قد يبدوا للوهلة الأولى من قراءة العنوان أن الموضوع خيالي أريد منه إيصال فكرة أو حكمة ما إلى السادة القراء وهذا صحيح جدا، ولكن الأمر ليس بخيالي، بل هو من صميم الواقع ومن مشاهداتي الحقيقية التي كنت أشاهدها لفترات طويلة، وكلما كنت أقرأ الآية الكريمة أعلاه، كنت أصاب بالحيرة والتعمق في التفكير عند عبارة "أمم أمثالكم"
فلجأت بالبحث عن هذا الطائر العجيب بشدة ذكائه، ونتيجة لتلك القراءات وما اكتشفته من معلومات حول هذا الطائر وضحت لي معاني "أمم أمثالكم"
وزاد من فهمي للموضوع ما شاهدته على الطبيعة محاكمة لأحد أفراد تلك الطيور وكان ذلك المشهد يفوق التصور ولكن عندما نتفكر بالآية الكريمة أعلاه تطمئن نفوسنا ويزداد إيماننا بأن ما شاهدناه ما هو إلا تصديق وتفسير لتلك الآية الكريمة
وقبل أن أبدأ بسرد القصة، سأسرد لكم بعض المعلومات عن هذا الطير مستعينا ببعض الصور كشواهد حصلت عليها من مصادر علمية عديدة، والحقيقة ما هي إلا تفسير لما جاء في كتاب الله الكريم ولتطمئن نفوسنا جميعا خاصة أولئك المشككين، وأتمنى بعد قراءة هذا الموضوع أن يعيد كل منا حساباته ويعود إلى الله بقلب يملؤه الإيما بالله وبكتابه الكريم الذي
وإليكم بعض ما قرأت :::[/color][/font] معلومات عامة تبين ذكاء طير الغراب
الغراب ، من الطيور المعروفة في كثير من أصقاع العالم، كما تتعدد أنواعه وأشكاله وفصائله، وإن غلب عليه اللون الأسود الذي يطلق عليه الغراب النوحي. يتميز الغراب بهيبة صوته الذي جعل الناس تتشاءم من رؤيته أو سماع صوته إضافة إلى لونه الأسود الفاحم. والغراب تجذبه الأشياء اللامعة والملونة كثيراً، وليس مستغرباً أن يجد الناس في أعشاش الغربان قطعا الصابون الملونة والأشياء المذهبة اللامعة.
يعتبر الغراب من الطيور المفيدة صديقة الفلاح، إذ إن الغراب يتغذى على الآفات والحشرات شأنه في ذلك شأن الهدهد وأبو قردان يتميز الغراب بمستوى ذكاء مرتفع نسبياً مقارنة مع غيره من الطيور.
لولا أن للغراب فضيلة وأموراً محمودة، وسببا ليس لغيره من جميع الطير، لما وضعه الله تعالى في موضع تأديب الناس، ولما جعله الواعظ والمذكِّر، وأنه مبعوث من الله لذلك الأمر من دون سائر الطيور.
كما ذكر في قصة نوح، كما وردت في سفر التكوين (8 : 6-8) حيث أرسله نوح لمّا غرقت الأرض في الطوفان ليأتيه بالخبر فتأخّر.
ما هي لغة التعارف بين الغربان؟ تقوم الغربان بإصدار أصوات عالية ذات ترددات مختلفة هذه الترددات تعتبر لغة التعارف فيما بينهما فلكل نوع من الغربان صوتا بتردد معين وهذه الترددات بمثابة شفرات استخبارية للمجموعة الواحدة, فسماع أحد الغربان لصوت غراب أخر غريب عن نوعه أو غريب عن قبيلته فنجده يصدر اصواتا مستمرة عن طريقها تتجمع جميع قبيلته وتحشد جموعها وتتصدى لهذا الغراب الغريب عنهم وتبدأ في قتاله لهذا فهي تؤمن بان الكثرة تغلب الشجاعة.
