلا إشـفـــاق

مــن فــهـــمــنــا عــرفــت طـريـق خلودها
وبـأرضـــنــا ســـطــعـــت بـــلا إخــفـــاق

الأن تـنـــتــظـــر الـلـــقـاء بــلــهــــــفـــــة
فـــيـــهــــا ســـبـــاق الـثــائــريــن سباقي

حــتــى تــعـــود إلـــى الـحــروف نـقـاطهـا
حــتـــى تــعــانــق رســمــهــا الــبـــــراق

يا مـصـــر إنــــي قــــد كــتــبــت أســـاورا
مـــن ســحـــرهــا عــيـّـت عـلـي الـحـذاق

حــركــاتــهــــا ســكــنـــاتــهــا مـن خـافـق
مـــن عـــاشـــق مــتــلــهــــفٍ ســبــّـــاق

الــصــمـــتُ أكــســبـــه خــيــــالا ثــاقــبــا
والــحـــبُ حـــفـّــزه عــلــي الإغــــــــداق

أرض الــكــنــــــانــــــة 1001386_496760540409345_1990722456_n

أرض الــكــنــــــانــــــة 1001386_496760540409345_1990722456_n