بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
نعي فوقَ منصة البوح بمناسبة جرحي الأخير
علّني ألفظ شي من المدفونَ داخلي ..
احتشدتْ لحظاتي في قالبِ العمرْ ،
الأيامُ تصُوغ ُ زمني ، ويومي لوّثهُ
الليلُ الحزين عندما تنفسَ طولَ السهر
و جسمي ..
كالأرضَ حينما لا تـَسْلمُ من غيمةِ المطر
أتيهُ في فصولِ الوجع ، وقد خنقني الصمتُ
حينها ، فكلّي روحٌ عِرضَة لذاكَ القدر
آهٍ ! خريفُ الألم يُسْـقِط ُ أوراق الأمل
فالهموم أكلتْ وجـهي ، وقلبي يُحرقني
مــن فـرطِ ما اشـتدّ علــيهِ الصَـبر
المسافاتُ العذارى أمامي .. كيفَ
أعبرُ أفـقَِ الغـيبِ مصقـولَ الجــــــرحَ
ورجلايَ تفرزُ خطواتٍ ثـُكلى !
آهٍ إذا جُرحِي يَنزفُ على فكري
فأينَ الملاذ عنْ ذكرهِ وأينَ المفرْ ؟
مشيتُ مختبئاً خلفَ ظلـّي إذا هربتُ
مِنَ الشمس ، وقد دثرتنِي الحيرة ُ
وفي صدري ضيــــاعٌ يستــــقر
بحثتُ عن أمان ٍ يَضمُني أنا
ومشاعري بعيداً عن لقمةِ القهر
ما ذا أصنع ؟
توخّيتُ البسـمة َ في نفسي .. ولكنْ !
لمْ يواسيني سِوى دمعة الحزن ِ وقلبٌ منتهر
أخافُ من شبح الوحدة يأخذني ويلطمني
بالذكرى .. أخافُ من النوم ، لأني صرتُ
أُرتلُ بكائي إذا الحزنُ استمر
آهٍ .. ما الذي اقترفتهُ لكي أستحقَّ الجنونَ
ولما باتَ تحتَ جفنيَّ الضجر ؟ منقول