هيا بنا نتوجه إلى أحد الحدائق العامة لنشاهد هذه الأعداد الكثيرة من العشوش التي تنتشر على هذه الشجرة وانظروا أيضا إلى تلك العشوش الموجودة على الأشجار المجاورة أنها تدل على أن الغربان طيور اجتماعية تعيش في تجمعات كبيرة كل تجمع يسمى: (بالمجثم roost : ): و المجثم الواحد يقطنه المئات بل الآلاف من الغربان والتي تنتمي لنوع واحد وتتواجد أفراد المجثم على عدد من الأشجار المجارة لبعضها. ولكن ما الحكمة من معيشة الغربان في تجمعات كبيرة؟؟؟ لقد ذكرت لكم أن الغربان تؤمن بفطرتها التي وهبها لها الله عز وجل أن الكثرة تغلب الشجاعة والقوة. نعم فالغربان طيور ضعيفة بالمقارنة بأعدائها من الصقور والبوم والتي تنشط ليلا وتفترسها، لهذا تعيش الغربان في تجمعات كبيرة ترهب بها أعدائها من الطيور الأخرى حيث تبدأ الغربان بإصدار نعيقها المرتفع المستمر قبل غروب الشمس لتتجمع من جميع الاتجاهات وتبدأ كل جماعة أو كل مجثم بالسكون والاستعداد للنوم داخل أعشاشه. ما هي الروح التي تسود ساكنى هذا العش؟؟؟
أهي روح الحب والمودة والرحمة؟ أم كما نرى كثيرا في حياتنا اليومية العديد والعديد من البيوت والقصور الفاخرة الانقية والتي وبكل أسف تخلو من روح المودة والرحمة التي دعانا الله عز وجل إليها سواء بين الزوجين أو بين الأبناء والآباء أو بين الأبناء وبعضهم. سوف تتعجبون احبائى عندما أقول لكم إن الغربان التي نتهمها بأنها مصدر الخراب والنحس أنها تفوقت على الكثير من بنى البشر فنحن لا نرى عشا من أعشاشها إلا وتسكنه روح الرحمة والمودة والحب والتعاون بين أفراده.
ما هي دورة حياة الغربان؟ في أواخر الشتاء عندما يصل الذكر لسن البلوغ ( 4 سنوات تقريبا) يبدأ بالبحث عن شريكة حياته وتبدأ الرحلة بإصدار صوتا مرتفعا ينادى به على الإناث البالغة ( 3 سنوات تقريبا) إلى أن تقترب واحدة منه فيبدأ بنفش ريش جسمه وأجنحته وذيله قليلا كعلامة منه على قبولها ثم يبدأ في الغناء لها أغنية قصيرة ثم يحدث الزواج بينها ويبدأ كلا منهما في تنظيف ريش الآخر وتجهيز وبناء العش والذي يستغرق تكوينه حوالي أسبوعين. وبعد أن يصبح عش الزوجية جاهزا لهما تبدأ الأنثى في وضع البيض حوالي من 6:2 بيضات خلال أسبوع ثم يفقس البيض بعد حوالي 19 يوم وتظل الصغار بعد الفقس من 45:30 يوم في العش قبل الترييش ثم بعد ذلك تبدأ في الطيران ومساعدة الأبوين في الحصول على الغذاء وتجميعه. ولا تضع الأنثى بيضا آخر خلال السنة فهي لها جيل واحد فقط سنويا من الأبناء.
هل يتزوج ذكر الغراب بأخرى؟ لا يتزوج الذكر مطلقا بأنثى أخرى طيلة حياته والتي تصل في بعض الأنواع إلى 21 سنة. ولكن هناك حالتين لزواجه من أخرى وهي عندما ينتظر فقس البيض الذى وضعته الأنثى فإذا لم يفقس البيض فيترك كلا منهما الآخر ويبدأ في البحث عن وليف آخر. وقد يلجأ أيضا للزواج من أخرى عند موت وليفته. يا الله إن الغراب ذلك المخلوق الضعيف يعلمنا اليوم دروسا وعبر في المحبة والمودة والإخلاص بين الزوجين وانه عندما يبحث عن أنثى أخرى للزواج منها فيكون لسبب قوى وقهري وهو إما للحفاظ على نوعه وذريته أو لوحدته بعد موت وليفته.
ما هي مهام أفراد الأسرة؟ الأنثى تكون مهمتها الأساسية هي حضانة البيض حتى الفقس وإطعام الصغار بعد الفقس أما الذكر فمهمته الأساسية حماية العش من الأعداء حيث يقف على حافته لمنع دخول أى ذكر غريب من مجثم آخر وإذا دخل عشه يقوم بقتله. وكلاهما أيضا يقوم بالبحث عن الغذاء وجلبه إلى العش. عند وجود أكثر من جيل من الأبناء داخل العش فتقوم الأبناء بمساعدة الآباء في جلب الغذاء وتنظيف العش وإطعام الصغار وحماية العش. سبحان الله درس آخر نتعلمه من ذكر الغراب وهو حفاظه على بيته وحميته ونخوته تجاه أنثاه وصغاره بالإضافة لمساعدته لأنثاه في تربية الصغار والحصول على الغذاء.
أكد العلماء المختصين بدراسة علم سلوك الحيوانات أن الغراب هو الطائر الوحيد الذى يقوم بدفن موتاه بل وهو الحيوان الوحيد الذى يقوم بهذا الفعل. قام فريق بريطانى بأخذ أحد إناث الغربان إلى أحد المعامل البريطانية ووضعوا لحم مهروس داخل أنبوبة اختبار وبالقرب منها قطعة من السلك المعدنى الطويل وتركوا الغراب مع هذه الأدوات داخل المعمل وقاموا بتصوير ما يحدث. فوجدوا بعد اقل من 10 دقائق أن أنثى الغراب قامت بثنى نهاية السلك المعدنى ليصبح مثل الخطاف وأدخلته برجلها إلى داخل أنبوبة الاختبار ثم قامت بسحب اللحم المهروس من داخلها ثم التهمتها. فاعتقدوا العلماء أنها فعلت ذلك صدفة فكرروا التجربة 10 مرات ونجحت أنثى الغراب في العشر مرات في إخراج اللحم والتهامها، وإليكم بعض المشاهد المثيره::
في الشريط أعلاه شاهدوا كيف أن الغراب بذكائه العجيب جاء إلى جزء من جذع شجرة مقطوعة، وشاهد
بنظره الحاد ديدان بيضاء كبيره يطلق عليها بالإنكليزية "كرب GRUB " تعيش وتتغذى داخل الجذع، حاول أن يلتقطها لكنه لم ينجح بسبب قصر منقاره، ففكر بطريقة تنبيء عن ذكائه الشديد، فطار وأحضر بمنقاره عودا طويلا نوعا ما استعان به على التقاط تلك الديدان، وكرر العملية مرات عديدة إلى أن استطاع الحصول على تلك الوليمة الدسمة...!!! السؤآل من علم هذا الطير الذكي كيف يحتال على فريسته ويظفر بها؟؟؟ إنه الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى خالق كل شيء....ألم يخبرنا ربنا إنهم أمم أمثالنا؟؟؟*
وهذه معلومات أخرى عن نفس الطائر المصدر : { من أيات ألأعجاز العلمي الحيوانات في القران الكريم } للدكتور زغلول النجار
دور الغراب في هذه القصة هو تعليم الإنسان كيف يدفن موتاه فلماذا أختاره الله سبحانه وتعالى من دون المخلوقات ليكون المعلم الأول للأنسان
أثبتت الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق ، ويعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة
ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان
محاكم الغربان وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها ، ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها .[/color][/i]جريمة اغتصاب طعام الأفراخ الصغار: العقوبة تقضي بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجز عن الطيران كالأفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها . وجريمة اغتصاب العش أو هدمه: تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه.[/font][/size]
[font=Arial][color=navy]أما جريمة الاعتداء على أنثى غراب أخر : فهي تقضي جماعة الغربان بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت . وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة ، تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد ، ويجلب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة ، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه ، ويخفض جناحيه ، ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه . فإذا صدر الحكم بالإعدام ، قفزت جماعة من الغربان على المذنب توسعه تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت ، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا يتوائم مع حجم جسده ، يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما لحرمة الموت وهكذا تقيم الغربان العدل الإلهي في الأرض أفضل مما يقيمه كثير من بني أدم فيا سبحان الله سبحان الله سبحان الله
[size=21]بعد كل ما قرأناه عن طير الغراب من مصادر علمية مختلفة أثرت عقولنا ومداركنا، سأسرد لكم الآن حكايتي مع محكمة الغربان والتي ستجدون فيها تطابقا كبيرا بين تلك المعلومات وما شاهدته وراقبته طيلة سنوات عديدة. كنت ولا زلت أعيش في منطقة كثيفة الأشجار ، هذه المنطقة كغيرها من المناطق يعيش فيها أنواع عديدة من فصائل الطيور مختلفة الأنواع والأشكال والأحجام، والنوع السائد والمسيطر هو طائر الغراب، إذ تشكل أعداده ما يقارب من 70% من أعداد وأنواع بقية الطيور، ومن إحدى هواياتي مراقبة الطيور يوميا ومحاولة إجراء دراسة عن العديد منها والتعرف على سلوكياتها وتصرفاتها. وبحكم البيئة والواقع الذي أعيش فيه، فقد كان لطير الغراب الحظ الأوفر في ذلك، بالإضافة إلى المعلومات العامة التي أوردتها في بداية الموضوع عن الغربان وما كتب عنها من دراسات، وسأضيف عليها أيضا بعض مشاهداتي لسنين عديدة حول هذا الطائر العجيب الذي قيل عنه العجيب من الروايات التي لو قارناها مع عادات وسلوك البشر لوجدنا أن الغراب قد يتفوق على الإنسان بكثير من الأشياء، إنها حكمة الله في خلقه سبحانه وتعالى، ولم لا ؟؟ ألم يخبرنا رب العالمين في الآية الكريمة " وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ."؟؟ والمعنى واضح جدا في هذه الآية الكريمة للجميع، والدابة هنا تعني كل مخلوق دب على الأرض سواء كان حشرة أو حيوانا أو طيرا أو إنسانا أو جنّا، كل هؤلاء المخلوقات هم أمم أمثالنا، والمعنى العلمي لكلمة أمم تعني مخلوقات متنوعة في الشكل والجنس واللغة . إذن الغربان هي أمة من تلك الأمم كبقية خلق الله لهم لغتهم و قوانينهم وعاداتهم وتقاليدهم وتسبيحاتهم " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً {44}" / الإسراء.
نعم تسبيحاتهم كبقية الأمم الأخرى وبقية خلق الله، ولكن كل بطريقته الخاصة التي خصه الله بها.
ومن ملاحظاتي حول هذا الطير العجيب والذي قصت حوله القصص والروايات بين شعوب الأرض كافة ومنذ الآزل وكما جاء في القرآن العظيم " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {27} لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ {28} إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ {29} فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ {30} فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا االْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ {31}/ المائده.نستنتج من هذه الآيات الكريمة أن الذي علم الإنسان كيف يدفن موتاه هو الغراب ولله في ذلك حكمة بالغة، وكما سبق وذكرت في مقدمة هذا الموضوع أن الغراب كان هو الوحيد بين مخلوقات الأرض الذي يدفن موتاه، ألا يحق له أن يكون معلما للإنسان في هذا الأمر؟؟؟.
يبدوا أن الحديث طويل جدا وقد يستغرق منا وقتا كثيرا ،لهذا سأبدأ حالا بعرض حكاية المحكمة التي نحن بصدد الحديث عنها .كنت ألاحظ عشرات الألوف من الغربان تتحرك قبل شروق الشمس بنصف ساعة تقريبا يوميا سعيا وراء رزقها، والملاحظ أنها تتجه يوميا باتجاه واحد تجاه المشرق، وكأن اتجاه شروق الشمس هو بوصلتها، تلك المجموعات الهائلة تطير في هذا الوقت بسرعة وبهدوء عجيب لا تسمع لها صوتا، وكأنها تسابق الزمن من أجل الحصول والبحث عن طعامها. وفي المساء وقبل الغروب بساعة تقريبا، تبدأ تلك المجموعات الهائلة من الغربان تعود إلى أوكارها وأعشاشها، ولكن باختلاف ملحوظ عن رحلتها الصباحية والتي هي رحلة البحث عن الرزق. وفي رحلة العودة المسائية يختلف الأمر بعض الشيء، فأثناء العودة ترجع بمجموعات هائلة جدا وبضجيج عالي وكأن في ذلك رسالة شكر إلى الخالق.، وكأنها أيضا تزغرد زغرودة الفرح والسعادة بما أفاء الله عليها من نعمه. . الآن سأنتقل بكم إلى ساحة العدل والمحاكمة لنبدأ قصة المحاكمة الآن ، وما سبق من كلام هو معلومات عامة حول هذا الطير الذي هو محور موضوعنا
"شاهد على محكمة الغربان".
سبق وقلت أن رحلة الغربان الصباحية تتم دون ضجيج ، ولكن في صباح هذا اليوم الباكر اختلف الأمر، فقبل شروق الشمس بحوالي نصف ساعة سمعت ضجيجا هائلا لغربان كثيرة، استيقظت على أثرها من نومي مذعورا وتخيلت أن في الأمر شيء غريب لأني لم أعتاد سماع مثل تلك الأصوات في الصباح إطلاقا، فنظرت من النافذة فشاهدت منظرا عجيبا وغريبا لم أشهده في السابق، شاهدت أحد الغربان وحيدا مذعورا يرتجف واقفا عند طرف الطريق، وفي السماء وعلى ارتفاع منخفض كان هناك حوالي عشرون غرابا أو أكثر يطيرون بشكل دائري فوق الغراب المذعور، يصدرون أصواتا عالية جدا وكأن في الأمر شيء خطير ، كان منظر غريب وعجيب، وما هي إلا ثوان، وإذ بأحدهم ينزل بسرعة باتجاه ذلك الغراب المذعور، لتبدأ معركة حامية الوطيس لم أشهد لها مثيلا في حياتي واستمرت تلك المعركة ما يقارب من 10 دقائق والغربان الآخرين يصدرون أصواتا مزعجة غريبة وكأنهم يرقبون نتيجة المعركة ويمنعون ذلك الغراب المتهم من الهروب، شيء ملفت للنظر يدعونا للتفكر، دقائق بعدها وإذ بالغراب المتهم جثة هامدة لم يبق في رأسه ريشة واحدة، وتركت الجثة على قارعة الطريق ولم تؤخذ من قبل الآخرين لدفنها كما هي عادة الغربان ( وهذا خلاف لعادة الغربان التي تدفن موتاها) وهذا يدل ربما أن المتهم ارتكب خطأ كبيرا لا يستحق بسببه الدفن ويترك بالعراء فريسة للطيور و الحيوانات الأخرى عقابا له. طار بعدها الطائر المنتصر والتحق بمجموعته التي كانت تحرسه وتشجعه بأصواتها العالية وكأنها بأصواتها تغني أهزوجة النصر. ولا نتصور مقدار التشوه الذي حدث بجثة ذلك الغراب. إلى هنا انتهت المحاكمة وتم تنفيذ الحكم بسرعة وبعدالة عجيبتين.
تعقيبي على هذه الحادثة أن الكثير من المشاهد التي رأيتها كانت تصديقا لمعظم تلك المقالات التى أدرجت في بداية الموضوع، وبعد أن قرأنا وسمعنا ما جرى، خرجت بنتيجة :::
- أن تلك الطيور كبقية خلق الله هي أمم أمثالنا، لها نظامها الخاص في الحياة، ولها لغتها وعاداتها وتقاليدها وو... ومحاكماتها. - عندهم عدالة في نظام حياتهم قد تكون أفضل مما هي عندنا - ولكن لا نفهمها - [color=navy]- كأن القضاء عندهم مبني على الشورى...لا وساطات، ولا رشوة ، ولا قاض يرتشي ، المبارزة أو عقاب المذنب يتم بشكل عادل، والدليل أن المعركة أو المحاكمة التي رويتها لكم لم يتدخل فيها آخرون ليساعدوا الزعيم أو القاضي الذي نفذ الحكم، الكل كانوا على الحياد، والمعركة تمت وكأنها منازلة بين طائرين. وفي هذه الحالة أيضا أرى العدالة بأجلى صورها، إذ لم يتدخل الأقارب ولا أفراد العشيرة الآخرين في النزاع - عدالة قد لا نكون قد توصلنا إليها بعد - br /br /br /الآن بعدما قرأتم القصة التى نقلتها لكم من أرض الواقع ماذا تستنتجون منها؟؟ أتمنى أن أسمع آراءكم وتعليقاتكمbr /br /br /br /ن يكون الإنسان مغرورا بنفسه لدرجة التكبر والسخرية من مخلوقات الله الأخرى، صحيح أن الله فضل الإنسان على بقية خلقه، ولكن لا ننسى أن الله أكرمهم بامور كثيرة قد تكون أسرارا إلاهية وضعها في أضعف خلقه. كما لا ننسى أن الله خالق كل شيء وأكرم الكثيرين منهم بأن منحهم صفة الأمم أمثالكم لهم حياتهم الخاصة بهم وقوانينهم ولغاتهم وو....إاخbr /br /br /br /br /طال الحديث وقد أكون زدت أو نقصت سهوا بعض الأمور، أعتذر عن ذلك إن حدث شيء من هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والحمد لله رب العالمين[/b]br /br /
